مقاتلو» أنصار الدين« خلال هدمهم لأحد الأضرحة أعلن وزير خارجية مالي "الامين سو" ونظيره الجزائري "مراد مدلسي" انهما يفضلان الدبلوماسية لتسوية الازمة السياسية في مالي. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية ان الوزيرين أعربا عقب محادثات في العاصمة الجزائرية عن "تطابق وجهات النظر وضرورة تفضيل حل سياسي يصون الوحدة الوطنية وسيادة مالي". ووصل سو الاحد الي العاصمة الجزائرية ليبحث مع السلطات الجزائرية الوضع في مالي التي تسيطر علي شمالها حركات مسلحة متناقضة المصالح، بين طوارق واسلاميين، استفادت من الفوضي الناجمة عن انقلاب عسكري في باماكو في 22 مارس. من ناحية أخري أفاد شهود عيان ان مقاتلين علي صلة بتنظيم القاعدة، يسيطرون علي "تمبكتو" شمال مالي دمروا صباح امس مدخل مسجد في هذه المدينة وذلك بعد ان بدأوا منذ أيام تدمير أضرحة. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن احد الشهود ان "مقاتلي جماعة "أنصار الدين" دمروا مدخل مسجد سيدي يحيي جنوب تمبكتو، وانتزعوا الباب المقدس الذي لا يفتح أبدا، وذلك وسط بكاء سكان حاضرين". وذكر أحد الشهود ان مقاتلي الجماعة الذين يفرضون قوانينهم علي المدينة منذ ثلاثة اشهر، يعتبرون أضرحة الصوفية من مظاهر الوثنية. ويقول سكان ان الجماعة هددت بتدمير كل مواقع الاضرحة الرئيسية التي يبلغ عددها 16 ضريحا في "تمبكتو" رغم الغضب الدولي من الهجمات. وكان نحو 30 مسلحا ببنادق كلاشنكوف دمروا امس الأول ثلاثة أضرحة يرجع تاريخها الي ثلاثة قرون وسبع مقابر علي الأقل غرب المدينة. وكانت "أنصار الدين" قد هددت في وقت سابق بالتعرض لمساجد المدينة ردا علي قرار منظمة اليونيسكو في 28 يونيو إدراج اسم هذه المدينة التي يطلق عليها "مدينة ال333 وليا" علي لائحة التراث العالمي المعرض للخطر. وتوعدت "فاتو بنسودا" مدعية المحكمة الجنائية الدولية في السنغال بملاحقة المسؤولين عن تدمير الاضرحة في تمبكتو وقالت انه يمكن اعتبار هذه الاعمال "جرائم حرب". وتضم جماعة انصار الدين مقاتلين من دول مختلفة بينها مالي والجزائر ونيجيريا. من جهته اعتبر سكرتير عام الأممالمتحدة "بان كر مون" ان تدمير الأضرحة "غير مبرر علي الإطلاق". ومن جهته أعلن متحدث باسم منظمة التعاون الاسلامي، امس ان المنظمة "تشجب هدم المواقع التاريخية" في تمبكتو في شمال مالي من قبل "جماعات متطرفة"، مؤكدا ان "المواقع كانت جزءا من التراث الاسلامي الغني".