في أيام الانتخابات استمعت إلي د. سليم العوا وهو يقص حكاية غريبة عن اصرار مبارك علي عدم زراعة القمح حتي تظل مصر ممدودة اليد لأمريكا وغيرها للاستجداء.. قال العوا: أن أحد اساتذة كلية زراعة الاسكندرية زرع 051 فدانا بنوعية جديدة من القمح أعطت انتاجية رائعة. وجاء يوسف وإلي وزير الزراعة ليري التجربة، ووعد بتقديم جائزة للاستاذ، وبعد أيام فوجئنا بالبلدوزارات تقتلع القمح وحولت المزرعة إلي خرابة!!. وكان الذي أرسلها هو يوسف والي والذي قال لصاحب التجربة: اوعي تعمل كده تاني!!.. دي قرصة ودن!!.. وكانت هذه هي الجائزة التي وعده بها!!. في ديسمبر الماضي كنت في زيارة لواحة سيوة علي الحدود مع ليبيا ورأيت عشرات عيون الماء الطبيعية تتفجر من الأرض دون الاستفادة منها. سألت عن عدم الاستفادة منها في زراعة الأرض المنبسطة، قالوا: زرعنا القمح وكان مميزا، وزارنا مبارك سنة 9891 ورأي الزراعة، بعدها جاءنا وزير الزراعة يوسف وإلي وأمرنا بإزالته ونصحنا بزراعة الكانتالوب أحسن. وعندما خلع مبارك بدأنا في زراعته من جديد واستمعت إلي وزير الزراعة أباظة يتحدث عن فشل تجربة زراعة أرض السودان بالاتفاق مع مصر وليبيا وكانت قد أوشكت علي التنفيذ ثم أمر مبارك بوقفها تنفيذا لأوامر أمريكية. حكايات 3 حزينة تعطي صورة لما كانت تجري عليه الأمور أيام مبارك والذي ترك شعبه يموت جوعا في طوابير العيش للحصول علي رغيف، ويمثل علينا الآن دور المريض في سجين مزرعة طرة تنفيذا لنصيحة عاموس يادلين رئيس المخابرات الاسرائيلية ليكسب عطف الناس!!.