إذن.. فنحن لا نطبق الشريعة الإسلامية، ولا ندين بدين الإسلام، ولا نعرف ولا نعترف بمحمد رسول الله، ولا نقرأ القرآن، ولا نقيم حدود الله، ولا نؤدي العبادات، ولانمارس الشعائر، ولا نفرق بين الحلال والحرام، ولا نلتزم بتكاليف الإيمان، ولا نستند إلي قواعد الإسلام، بل إن كفار قريش أحسن حالا منا نحن أهل مصر. ويبدو، والله أعلم، أننا سنظل هكذا، إلي أن يعتلي الأخ صبحي صالح وإخوانه عرش مصر، وأن تتنزل علي الأخ محمد حسان وجماعته تعاليم جديدة من السماء، وأن يفجر الأخ صفوت حجازي ثورة إسلامية حديثة شعارها اللحية والنقاب، باعتباره مفجر الثورة وخطيبها الأغر، وإلي أن يتمكن الأخ عمرو خالد من أن يبدل أرض مصر غير الأرض والفضائيات مطويات بيمينه، وانظر إلي وهمية أطروحاته فيما يقدمه ويعد له ويسلي البعض به، وإلي أن ينتهي الإخوة السلفيون من عملية اغتيال 1400 عام من التاريخ واختزاله في 23 سنة وفي بقعة وحيدة ولغة واحدة وعشرة فقط مبشرين بالجنة!. يقول صبحي صالح: (إن الجماعة ستطبق الشريعة في حالة توليها السلطة) ومحمد حسان يقصي الآخر في خطابه، وما يصرح به اليوم يكذبه غدا، انه يريد أيضا أن يكون هناك 80 مليون ملتح في مصر (اعقلها أنت) وصفوت حجازي يريد أن تكون هناك حملة مماثلة لمليونية نقاب (احسبها أنت) وعبدالمنعم أبو الفتوح ينكر ويستنكر حديثه للتليفزيون الإسرائيلي، وعبد المنعم الشحات حامل توكيل السلفية يريد أن يحرر الشعب المصري، برفض الغناء، حين سأله المخرج خالد يوسف في برنامج يسري فودة (آخر كلام) عن رأيه في اغنية لفتاة عن الشهداء و25 يناير، فإذا به يستهجنها ويعلن هذا حرام، ولما أصر خالد يوسف لابد أن نعرف رأيكم اذا جئتم الي السلطة لتحكمونا فرد بعنجهية متكبرة مثيرة للسخط: (سنحرر الشعب المصري!) تحررنا من ماذا أيها الرجل؟ حرر نفسك اولا، حرر عقلك من الخيمة التي تقبع فيها، أأنت تحررني؟ لابد أنك (تنكت) أو أنك (تنكد) علي خلق الله بحاكميتك المزعومة والموهومة. لاحظوا أن كل هؤلاء الإخوة وأتباعهم وأنصارهم ومهاجريهم، والذين هم تحت عباءة واحدة وإن اتخذت مسميات شتي، يتهمون الآخر دائما بعدم الفهم لتصريحاتهم وأحاديثهم، ساعة أن يواجهوا بعاصفة من الغضب الموضوعي العام، فيثرثرون بالغضب اللفظي ( لم أقصد ذلك، زوروا تصريحاتي، حرفوا كلامي، فهموني خطأ، لم أقل هذا.. و..و ..) عن أية شريعة تتحدثون أيها السادة؟ معني ذلك ببساطة أنكم أيضا لا تطبقون الشريعة الإسلامية الآن، وإلا فكلامكم عبث، ومصداقيتكم (لهو) سلبي (نعم هناك لهو إيجابي أثني عليه القرآن الكريم) ومعظم خطابكم متحجر متكلس، لماذا تتناسون أن من يتلاعب بالدين لابد أن يحترق به، آه لو تلتزموا الجدل الجميل ، لو تكفوا عن إثارة البلبلة، لو تعملوا في صمت عزيز، لو تفعلوا شيئا يفيد خلق الله البسطاء ، إن الإفساد الفكري والوجداني أخطر من الإفساد المالي والاداري، لكن أكثرهم لا يعلمون. ثقافة الأسئلة جاء في الحكم الانسانية (لا تعلقوا الجواهر في أعناق الخنازير) لماذا نصر علي التعليق ؟ سؤال إلي الذين يحبون أن يحمدوا بما ليس فيهم. إطلاق اللحي أم إطلاق الحريات؟ سؤال الي نجوم المليونيات، وما خفي أعظم. متي تختفي (الانكشارية) من الخطاب الاعلامي والديني، سؤال إلي الذين يتمسكون باستدعاء ويلات العصر العثماني والرجل المريض.