عقب صعود اليسار المناهض لخطط التقشف الأوروبية في فرنسا واليونان وايطاليا, يعقد قادة الاتحاد الأوروبي قمة طارئة يوم25 من الشهر الحالي, في محاولة لإيجاد تسويه لأزمة الديون السيادية التي تهدد الاتحاد بالانهيار وفي ظل مخاوف من حدوث أزمة بين فرنسا وألمانيا. وذكرت صحيفة ديلي تليجراف البريطانية أن اجتماع الأزمة جاء بعد مطالبة الرئيس الفرنسي المنتخب فرانسوا أولاند بتغيير سياسات الاتحاد الأوروبي الاقتصادية وانتقال هذه السياسات من التركيز علي التقشف إلي البحث عن النمو. وأشارت الصحيفة إلي أن القادة الأوروبيين سيحاولون البحث عن حل لأزمة الديون اليونانية التي تهدد مستقبل منطقة اليورو. ومن جانبها, أكدت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل في رسالة إلي الرئيس الفرنسي المنتخب أن أوروبا تعتمد علي برلين وباريس لحل أزمة الديون السيادية الأوروبية. وكتبت ميركل في الرسالة التي نشرها مكتب المستشارية أن الأمر يعود إلينا في اتخاذ الإجراءات الضرورية لإنقاذ الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو, وفي إعداد مجتمعاتنا للمستقبل وحماية وزيادة رخائها بشكل مستدام. وحذرت قائلة إنه من الواضح أنه ليس لدي خطط لإعادة التفاوض بشأن خطط التقشف التي وضعت قواعد مشددة للدول الأوروبية.جاءت تحذيرات ميركل قبل الزيارة المرتقبة لأولاند لبرلين والتي تعتبر أول زيارة خارجية له بعد انتخابه رئيسا لفرنسا. وفي غضون ذلك, توقع سياسيون إشتراكيون ألمان أن تتراجع المستشارة الألمانية عن تمسكهاالصارم بسياسة التقشف للسيطرة علي أزمة الديون في منطقة اليورو كنتيجة مباشرة لخسارة حليفها المحافظ ساركوزي في الإنتخابات الرئاسية الفرنسية. وقال بيير شتاينبروك وزير المالية الأسبق والمرشح المحتمل للحزب الإشتراكي لمنافسة ميركل في الإنتخابات البرلمانية المقبلة, أن الضغوط الأوروبية المفروضة علي ميركل الآن بعد الإنتخابات الفرنسية وقبل القمة الأوروبية غير الرسمية في بروكسل في23 مايو الجاري, كبيرة للغاية ما سيضطرها لقبول حزمة من الإجراءات قد ترقي لإتفاق أوروبي لتحفيز النمو وانتعاش إقتصاديات دول اليورو. في الوقت نفسه حذر البنك المركزي الألماني من المساس بسياسة التقشف أو الإتفاق المالي الأوروبي. وفي أثينا, بعث ألكسيس تسيبراس زعيم حزب سيريزا اليساري الراديكالي اليوناني برسالة إلي زعماء الاتحاد الأوروبي يبلغهم فيها أن بلاده غير ملزمة ببرنامج التقشف الاقتصادي الأوروبي, في الوقت الذي يحاول فيه زعيم الحزب الالتقاء بزعماء الأحزاب الرئيسية في محاولة أخيرة لتشكيل حكومة ائتلافية عقب الانتخابات التي أدت إلي برلمان معلق,. وفي لندن, قال ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني إن نجاح منطقة اليورو يتطلب حكومة موحدة حتي يمكنها أن تعمل بشكل صحيح.