أن يثيرك غموضه كان مجلس الشوري قبل الثورة يسخر الصحف القومية لخدمة الحزب الوطني والان يريد تسخيرها لخدمة الجماعة الاثنين: ان أسوأ ما يعانيه الكاتب هو الضغط علي حريته في الكتابة، والحرية بالنسبة لنا - نحن اصحاب الاقلام - بمثابة الخبز الذي نعيش به، وهي بالنسبة للامة بمثابة الهواء الذي تتنفس فيه ثم انها للقائمين علي الحكم بمثابة النور الذي يهتدون بضيائه. لقد انتهي عهد المستبدين والفاسدين بعد الثورة، واصبحنا ننفر نفوراً شديداً من كل نكسة تعود بنا الي الماضي، مهما بدت هذه النكسة في قالب معسول من الوعود وحسن النوايا وصفاء النية. اقول هذا الكلام بمناسبة ما يجري الان من محاولات مجلس الشوري لوضع القيود علي الصحف القومية، وفرض الشروط علي اختيار رؤساء مجالس ادارتها ورؤساء تحريرها ومحاولة الالتفاف علي حرية الرأي بطرق ملتوية لا شفافية فيها ولا مصداقية ولا اعرف لماذا لا يترك المجلس هذه الصحف الناجحة تشق طريقها الي المزيد من النجاح وتثري القراء بإبداعات كتابها وصحفييها، لماذا يحاول تحجيم هذه الاقلام وتحويلها الي اقلام مسلوبة الارادة تخضع لمبدأ السمع والطاعة، لماذا لا يتركها دون ضغط او توجيه حتي تنير الطريق امام برامج الاصلاح، اذا كان هدفه الحقيقي المصلحة العامة وليس التكويش! ولنا ان نتساءل: ما الفرق بين عهد ما بعد الثورة، وعهد ما قبلها، كانت الصحافة القومية قبل الثورة تخضع لسلطان رئيس مجلس الشوري صفوت الشريف، الذي كان له سلطة تعيين رؤساء مجالس الادارة ورؤساء التحرير وانهاء خدمتهم، طبقاً لرغبته الشخصية، او طبقاً لما يتلقاه من توجيهات واوامر من الرئيس السابق، فإذا كان رئيس التحرير منافقاً ويهتف للنظام فهو مرضي عليه، ويستمر في العمل حتي لو بلغ سن المعاش، اما اذا كان جريئاً في النقد والمعارضة ويتصدي لكل فساد وانحراف، فيتم اقصاؤه من منصبه، او تغييره بمن يصفق ويهلل ويدافع عن اخطاء النظام، ويبرر ما يرتكبه من فساد وانحراف. وقد ترتب علي هذه السياسة، تقديم الرشاوي بالملايين من أموال هذه الصحف باسم رؤساء مجالس الادارة الي صفوت الشريف باعتباره رئيس مجلس الشوري المالك للصحف القومية، والي الرئيس السابق وزوجته واولاده وحاشيته، في المناسبات السعيدة وفي أعياد ميلادهم، وذلك ثمناً لبقائهم في مناصبهم والتجديد لهم بعد بلوغهم سن المعاش! هكذا كان الحال في هذه الصحف. ولكن الوضع الان قد تغير بعد الثورة، وكان أملنا تصحيح هذا الشذوذ، وان يبادر رئيس مجلس الشوري بالاعلان عن تخلي المجلس عن ملكيته للصحافة القومية، والغاء المجلس الاعلي للصحافة، وتمليك الصف للعاملين فيها، وبذلك يكون قد حرر هذه الصحف ومنحها استقلالها ورد اليها اعتبارها وحريتها الكاملة، واتاح لها الفرصة لتحقيق المزيد من النجاح والتقدم، بل وتعويض خسائرها التي نتجت عن الرشاوي التي فرضتها عليها هذه الاوضاع الشاذة. ان تحرير هذه الصحف ومنحها استقلالها الكامل سوف يحسب من الاعمال الجليلة لثورة يناير