لا أستطيع إبعاد الفكرة، والفصل بين الرد العنيف للسعودية بسحب السفير، وإغلاق السفارة في القاهرة، وإغلاق القنصلية في الإسكندرية، من غير أن أربطهما بالدور الذي تلعبه السعودية من وراء الستار أحيانا، وأحيانا من أمامها منذ قيام الثورة المصرية.. لا أستطيع الفصل بين الرد العنيف والحاد بإغلاق السفارة، وبين الأحساس السعودي بالخسارة لفقدان مرشحيها للرئاسة من الإخوان، والسلفيين، والفلول »في يوم واحد تم استبعاد عمر سليمان، وأبو إسماعيل، والشاطر من السباق الرئاسي« وتكشف لدي الجميع حجم تدفق المليارات لدعمهم..!! من أول الثورة المصرية والسعودية غاضبة، ومستاءة ومستعدة لفعل أي شيء لصيانة الصورة التي كانت، منذ تنحي مبارك والحديث لا ينقطع حول أوضاع العمالة المصرية بالسعودية، والتلويح بالاستغناء عنها في حال محاكمة مبارك.. تردد الأمر نفسه عند الحديث عن الحكم علي مبارك وأشكال العقوبة، ومع إغلاق السفارة السعودية هذا الأسبوع، بعد تزايد التظاهرات الغاضبة حولها، احتجاجا علي اعتقال المحامي المصري أحمد الجيزاوي، (وهو في رأيي تصرف غير مقبول، وغير مسئول) تم التلويح مرة أخري بالعمالة المصرية، في بيان أشار إلي عدم قدرة السفارة علي تقديم الخدمات للعاملين بالسعودية، وعدم إمكانية ممارسة العمل، بسبب الضغوط حول السفارة..!! بالتأكيد ليس الجيزاوي »أصاب أو اخطأ« ولكنها معركة الهيمنة، وفرض السطوة والحضور، والإصرار علي لعب دور في الساحة السياسية المصرية.. إغلاق السفارة هو الفعل الغاضب، أو الفعل الجريح لمن اكتشف حجم الخسارة، وتلاحقها يوما بعد الآخر.