رغم موقف أوباما الشجاع من قضية بناء مسجد للمسلمين بالقرب من موقع مركز التجارة العالمي الذي تم تدميره في أحداث سبتمبر 0002 المشئومة. إلا اننا يجب أن نحرص كمسلمين علي عدم إعطاء فرصة للعنصرية المسيحية المتمثلة في فئة المحافظين الجدد الذين لا يضمرون الخير للإسلام والمسلمين. وإذا كنا في نفس الوقت نرحب بمبادرات بناء المساجد لخدمة المسلمين في غير بلاد الاسلام لمساعدتهم علي اداء فرائض دينهم.. إلا أن ذلك يتطلب الانحياز لما طالب به الإسلام الذي يدعو إلي استخدام الكلمة الحسنة والاقناع واقامة العلاقات الطيبة بعيدا عن الشد والجذب ومجابهة التعصب بالتعصب. وكما هو معروف فقد تم توجيه الاتهام إلي نفر من الذين يقال انهم يدينون بالاسلام دين السماحة والسلام ظلما وعدوانا في جريمة تفجير هذا المبني. وليس جديدا القول بأن هذه الجريمة البشعة قد ادت الي تصاعد موجة عداء حادة ضد الاسلام والمسلمين في كل انحاء الولاياتالمتحدةالامريكية واتخذ منها السياسيون المتطرفون والمتعصبون الامريكيون بقيادة غير المأسوف عليه الرئيس السابق جورج دبليو بوش مبررا لشن حروب ظالمة علي الإسلام والمسلمين. أحد الأمثلة علي ذلك ما جري في العراق وما يجري حاليا في افغانستان بالاضافة إلي كل هذا اتخذت ادارة بوش العديد من الخطوات التعسفية ضد المسلمين في أمريكا وجعلتهم عرضة للشبهة والتعنت في كل مكان يذهبون اليه داخل الولاياتالمتحدة. انعكست كل هذه الاجراءات سلبا علي كل المسلمين هناك وهو ما جعلهم يعانون الأمرين في حياتهم وأعمالهم وممارساتهم لعباداتهم. واذا كانت هذه النعرة العنصرية قد خفت وطأتها بزوال حكم بوش وزبانيته وسقوط مخططات الحرب ضد الاسلام والمسلمين.. إلا ان ذلك كان يحتم علي اعضاء الجالية المسلمة ان يتسم سلوكهم بالحكمة والحنكة بالبعد عن الممارسات والسلوكيات التي تعطي فرصة لعناصر التعصب داخل المجتمع الامريكي للتحرك ضدهم. في هذا المجال فإن تفكير نفر من المسلمين حتي ولو كان ذلك بحسن نية في اقامة مسجد في موقع مجاور لمبني مركز التجارة العالمي كان من الطبيعي أن يؤدي إلي إثارة موجة من التحركات العدائية ضد اقامة المساجد بشكل عام في بعض الولاياتالامريكية الاخري. واذا كانت هناك اصوات عاقلة نابذة للتعصب لا تعترض علي اقامة هذه المساجد حتي علي المستوي الرسمي عملا بمبدأ الحرية الدينية التي يكفلها الدستور الأمريكي إلا ان هذا لا يمنع من المطالبة بتجنب اثارة الحساسيات لدي المعادين للاسلام والمسلمين داخل الولاياتالمتحدة. في هذا الاطار فإنه يمكن القول ان السعي إلي اقامة مسجد في منطقة مبني التجارة العالمي المدمر لم يكن بالقرار الصائب. ان مثل هذا التحرك قد شجع علي احياء مواجع الامريكيين التي سبق واصابتهم أحداث 11 سبتمبر في كرامتهم وشعورهم بأنهم في أمان من وقوع مثل هذه الحوادث. هذا الإحساس اعطي دعاه التعصب مبررا للتحرك وتبني هذه الضجة المثارة في كثير من الولاياتالمتحدةالامريكية ضد بناء المساجد. كم ارجو ان يتدخل عقلاء المسلمين في امريكا من اجل الدعوة إلي مراعاة الظروف المحيطة وان يعملوا علي نشر الوئام والتفاهم مع كل عناصر المجتمع الامريكي.