عىسى مرشد شبح المليونيات في العاصمة والمحافظات ينذر بتهديد مستقبل مصر داخليا وخارجيا.. فلا شئ يدعو للاطمئنان في المشهد السياسي الراهن سواء ما يبدو ظاهرا ومعلنا أو ما يجري خلف الكواليس بعد قرارات استبعاد 01 مرشحين للرئاسة.. فأصبح كل شئ مباحا. معارك تكسير العظام بدأت بشراسة علي جميع المستويات، الأسلحة تعددت وتنوعت في إطار اللعبة السياسية التي لم نشهد مثلها حاليا.. وسري شعور بالقلق بعد طرح العديد من التساؤلات لماذا كل هذه المليونيات والتهديد والوعيد وتعطيل المصالح وقطع الطرق في إطار منظومة الاضرار بالتنمية ومحاولات الحكومة انقاذ ما يمكن انقاذه في إطار الخريطة السياسية لمصر بعد ثورة 52 يناير والتي اتفق عليها بين العسكري والأحزاب والبرلمان والهيئات والقوي الشعبية رغم تشكيك قلة قليلة في هذه الخريطة ومحاولات بعض رموز التيارات المتنوعة نشر ملامح لسياسات الفشل والتراجع والتخبط.. الشاهد الثابت علي الساحة السياسية انه بمرور 831 يوما علي حكومة الجنزوري والمعروفة باسم حكومة الانقاذ الوطني تأكد للجميع الاصرار علي النجاح رغم محاولات جرها إلي متاهات مظلمة.. فلم نكد نسترد أنفاسنا من الأزمات المتعددة للدستورية والانتخابات الرئاسية والمليونيات والمظاهرات الفئوية حتي نري البعض يشعلون الأزمات بالتصريحات الغريبة المهيجة للرأي العام وكأنهم لا يريدون ان يتركوا الفرصة تضيع دون صب المزيد من الزيت علي النار في هذا التوقيت الملتهب.. وجاء كشف حساب الحكومة الذي أعلنه د. الجنزوري في اجتماع مجلس الوزراء الأخير خير شاهد علي الاصرار علي النجاح والعبور بمصر كلها إلي بر الأمان ليس ليصنع لنفسه مجدا ولكن خوفا علي مصر وتجنب طعنات الغدر التي يعمد البعض توجيهها لهذه الحكومة بتوجيه داخلي أو مساعدات خارجية محاولين ركوع مصر لهم ولكنها لن تركع بإذن الله إلا للواحد القهار. أنا شخصيا لا أشك ولا أشكك في إخلاص القيادات الحزبية ونزاهتهم ولكن لا يعجبني الكثير من تصريحاتهم علي الفارغ والمليان.. واعتقد انها في معظم الأحيان تأتي بنتائج عكسية لما فيها من تناقضات واضحة. من يدخل علي الانترنت فسيجد الكثير من التصريحات بهذا النوع ولمصلحة من؟ فعودة المليونيات كل يوم جمعة تحت مسميات جديدة يضرب الاقتصاد في المقتل ويعطل برامج التنمية والاصلاح. وأيا كان الأمر ومع تكرار وتزايد المليونيات وتجددها فانه يجب ان يعي هؤلاء أننا اصبنا بالملل ويجب ان نتجه جميعا للعمل من أجل مصر بعيدا عن المصالح والأهداف الشخصية. ومع اقتراب اعلان رموز مرشحي الرئاسة والقائمة النهائية لهم الخميس القادم علينا أن نتنبه جميعا أن هناك محاولات لاشعال الشارع السياسي بلعبة اللحظات الأخيرة، وعرقلة المسيرة للانقضاض علي أهداف الثورة.. علينا ان نقف يدا واحدة لمواجهة تحديات المرحلة وضبط الأسواق وحماية الفقراء وتوفير السلع والتصدي للعجز والكساد والغلاء وتصحيح مسار الدعم ضمانا لوصوله إلي مستحقيه وزيادة معدلات التشغيل للحد من البطالة.. فلقد جاءت ثمار جهود الحكومة لترشيد الانفاق وزادت الموارد في 4 شهور ب021 مليار جنيه ثم ترقية نصف مليون موظف بالجهاز الإداري للدولة بالرسوب الوظيفي وجدولة مديونيات الفلاحين ووضع حد أقصي للدخول وعدم فرض ضرائب جديدة واستمرار الدعم للسلع الأساسية.. فهذه كلها بداية لمسيرات نجاح علينا أن نحرسها بعيدا عن المزايدات والمليونيات وما تملكه قوي الشر من أجندات.. فمصر تحتاجنا جميعا بدون سيناريوهات وهذه مسئوليتنا المشتركة.