جددت وزارة التضامن »التموين سابقا« شهر يونيو موعدا للعمل بالبطاقة المسماة »الذكية«، وللحق لا أعرف سر »ذكاوتها«، ومن أين جاءت إذا كان المواطن الغلبان الأمي والمتعلم يقدمها للبقال التمويني يفعل بها ما يشاء! ونصيحتي للدكتور علي المصيلحي وزير التضامن ورجاله من رؤساء مكاتب التموين العباقرة ان ينزلوا إلي المنافذ حتي يروا كم المعاناة التي يتحملها العاملون والمواطنون. هناك سيشهدون المرأة الضريرة التي اصطحبت معها احد أحفادها إلي البقال التمويني.. واصحاب البطاقات الذين يفترشون الأرصفة من الساعات الأولي للصباح خاصة في آخر يوم للشهر حتي لا تضيع حصتهم من المقررات التموينية تنفيذا »للفرمان« الذي ينص علي سقوط حق صاحب البطاقة بنهاية الشهر.. والكارثة إذا كان الأرز متوافرا أو غير متوافر! بينما الموظف التمويني يصرف ما هو متاح لديه. ان المسئولين سيشهدون حملة اصحاب البطاقات يقدمون البطاقتين الأولي التي تحمل بيانات صاحبها، والثانية بها الرقم السري! نعم للاسف من المفترض انه سري لكن الواقع يثبت انها لا سري ولا حاجة.. بل ان العمل لا يزال جاريا بالبطاقة الورقية لكن بشرط الحصول علي اذن صرف من مكتب التموين في الحي. وبعض المفتشين وظيفتهم تحرير قضايا للعاملين بمكاتب التموين لانهم لم يوفروا كل مطالب المواطنين! بل انهم الغوا اكثر من 90 ترخيص لبقال تمويني بتهمة التلاعب في صرف الحصص بينما الخلل كامن في عدم التنسيق والربط بين الشركة المنفذة ومكاتب التموين. كما سيكتشف المسئول تعطل الماكينات لعدم تحملها الخدمة الشاقة لانها من النوع »الفافي«.. وسيشهدون الاخطاء بالجملة في عدد الافراد بالبطاقة المفترض انها »الذكية« وتفهمها وهي طايرة، وهو ما يعرض المسئول عن الموقع للمساءلة.. بينما أصحاب البطاقة الورقية يصرفون الكميات حسب عدد الافراد الحقيقي رغم انها مش ذكية.. والأمر الغريب بعد النظام الجديد ان ازمة النصف كيلو مازالت مستمرة، والعامل في المنفذ ليس بإمكانه تأجيل الصرف لأن التفتيش سيكتشف ان هناك فائضا بالمخزن، وإذا صرفه مقدما سيتعرض للمحاكمة بتهمة الاختلاس.. والسؤال وماذا يفعل؟ وهناك أيضا مكاتب تموينية تُسلم لصاحب البطاقة الايصال الذي يشمل الحصة التموينية وسعرها واجمالي المستحق عليه، بينما مكاتب اخري آخر طناش! وبالقطع سيستمع المسئول بوزارة التضامن إلي ما لا يرضيه، سيسألون عن ملايين البطاقات التموينية بعد ان ملأ هذا المسئول الصحف بالتصريحات عنها بينما هناك من يشكو انفصاله عن اسرته، وسقوط حصته رغم تقديم المستندات التي تثبت حقه في البطاقة وداخ السبع دوخات واخيرا قالوا له الأوراق في الوزارة! يا سادة ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.. ارحموا المرضي وكبار السن وامنحوهم مهلة ولو الايام العشرة الأولي من الشهر التالي للحصول علي حقهم بعيدا عن الازدحام والحر الخانق.. وارحموا العاملين بالمنافذ التموينية الذين بدأوا الهرب من هذه المهنة التي لم تعد ترضي لا الحكومة ولا المواطن، وفي النهاية تُوجه للموزع تهمة الاختلاس امام زوجته وابنائه وهو بريء.. اصلحوا العيوب وسدوا الثغرات التي تكشفت.. بعدها ضعوا الاجراءات الصارمة وقدموا المتلاعبين للمحاكمة.