وجهاً لوجه .. من يفوز؟ أيام قليلة.. وتعلن نتيجة الرئاسة الفرنسية والتي ستحدد من القادم الجديد لقصر الإليزيه.. »ساركوزي« أم منافسه »أولاند«.. أما من سيحدد ذلك؟ فهم: الفرنسيون بالطبع.. ومن ورائهم دعوات كثيرة بمقولات مثل: فرنسا للفرنسيين.. ولا للهجرة والمهاجرين.. ونعم: للحد من النقاب والمد الإسلامي.. وهي دعوات تبنتها مرشحة خرجت من السباق هي: »مارين لوبان« وحصدت »02« بالمائة من أصوات الفرنسيين وسيحدد أنصارها بشكل كبير الرئيس القادم لفرنسا. وفارس الرهان الأول هو بالطبع: »نيكولا ساركوزي« 56عاما.. هو شخص مثير للجدل ولفت الانتباه إلي درجة وصفه ب»النرجسي«.. وحياته الخاصة وبالذات بعد زواجه من عارضة الأزياء والمغنية والجميلة كارلا بروني.. هي محور اهتمام كل وسائل الإعلام العالمية وليست الفرنسية فقط منذ توليه الرئاسة منذ خمس سنوات.. وتعد حياته المرفهة جدا مقارنة برؤساء فرنسا السابقين هي السبب الأساسي لذلك الاهتمام مقارنة بسياساته المعلنة والتي يصدر بها برنامجه السياسي للفترة الرئاسية القادمة.. فهو يؤكد أنه نجح في رفع سن التقاعد من 60 إلي 62عاما.. وقام بإجراءات للحد من الهجرة خاصة غير الشرعية من دول المغرب العربي وجنوب المتوسط.. وأجري إصلاحات للحد من معدلات: البطالة بين الفرنسيين والتي بلغت أرقاما غير مسبوقة خلال فترة رئاسته. وساركوزي: أو قائد السفينة.. كما يحلو له أن يطلق علي نفسه.. ولد لأب من أصول مجرية وأم فرنسية من أصول يونانية يهودية؟.. ودرس القانون علي عكس كل الطبقة الحاكمة الفرنسية والتي درس أعضاؤها في كلية الإدارة الوطنية.. وهو متخصص في القانون التجاري ويحمل ماجستيرا في العلوم السياسية من جامعة باريس.. وخلال ال30عاما الماضية.. بدأ ساركوزي نشاطه السياسي كنائب في الجمعية العامة، ثم دخل الوزارة لأول مرة كوزير للخزانة بين عامي 1993 1995، ثم وزيرا للداخلية في العام 2003.. إلي أن وصل للرئاسة منذ 5سنوات. وخلال حياته الخاصة.. كانت له نزواته وغزواته.. وخاصة بعد أن تزوج بزوجته الثانية »كارلا بروني« المثيرة للجدل داخل فرنسا وخارجها. وساركوزي.. الذي يري في رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.. قدوة له.. يري فيه أنه مثله الأعلي خاصة في تسويق أفكاره ومعتقداته السياسية في القارة العجوز ووسط زعماء يفتقدون لروح العصر.. و.. الدعابة.. ورغم شخصيته الأخاذة.. وقدرته علي الحديث دون ملل.. لسامعيه.. إلا أن سياساته وبالذات الداخلية.. تواجه العديد من الانتقادات خاصة من معارضيه وخصومه السياسيين وبعض مؤيديه الذين بدأوا في التحول للمعسكر المعارض له، وهؤلاء يرون أنه فشل في تحقيق الأمان للفرنسيين خاصة في ملفي: الهجرة غير الشرعية والاضطرابات الأمنية التي تشهدها المدن الفرنسية بين الحين والآخر.. كما فشل في تحقيق التوازن الاقتصادي بين فرنسا ونظيراتها خاصة ألمانيا.. كما يرون أنه نجح في سياساته الخارجية ولكن بصورة طفيفة جدا.. ويشيرون لعلاقات مشبوهة كانت تربطه بنظم سقطت مع الربيع العربي خاصة: قذافي ليبيا.. أما فرس الرهان الثاني »فرنسوا أولاند« 58عاما.. فهو رئيس للحزب الاشتراكي بين عامي 1997 و2008.. وكان عمدة لمدينة تول.. ونائب.. وهو دارس أيضا للحقوق وللعلوم السياسية ولعلوم الإدارة.. كان زوجا للسيدة سيجولين رويال التي نافست ساركوزي في الانتخابات الرئاسية الماضية وخرجت من السباق بعد معركة شديدة الوطيس.. ورغم ذلك فقد تم انفصالهما مع مساء يوم الجولة الثانية للانتخابات التشريعية التي جرت في فرنسا منذ 4سنوات.. والرجل المثير للجدل عند البعض.. والغامض عند البعض الآخر.. أعلن أن بلاده ستغير من سياستها تجاه أوربا في حال فوزه أمام منافسه ساركوزي.. وأكد في رسالة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.. أنه سيضع حدا للتجارة الحرة ولإجراءات التقشف، كما أنه سيقوم بإصلاحات ملموسة في الموازنة العامة الفرنسية، كما سيعيد النظر في أمور عديدة تجاه النظام النقدي الأوربي. البعض فسر تصريحاته بأنها بداية للميل نحو التوجهات شبه الاشتراكية.. والبعد بفرنسا من سفينة الاتحاد الأوربي شيئا فشيئا.. خاصة أن هناك عدة بلدان أوربية علي رأسها: إيطاليا وأسبانيا واليونان والبرتغال، تعاني من أزمات اقتصادية طاحنة.. ويخشي أن تمتد آثارها لفرنسا المجاورة.. كعضو فعال مع ألمانيا داخل الاتحاد الأوربي.. وآخرون قالوا: إن حدود الرجل مغلولة باتجاهات ثابتة لفرنسا تجاه جيرانها الأوربيين.. والتزاماتها نحو الاتحاد الأوربي والنظام المالي داخله.. وهي اتجاهات شبه مقدسة. بقي سؤال محدد.. لما سيحدث بعد أيام قليلة، مع انتهاء الجولة الثانية والحاسمة في الانتخابات الفرنسية، وإعلان الفائز بالفترة الرئاسية القادمة.. وهو إلي من ستذهب أصوات المرشحين الذين خرجوا من الجولة الأولي، وعلي رأسهم مرشحة اليمين المتطرف: مارين لوبان.. التي فازت بما يقارب ال20 بالمائة من أصوات الفرنسيين.. وستكون أصوات مؤيديها نقطة حاسمة في السباق الرئاسي؟ كل المؤشرات تقول إن ساركوزي سيحصد 80 بالمائة من هذه الأصوات مقابل أقل من 20 بالمائة لأولاند.. لتشابه توجهات ساركوزي مع مارين وبخاصة في الحد من الهجرة غير الشرعية.. ووقف المد الإسلامي ومنع انتشار الحجاب خاصة النقاب في الأوساط الإسلامية الفرنسية.. وقبل كل ذلك إعطاء الأولوية للعمل للفرنسيين قبل غيرهم من الأصول غير الفرنسية من دول شرق أوربا.. وجنوب المتوسط.