شكك البعض في لوحة »زهور الخشخاش« آنية وزهورا كما هو معروف في المراجع وصرحوا بأنها »مزورة« ويرجع ذلك الي عام 7791 عندما سرقت اللوحة الأصلية.. وعادت اللوحة مزورة بعد اختفائها أكثر من عام ونصف، علي رأس المشككين الأستاذ الدكتور مصطفي عطية الأستاذ بكلية الآثار جامعة القاهرة.. وشدد خلال لقاء جمعنا ببرنامج تليفزيوني »الحياة والناس« بقناة الحياة الثانية علي أنه يرجح بأن اللوحة التي سرقت أخيرا »مزورة« ولم يقدم أي دليل خلال الحوار مساء الإثنين الماضي مع مقدمة البرنامج اللامعة رولا خرسا، وهذا الترجيح غير الموضوعي يعيد الأذهان الي اثنين وعشرين عاما مضت وبالتحديد عام 8891 عندما كتب الكاتب الكبير يوسف إدريس مقالا بجريدة الأهرام يتساءل عن مقتنيات متحف محمد محمود خليل وحرمه.. وايضا عما إذا كانت لوحة »زهور الخشخاش« للفنان الهولندي فان جوخ أصلية أو من عدمه وخاصة بعد عودتها من السرقة الأولي، فإعادة التشكيك مرة أخري في أصالة اللوحة يضر بأهميتها وينعكس بالسلب تجاه الجهود الأمنية التي تبذل حتي الآن للعثور عليها والإمساك بالسارق، مضافا الي ذلك طرح الموضوع للمناقشة بهذه السطحية مرة أخري إهدار للوقت ونفي كل الجهود والإجراءات التي تمت عامي 8891 و9891 لفحص اللوحة عن طريق خبراء مصريين وأجانب والجميع أقروا بأن اللوحة التي تحمل عنوان »زهور الخشخاش« هي أصلية مائة في المائة، وتوافق هذا الحدث مع إستلامي العمل كرئيس للمركز القومي للفنون التشكيلية في 21 مايو 8891، وأصدرت قرارا بتشكيل لجنة تضم فنانين واساتذة تاريخ الفن وخبراء في الترميم وكانت برئاسة الاستاذ أبو صالح الألفي استاذ تاريخ الفن في كلية الفنون في هذا الوقت، وجاء التقرير بالإيجاب بأصلية اللوحة، وبعد ذلك بفترة وجيزة دعونا السيد الدكتور »ألفونسو بيريز« مدير متحف البرادو بمدريد عاصمة اسبانيا وفحص اللوحة وإنبهر بها وأقر أنها أصلية ويعد بيريز من أهم المؤرخين المتخصصين في فنون القرن التاسع عشر الميلادي، كما بادرت دولة فرنسا بإستضافة معرض قوامه 411 لوحة وتمثالا من متحف محمد محمود خليل وحرمه وحضرت الي القاهرة »السيدة لاكومبر« رئيس إدارة التوثيق بمتحف اللوفر بباريس وهي التي إختارت الأعمال المرشحة للعرض وفحصت جميع الأعمال وخاصة لوحة »زهور الخشخاش« وأقرت بأصالتها، ولا يمكن لدولة بحجم فرنسا إستضافة أعمال مهمة من القرن 91 وبعض الأعمال مزورة أو مشكوك فيها ولو بنسبة ضئيلة وهذا دليل كاف علي أصالتها، وبعد شهور قليلة حضرت مجموعة خبراء من متحف »الأورساي« بباريس والذي سيقام فيه هذا العرض المهم وقاموا بفحص الأعمال المرشحة للعرض وتصويرها وتوصيفها في ضوء الحالة الراهنة للأعمال مقارنة ايضا بالتوثيق التاريخي بالمركز القومي للفنون التشكيلية وأقيم العرض بمتحف الأورساي عام 4991 وقد زاره مئات الألوف من الشعب الفرنسي المهووس بالفن وايضا السياح الأجانب الذين يتوافدون علي فرنسا، وأصبح المعرض حديث العالم لأهمية مجموعة محمد محمود خليل وحرمه المتميزة عن أقرانها في العالم، واستعارت بعض متاحف العالم الكبري بعض الأعمال الفنية من متحف محمد محمود خليل وحرمه وعلي رأس هذه الأعمال لوحتان »الحياة والموت« للفنان »بوك جوجان« و»زهور الخشخاش« للفنان »فان جوخ« وهذا دليل مؤكد علي أصالة الأعمال الفنية بالمتحف .