المجيدة، وسيلقي كل التأييد والتصفيق من اصحاب الاقلام بل من الشعب بأكمله، وانني احذر في حالة تحويل الصحافة القومية الي صحافة اخوانية من ان يتخلي المعلنون عن الاعلان فيها وينصرف عنها القراء، ويبدأ توزيعها في الهبوط وتصاب بخسائر فادحة وقد يؤدي بها هذا الانهيار الي دخول غرفة الانعاش.. ولا يعلم الا الله ما سيؤول اليه حالها بعد ذلك. يا ناس يا محترمين اقول لكم بأعلي صوتي وبكل اخلاص اتركوا الصحف الناجحة في حالها، فقد انتهي عهد الصحافة الملاكي.. ولا عودة الي الوراء مهما كانت الضغوط ولن نسمح بذلك مهما كانت التضحيات. مرشح الثورة.. أم الجماعة؟ الثلاثاء: دهشت وتعجبت وفوجئت عندما رأيت المرشح الاخواني الدكتور محمد مرسي يقول للاعلامي الكبير عماد اديب في حواره معه في سي بي سي بكل ثقة واصرار وتصميم: انا مرشح الثورة، وما اعرفه ويعرفه كل الناس انه مرشح الاخوان ولا علاقة له بالثورة، فلم يعلن احد من شباب الثورة انهم خلعوا عليه هذا اللقب، ولم يصرح احد المتحدثين باسم ائتلافات الثورة انهم منحوه هذا الشرف، ولم نقرأ او نسمع انه يحمل هذه الصفة منذ ان رشحته الجماعة بدلاً من خيرت الشاطر، حتي رأيته منذ ايام في هذا الحوار، وعندما سأله عماد اديب: اذا قدر للفريق شفيق الفوز في الانتخابات الرئاسية، هل ستفعل مثل رؤساء الدول المتحضرة عندما لا يحالفهم الحظ، فتصافحه وتهنئه، ولا تعترض علي فوزه، فرد عليه الدكتور مرسي مستنكراً: هذا لا يمكن ان يحدث.. انا مرشح الثورة.. وحاول عماد اديب ان يضيق عليه الخناق، فأعاد السؤال بطريقة أخري: هل اذا فاز الفريق شفيق سترضي بالنتيجة ولن تعترض عليها؟ وحاول مرسي بكل الطرق التهرب من الاجابة معيداً ما قاله ومصراً عليه.. ومؤكداً ان كرسي الرئاسة سيكون من نصيبه. واحسست ان الدكتور مرسي قد اصابة الحرج والارتباك عندما سئل: اكثر من مرة هل سيتقبل النتيجة في حالة فوز الفريق، اما انه سيعترض عليها، احسست انه كان يتمني لو استطاع ان يستخدم التليفون لعدة دقائق حتي تتاح له الفرصة للاتصال بالدكتور بديع مرشد الاخوان ليسأله كيف يجيب علي هذا السؤال.. وما هي الاجابة التي ترضيه، احسست ان الدكتور مرسي لا يستطيع ان يقول رأيه بصراحة دون الرجوع للمرشد حتي لا يغضبه، أو يخالف ما اقسم عليه من سمع وطاعة. ولا اعرف اذا كان المرشح الاخواني قد استأذن المرشد في انتحاله صفة مرشح الثورة التي يدعيها، وسمح له بذلك، ام انه انتحلها دون استئذانه.. وعلي اي حال فإن ما فعله د. مرسي هو تأكيد لعدم مصداقية الاخوان فيما يعلنونه من اقوال او افعال او وعود ، فقد اعتادوا علي التحول من رأي الي رأي سعياً وراء التكويش علي كل السلطات، دون أن يروا في هذا التحول تعارضا مع المبادئ والمثل العليا! وقد قال المرشح الاخواني خلال حواره التليفزيوني موجهاً الكلام للاعلامي الكبير عماد أديب: اسأل الشارع وانت تعرف ما احصل عليه من تأييد كبير، وان شباب الثورة معي ويساندونني.. وهذا كلام مرسل