حلم طويل كان يداعب خياله منذ أن كان في الخامسة عشرة من عمره أن يصبح رئيسا لفرنسا. لم يكن حلما خياليا لمراهق ولكن حلم جدي عمل فرانسوا أولاند طوال عمره علي تحقيقه وكان يواجه اخفاقا بعد آخر وسقوطا بعد سقوط.. الا انه ظل يحمل حلمه في قلبه حتي حققه وأصبح رئيسا لفرنسا. لم يكن أولاند شخصا جذابا بنظارته السميكة العدسات وملامحه الجادة والعادية. كان هناك إتفاق ضمني بينه وبين سيجولان روايال رفيقته وأم أولاده الأربعة أن يترشح هو للرئاسة في 2007 أمام ساركوزي إلا أنها طعنته في ظهره عندما قررت أن تكون هي المنافسة لساركوزي وكان دافعها الانتقام من الرجل الذي عاشت معه 30 عاما وانجبت له 4 ابناء وخانها مع الصحفية ڤاليري التي حلت مكان سيجولان في قلبه وحياته والتي تعيش معه بدون زواج .. حتي ابناءه طعنوه في الظهر ووقفوا وراء أمهم بعد ترشحها للرئاسة. اخيرا إبتسم الحظ لأولاند وفاز بسبب اصراره علي تحقيق حلمه . كان أولاند قد تلقي طعنة بعد آخري وعاني من هزيمة بعد هزيمة دون أن تترك أثرا علي عزيمته والإبتسامة لا تفارق وجهه.. فلديه قدرة كبيرة علي الإحتفاظ بهدوئه وإصرار عنيد علي الاستمرار في المحاولة.. عمل بعد تولي زعامة الحزب الاشتراكي علي توحيد صفوفه فهو علي عكس ساركوزي الذي يعرف بالرجل الذي يثير دائما الازمات والانقسامات يبعد أولاند عن الإنتقام وينجح دائما في إحتواء غضبه وغضب الآخرين.. أشتهر بالجدية والتواضع علي عكس ساركوزي الذي يتصف بالعنجهية ويحب الصخب والفخفخة.. أولاند يحب البساطة ينصت للآخرين وأسلوبه في الحكم سيكون مختلفا تماما عن اسلوب ساركوزي. أول قرار سيتخذه بعد تنصيبه يوم 16مايو هو تخفيض راتبه وراتب الوزراء بنسبة 30 ٪ والإنسحاب من أفغانستان بنهاية 2102، وفرض ضريبة تبلغ 75 ٪ علي الدخول التي تزيد عن مليون يورو سنويا وعلي الشركات الكبري، واستخدام هذا الدخل لخلق وظائف جديدة ولمعالجة عجز الميزانية، وتعيين 60 ألف مدرس مع اهتمام خاص بالتعليم، وخفض سن المعاش من 62 عاما الي 60 عاما، وزيادة الأجور المتدنية بنسبة 20٪ علاقاته مع الكثير من زعماء أوروبا لن تكون سهلة ليس لأن عددا منهم رفض استقباله أثناء ترشحه مثل المستشارة الألمانية ميركل التي ساندت بقوة اعادة انتخاب ساركوزي وكاميرون رئيس وزراء بريطانيا وكذلك الرئيس الامريكي باراك أوباما، ولكن لأن رؤيته لحل الأزمة المالية وديون الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروپي تختلف.. فالسياسة التقشفية الشديدة القسوة التي فرضتها ميركل بمساندة قوية من ساركوزي تختلف تماما عن سياسته لإصلاح أوروپا فهو يعارض فرض سياسة التقشف ويفضل الاهتمام بدعم التنمية الاقتصادية ويريد تعديل قانون الميزانية الأوروپية هذه السياسة التي اسقطت العديد من الحكومات الأوروپية فقد رفض الفرنسيون اعادة انتخاب ساركوزي لفترة ثانية واسقط الناخبون اكبر حزبين في اليونان وصوتوا لصالح الفجر الذهبي »النازيون الجدد « الذين دخلوا لأول مرة البرلمان اليوناني بعد فوزهم ب 21 مقعدا .. وقبل ذلك سقطت الحكومة هولندية عاني المحافظون من هزيمة في الانتخابات المحلية والقائمة طويلة. أول زيارة سيقوم بها اولاند ستكون لألمانيا للتفاوض مع ميركل حول إدخال تعديل علي ميثاق الموازنة الأوروپية وتركيز أوروپا علي التنمية الاقتصادية إلا أن ميركل تصر علي أن سياسة التقشف غير قابلة للتفاوض . الشئ المؤكد هو وقوع صدام بين أولاند وميركل بسبب سياسة التقشف وأوباما بسبب قرار أولاند سحب القوات الفرنسية من أفغانستان بنهاية العام. رفع أولاند شعار المساواة والعدالة الاجتماعية والوحدة الوطنية ولن يقوم بفرض تأميمات في البلاد فهو اشتراكي پراجماتي ويؤيد السوق الحرة وقد جمد اسعار البترول لمدة 3 شهور.