من المعلوم أن ثمة زيادة مطردة في الخطاب الموجه ضد المسلمين في الولاياتالمتحدة والتي يقودها مجموعة من المتعصبين والعنصريين ممن يسعون لتحقيق مآرب سياسية، ويهدفون إلي استبعاد مسلمي أمريكا من الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في هذا البلد.. وبالفعل فإن معارضة بناء مسجد بالقرب من موقع التفجيرات الحادي عشر من سبتمبر أو ما تتداوله وسائل الإعلام بمسمي جراوند زيرو أو " نقطة الصفر" وما أثير حوله من جدل قد تجاوز حدود المعقول، حيث يستغل الإسلاموفوبيون مشاعر الأمريكيين التي واكبت أحداث الحادي عشر من سبتمبر ونقطة الصفر، ناسين أو بالأحري متجاهلين عن عمد حقيقة أن أحداث سبتمبر كان لها أثرها علي الجميع وأن ضحاياها كانوا من أتباع ديانات مختلفة والإسلام منها. وإذا كنا نتفهم أن المناخ الحالي قد تسبب في بث حالة من القلق والهلع؛ فلا يُسَوّغ أن يقوم بعض الأفراد والسياسيين وذوي الأجندات الخاصة باستغلال ذكري سبتمبر وضحاياها في حرمان المسلمين الأمريكيين من حق من حقوقهم الأصيلة التي كفلها لهم الدستور.. ومما زاد الطين بلةأن هناك زيادة في عدد المسئولين والسياسيين الكبار ممن يتبنون خطابا محرضا علي المسلمين. وفي الوقت الذي يروعنا هذا فيه هذا القدر من الانغلاق الذي يبديه البعض إلا أننا لسنا بالضرورة مفاجئين، فكثيرا ماعانت جماعات عرقية ودينية من الاستهداف والتمييز ضدهم كما يحكي التاريخ الأمريكي؛ فلازالت الويلات التي عاشها الكاثوليك، والأمريكيون الأيرلنديون ، وألأمريكيون الأفارقة، واليهود والأمريكيون اليابانييون حاضرة في أذهان الكثيرين، والآن يواجه المسلمون نفس العنت والتحامل، لكن غالبية المسلمين هنا واثقون من أنهم سيتخطوا هذه المرحلة الانتقالية. وفي سبيل تحقيق هذه الغاية، اقترح ما يلي: إننا نذكر الجميع بما كتبه جورج واشنطن ليهود ولاية رود أيلاند الأمريكية، والذي أكد فيها علي الطبيعة الأساسية لأمريكا"معتبرا إياها "حكومة لا تفرض عقوبة علي التعصب ولا عونا علي الاضطهاد، ولكنها تفتح ذراعيها لحريات الضمير الإنساني" فهل تتنازل أمريكا عن مبادئها الكبري؟ أعتقد أن أمريكا أمام امتحان صعب للغاية وأن القيم التي تحدث عنها جورج واشنطن هي التي ستبقي مهما نادي وصاح المتعصبون، ولكن يجب علي ذوي النوايا الحسنة وجماعات الحقوق المدنية أن تأخذ موقفاً خاصة مع تزايد حملات الإسلاموفوبيا.. ينبغي علي الجالية المسلمة في أمريكا في هذا الوقت علي هذه الرسائل المهمة التي يحتاج الرأي العام الأمريكي سماعها وسوف أحاول تلخيصها في نقاط محددة: نحن مسلمون أمريكيون، ونحن لسنا أداة يحركها أحد ، فنحن هنا منذ قرون ولم نرتكب أياً من الإعمال التي نتهم بها. لقد ساهمنا في وضع البني الأساسية لأمريكا بعملنا بعلاقاتنا وبحياتنا وأموالنا وملكياتنا. لقد كان المسلمون ولايزالون محل ثقة الجميع وحفظوا ميثاقهم كما فعل إخوانهم الأمريكيون. إننا أناس نسعي إلي بناء الأسر، ونسعي إلي بسط الفضيلة والرعاية لجيراننا. إن المسلمين لم يكونوا فقط من بين قتلي سبتمبر ولكنهم كانوا أول من تفاعل مع الحدث. إننا يمكننا أن نحقق الإخلاص لديننا ووطننا في آن واحد دونما تعارض. إننا ، مسلمي أمريكا، نري مستقبلنا فيها ويهمنا أمنها ورخاءها، ومن ثم نسأل أخواننا الأمريكيين: هل أنتم مع هذه الهجمة و حملات التشويه التي تستهدف المسلمين، أم أنكم معتدلون وسطيون؟ فمما لا يماري فيه عاقل أن هذه الهجمة الشرسة ضد المسلمين غير مسئولة وتقوض القيم الوطنية. فتغيير مكان المركز من الممكن أن يرسل إشارة للعالم أن المسلمين الأمريكيين ربما يكونون سواسية في نظر القانون ولكنهم ليسوا كذلك في نظر رجال الدولة". في حين أن أكثر من 20 مليون امريكي يبيت جائعا كل ليلة (و هذا بالفعل يعد أمرا غريبا عندما يسمع به أي أحد أن هذا يحدث في أمريكا)، يتعين علي مسلمي أمريكا إطلاق حملة قومية ضد الجوع لبث وعي اجتماعي أفضل ودق ناقوس يذكر بمسئوليتهم الاخلاقية تجاه المعانين حولهم. وتنظيم حملة إيجابية حتي يري العالم الفرق بين المسلمين ودعاة الكراهية ويجب أن تدار هذه الحملة بحكمة وروية ، وعلي المسلمين أن لا ينفعلوا أمام هذه التحركات التي تسعي إلي تشويه صورتهم ، وأن تحاط مواقفهم بسياج من القانون وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَي أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