ينقصه الدليل.. فإن ما اعلمه انا شخصياً ان هذا غير صحيح وان الدكتور مرسي يعلم ذلك ايضاً، فقد نشر في الصحف في ذكري الشهيد خالد سعيد تصريحاً علي لسان والدته عندما سئلت عن المرشح الذي ستنتخبه، فقالت: كيف اختار بين الطاعون والكوليرا ولو كانت تؤيد مرسي خاصة وان ابنها الشهيد احد رموز الثورة، ومن اسباب قيامها، لما وصفته بالطاعون كما ان ما نراه في ميدان التحرير وهو نبض الثورة لا يدل علي ان مرسي يؤيده شباب الثورة، فقد كانت الهتافات تقول: لا فلول ولا اخوان نريد رئيساً من الميدان!! ولا اعرف ما يقصده الدكتور مرسي من ان الشارع يؤيده ويؤازره، هل يقصد ان اعضاء الاخوان المسلمين في الشارع هم الذين يؤيدونه.. ولكنه لا يستطيع ان يعلن ذلك صراحة لان هذا التأييد ليس بارادتهم الحرة ولكنهم مجبرون عليه طبقاً لمبدأ السمع والطاعة.. وان الفصل من الجماعة ينتظر كل عضو يخرج علي هذا المبدأ. ارجوك يا د. مرسي لا تدعي علي غير الحقيقة انك مرشح الثورة دون تفويض من الثوار! قرض صندوق النقد حرام! الاربعاء: عادت فرنسا الي الاشتراكية بعد 71 عاما، وذلك بعد نجاح المرشح اليساري او لاند رئيسا لفرنسا وانتخب الشعب أغلبية اعضاء السلطة التشريعية من الاشتراكيين. وهناك اتهام قديم ينسب دائما الي الاشتراكية، هو انها منافية للطبيعة البشرية، والتساؤلات التي توجه للقائلين بذلك هي: هل مما ينافي الطبيعة البشرية ان ندفع للناس بقدر ما ينتجون، فمن لا ينتج شيئا لا يأخذ شيئا، ومن ينتج يحصل علي الأجر الذي يتناسب مع إنتاجه، ويكفل له ولأسرته حياة كريمة، ويقول المعترضون: ماذا عن الرجال الاستثنائيين؟ ماذا عن الفنان والممثل والرجل الموهوب؟ اي حافز سيحصلون عليه في النظام الاشتراكي، ثم ماذا عن المخترع؟ إن الفنان والكاتب والممثل والرجل الموهوب بصفة عامة ينظر اليه النظام الاشتراكي علي انه عامل من نوع خاص، فكما انه يقدم للمجتمع خدمات استثنائية، فمن حقه الحصول علي حوافز استثنائية، كذلك المخترع من حقه ان يحصل علي مكافآت وحوافز نظير اختراعه.. وهنا يتبادر الي الذهن سؤال مهم: أليست الرأسمالية ضد الطبيعة البشرية، أليس مما ينافي الطبيعة البشرية ان نعطي الدخل الكبير لمن لا ينتج شيئاً، والأجر الحقير لمن يقوم بأشق الأعمال؟ أليس مما ينافي الطبيعة البشرية ان نترك 09٪ من أفراد الشعب في حالة تمنعهم من البقاء علي قيد الحياة؟ أليس مما ينافي الطبيعة البشرية ان نترك ملايين من الأفراد بلا عمل وهم يريدون ان يكونوا منتجين ليأكلوا؟ ان الاشتراكية - في رأي المنادين بها - طريقة خاصة لتنظيم الحياة الاقتصادية في العالم، وكل الفرق بينها وبين الرأسمالية انها لا تترك وسائل الانتاج مملوكة لقلة قليلة من الأفراد، وبهذا الفارق تقضي علي الفقر والمرض، وليست الاشتراكية نظرية وهمية ولا مثالية، وتطبيق النظام الاشتراكي لا يقلب الأفراد الي ملائكة وقديسين، ولكن الاشتراكية تعطيهم الفرصة لجعل العمل حقا لكل فرد، وتكفل له الأمن