لايوجد انسان معصوم من الخطأ.. فكل ابن آدم خطاء ولكن خير الخطائين التوابون.. وفي الأثر أن أكبر ذنب يرتكبه الانسان في حق نفسه ان يظن ان ذنبه كبير واثمه عظيم لدرجة ان الله لن يغفره له.. فالله يغفر الذنوب جميعا إلا أن يشرك به.. فالشرك هو الذنب الذي لايغتفر.. قال لي: ولكني أشعر بالخجل من الله ولا أتصور نفسي بعد ذنبي قادرا علي ان ارفع يدي إلي الله أسأله الصفح واطلب منه العون.. قلت: هذا من مداخل الشيطان علي الانسان أن يجعله قانطا يائسا يتصور أن ذنبه لن يغتفر.. وربما كانت ميزة الانسان انه يخطيء فيعود إلي الله معترفا بذنبه مقرا بخطئه يطلب العفو ويستفيد من صفات الله العفو والغفور والرحيم والتواب والغفار.. فيغفر له.. بل ان الله يقسم: والله لو لم تخطئوا لأتي الله بقوم غيركم يخطئون ثم يستغفرون فيغفر الله لهم.. اما ان يلوذ الانسان بالصمت خجلا أو يستكثر ذنبه علي عفو الله جهلا.. فهذا هو الكفر بعينه.. وفي القرآن العظيم نداء لكل من سقط في الخطايا واستغرق في الذنوب »قل يا عبادي الذين اسرفوا علي انفسهم لاتقنطوا من رحمة الله. إن الله يغفر الذنوب جميعا«. ورأيت في عيني صديقي دموعا صادقة ندما علي اخطائه وطمعا في رحمة الله به.. فأردت تذكيره ببشارة الرسول صلي الله عليه وسلم وقلت: انظر إلي رحمة الله بك وبي والرسول يطمئننا بأن الله تعالي يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتي تطلع الشمس من مغربها.. بل ويزداد الامر سعة بنا جميعا ببشارة أخري من الحبيب.. »من الصلاة إلي الصلاة كفارة لما بينهما« فصلاتك ممسحة تمحو بها ذنوبك وخطاياك مهما عظمت بل أن »100« سبحان الله من قلبك تغفر ذنوبك ولو كانت مثل زبد البحر.. المهم ان تكون توبتك صادقة وندمك علي خطيئتك من قلبك وقرارك بألا تعود إلي ذنب هو قرار صادر عن ارادة وعزم. ومسح صديقي دمعة انحدرت من عينه وقام ليتوضأ مستبشرا استعدادا للصلاة.. عصام حشيش