بعد 09 عاما من اكتشاف الأنسولين مازال ملايين عن البشر من المصابين بالسكري يعجزون عن الحصول علي هذا الدواء الحيوي بسبب ارتفاع أسعاره مما يعرض حياتهم للخطر أو يصيبهم بأمراض خطيرة مثل العمي أو بتر الأعضاء. منظمة الصحة العالمية أكدت أن أسعار الأنسولين تتفاوت تفاوتا رهيبا من اقليم لآخر وبين البلدان داخل الأقليم الواحد فبينما يصل سعر الجرعة من الأنسولين البشري التي يبلغ حجمها 51 ملج ام 5.1 دولار في إيران فإن هذا السعر يصل إلي أكثر من 74 دولارا في كل من نامبيبا والكونغو بفارق 0003٪. ودون مبرر يتعلق بكلفة الإنتاج. وأكد تقرير لمنظمة الصحة العالمية أن ارتفاع سعر الأنسولين يؤدي إلي استخدام المرضي الفقراء لجرعات أقل مما هو موصي به طبيا أو إلي عدم استخدامه علي الاطلاق. وبدورها تتفاوت الأسعار بين أقاليم العالم المختلفة فتزيد في الاقليم الافريقي عن مثيلاتها في اقليم شرق المتوسط وأقليم جنوب شرق آسيا يضم حالات صارخة فالأراضي الفلسطينية المحتلة التي تعاني ظروفا بالغة الصعوبة يشتري مرضاها الأنسولين بأسعار تفوق ما يدفعه المواطنون الكنديون لشراء الكمية نفسها من الأنسولين.. وفي محاولة لدراسة أسعار الأنسولين في مختلف بلدان العالم والوقوف علي اسباب ارتفاعها قامت منظمة العمل الصحي الدولية »هاي«، وهي منظمة عالمية غير حكومية تعني بقضايا السياسة الدوائية بأخذ لقطة srap shot لسعر الأنسولين في يوم واحد هو 11 مايو 0102 من كل البلاد وذات الدخل المنخفض ودخل متوسط ودخل مرتفع وقارنت التجربة بين أسعار الأنسولين الذي تقدمه 3 شركات أدوية عالمية. وكان من النتائج اللافتة للانتباه أن الشركة الواحدة تتفاوت سياستها التسعيرية للأنسولين من بلد لآخر ففي حين يبلغ سعر الأنسولين الذي تنتجه شركة معينة من زيمبابوي 9 دولارات فإنه يتجاوز 44 دولار في الكونغو و3 دولارات في السنغال و74 دولارا في نامبيا.. ولوحظ أن شركة معينة توفر الأنسولين البشري في البلدان الأقل نموا بأسعار تقل عن 02٪ عن متوسط الأسعار في أوروبا واليابان وأمريكا الشمالية.. وهناك بلدان تشتري الأنسولين بالأسعار المنخفضة ولا تستفيد منه الحكومات ولا يصل انخفاض الأسعار إلي المريض ولا يستفيد منه ومن ثم تظهر حالات صارخة في البلدان التي تعيش عائلاتها علي دخل لا يتجاوز الدولار الواحد يوميا حيث يتكلف المريض ما يوازي نصف دخله الشهري ليشتري جرعة واحدة من الأنسولين من صيدلية خاصة.. وفي البلاد ذات الدخل المتوسط »دولاران يوميا للأسرة ينفق المريض من ثلث إلي نصف دخله الشهري لشراء جرعة أنسولين من إحدي الشركتين وبإضافة التكاليف الأخري المحاقن والإبر وفحوص الجلوكوز يصبح الأمر مستحيلا علي الملايين من مرضي السكري.