مهما كان حجم الصراعات علي الساحة السياسية، فنحن نرجو أن يتذكر الجميع أن سلمية الثورة كانت سلاحها الأبرز حين انطلقت وحين نجحت في إسقاط رأس النظام السابق، وأن سلمية الثورة ينبغي أن تظل سلاحها الأبرز وهي تواجه كل التحديات وتتعرض لجميع المخاطر. نقول ذلك ونحن نري ان البعض قد بدأ يستخدم لغة اخري، وأن الدعوة للعنف أو التحريض عليه في ازدياد، وأن الكثيرين يلعبون بالنار، ولا يدركون أنهم سيكونون أول المحترقين بها، وأن البعض لا يدرك أنه حين يبدأ هذه اللعبة الخطرة، فإن نهايتها لن تكون في يده!! الأخ حازم أبوإسماعيل أطلق العديد من التهديدات في كل اتجاه، وأنصاره حاصروا مجلس الدولة، ثم مقر اللجنة العليا للانتخابات، مع أن قضيته في البداية والنهاية يحسمها القانون »وهو من رجاله« ورغم انه لو تصرف بحكمة فإنه يستطيع أن يقود التيار الذي يناصره نحو عمل سياسي منظم من خلال حزب يكون له تواجده علي الساحة. والأخ خيرت الشاطر الذي كان قليل التواجد في الإعلام، والذي يقدم نفسه كوجه اقتصادي في الأساس، تفاجئنا تصريحات منشورة له يهدد فيها بالكفاح المسلح والجهاد بالدم!!.. وحسنا انه تراجع عنها بعد ذلك، مدركا خطورة أن تنسب له بالذات مثل هذه التصريحات، وهو الرجل القوي في الجماعة التي تمثل الأكثرية البرلمانية!! ونفس الشيء مع القيادي البارز في الجماعة الأخ صبحي صالح حين يصف في خطاب جماهيري أعضاء المجلس العسكري بأنهم كفار قريش!! فهؤلاء »الكفار« كانوا حلفاء الأمس القريب الذين كان الأخ صبحي وزملاء له يقولون فيهم شعرا جميلا!! وهؤلاء الكفار كانوا عند البعض من المؤمنين الصالحين، قبل ان تتغير المواقف!! وإذا كنا نرفض لغة »التكفير« في كل الأحوال، فإننا أيضا نرفض ان يدفع الوطن فواتير الصدام بين الفريقين بعد ان دفع قبل ذلك فواتير التقارب والوئام بينهما!! وإذا كنت لا أعتقد أن المستشار الخضيري كان يقصد الشر حين قال أثناء مناقشات البرلمان: »احنا غلطانين اننا معملناش فيهم زي القذافي« فإن ما قاله يعكس المناخ الذي بدأ يسود، واللغة التي بدأت تهيمن علي المتصارعين بعد عام من ثورة كانت مضرب الأمثال في تمسكها بأنها ثورة سلمية. مرة أخري.. من يشعل نيران العنف سوف يكون أول من يكتوي بها. ومن يفتح هذا الباب سوف يتحمل المسئولية أمام الله والوطن. ومع ذلك فالبعض يصر علي ألا يتعلم من التاريخ، ويصر علي تكرار الخطأ!!