والأجر المعقول، والفرصةالكافية لكي يتقدم وينمو. وفي مصر ليس واضحا ما إذا كان نظامنا الاقتصادي اشتراكيا أم رأسماليا، وفي الواقع انه نظام مختلط يأخذ من الاشتراكية والرأسمالية أفضل ما في كل منهما ويسميه البعض اقتصاد رأسمالي موجه.. وأرجو ان يسلم نظامنا الاقتصادي من نداءات التيارات الاسلامية التي تريد إخضاعه لأحكام الشريعة الإسلامية خاصة تعاملات البنوك، التي تخضع لنظام عالمي، ولا يمكن لجهازنا المصرفي الانفصال عن هذا النظام الذي يحكم المعاملات المالية والبنكية في جميع دول العالم، وإلا أصاب اقتصادنا الانهيار والكساد، ولا يخفي علي أحد ان البنوك التي تسمي نفسها إسلامية لجذب المتعاملين الاسلاميين، تخضع للنظام العالمي أيضا وتودع ما لديها من استثمارات وودائع في البنوك العالمية وتأخذ عنها الفوائد التي يعتبرها الإسلاميون نوعا من الربا!! ومما يدعو الي الدهشة ان احد نواب مجلس الشعب المحترمين من السلفيين طالب بإلغاء قرض صندوق النقد الدولي لمصر والذي تجري بشأنه المفاوضات حاليا وأفتي بأنه يعتبر ربا، ولا يجوز شرعا، فهل هذا معقول.. أم أنها مجرد تخاريف سلفية! دعنا نعيش حبنا السبت: أحاط وجهها بكلتا يديه.. وأخذ يتأمل ملامحها وهو مأخوذ بهذه اللمسات الربانية التي اضفت عليه كل هذا السحر والصفاء والهدوء.. وجعلت منه معجزة من الفن الإلهي والتقت نظراتها بنظراته وعيناها بعينيه فشعرت برعشة خفيفة تسري في جسدها.. واحست بقلبها يسرع في خفقاته وبالبرودة تزحف الي اطرافها فأغمضت عينيها.. وتمنت ان يحتويها بين ذراعيه حتي يتعانق قلبها مع قلبه.. وتحتضن روحها روحه.. وتلفح وجهها انفاسه الدافئة. وتحقق ما تمنته اقترب منها واحتواها بذراعيه في حنان.. وضمها الي صدره في رفق وقال لها هامسا وهي مازالت مغمضة العينين.. أخاف علي حبنا: هي: الخوف يجعلنا حراسا عليه هو: واذا غدرت بنا الأيام؟ هي: سنقاوم.. ولن نستسلم هو: واذا انتصرت علينا؟ هي: »تفتح عينيها« لماذا هذا التشاؤم.. لماذا تحاول ان تسلبني هذه السعادة التي منحتها لي.. لقد رفعتني بحبك الي السماء.. وجعلتني احلق في الفضاء بعيدا عن هذه الدنيا المملوءة بالشرور والاثام.. والحقد والكراهية والالام والاحزان.. والان تريد ان تجردني من اجنحتي حتي اسقط علي الارض واصطدم بالحقيقة والواقع.. بالله عليك اتركني اعيش في احلامي.. في خيالي.. في جنتي.. هو: »يمعن النظر في عينيها وقد بهره بريقهما« في عينيك حب لا استطيع ان احتمله.. إنه مسئولية كبيرة تخيفني. هي: »تضغط علي يديه«: هذا الحب انت صانعه.. نبع عطفك وحنانك.. وكلما فكرت في الحياة بدونك اشعر بالضياع.. بوحدة قاتلة. هو: »وأصابعه تعبث بخصلات شعرها الناعم المسترسل«: أحيانا اتمني لو استطيع قراءة المستقبل ومعرفة ما تخفيه لنا الأيام.. ويخبئه القدر. هي: اترك التفكير في الغد.. ودعنا نعش يومنا.. فكر في هذه اللحظات التي تجمعنا والحب الكبير الذي يؤلف بين قلبينا.. وروحينا.. ويمنحنا الهناء والسعادة.