كل عام وأنتم بخير.. ساعات ويهل علينا اعز وأغلي شهور السنة.. شهر رمضان المعظم.. واذا جاء رمضان كما قال رسول الله »صلي الله عليه وسلم« فتحت ابواب الجنة. لكنها بالطبع لا تفتح إلا لمن تاب واخلص في طاعة الله ولمن صام وصلي عن ايمان واقتناع بانه يؤدي احد اركان الاسلام الخمسة وابتعد في نهاره وليله عن كل ما يبطل الصيام أو يغضب الله سبحانه وتعالي. عن ابي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله »صلي الله عليه وسلم« »قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وانا اجزي به« فاذا كان هذا قول الله سبحانه وتعالي فلا يمكن ان يصبح شهر رمضان شهرا للاكل والعزومات والمسلسلات التي لا تنقطع ليل نهار.. ولا شهرا للخيم الرمضانية صديقة البيئة أو عدوتها! لكنه شهر نتقرب فيه إلي الله سبحانه وتعالي آملين عفوه وغفرانه، ولكي يتقبل الله سبحانه وتعالي صيامنا لابد ان يكون صياما بالفعل لا بالقول.. فلا يعقل ان اقول للناس انني صائم بينما ارتكب طوال اليوم ذنوبا من كل صنف ولون تبطل الصيام واولها النميمة و»الزنب« وثانيها الاستغراق في متابعة المسلسلات والبرامج الرمضانية التي تقتحم غرف النوم! وثالثها السهر في الخيم الرمضانية بدلا من قيام الليل بالمساجد. في كل عام تثار قضية هذا الكم الهائل من المسلسلات التي تحاصر المسلمين في رمضان ولا تعطيهم فرصة للصلاة أو قراءة القرآن.. لكن لا احد يستجيب لان صوت المال يبقي دائما هو الاعلي فما تحققه هذه المسلسلات من ارباح من الاعلانات والتسويق الخارجي يجعل من كل الانتقادات الموجهة لهذا العبث دخانا في الهواء! الحاجة فاطمة لو قلت لاحد ان صحفية تجاوزت السبعين تذهب يوميا إلي الجريدة التي تعمل بها ثم تغادرها إلي الجهة المكلفة بتغطية نشاطها وتعود لمكتبها لتقدم للقراء خبرا جديدا أو تحقيقا صحفيا أو حديثا مع احد المسئولين وتتحمل تكلفة هذه التنقلات بالتاكسي لقال انك تبالغ. لكنها الحقيقة.. فهذا ما كانت تفعله يوميا الزميلة الحاجة فاطمة السيد التي انتقلت إلي جوار ربها منذ ايام تاركة اسي وحزنا عميقا في قلوب زملائها واصدقائها الذين كانوا يعتبرونها اما لهم بكل ما تحمله هذه الكلمة من معني.. اهتمامها بمشاكلهم وسؤالها الدائم عنهم وعن اولادهم.. ابتسامتها التي لم تفارقها حتي اخر لحظة.. ارتباطها القوي بربها وحرصها علي اداء الحج والعمرة عدة مرات.. كل هذا يجعل القلم يعجز عن التعبير عن فضائل هذه السيدة أو رثائها.. ولهذا لا املك إلا ان اطلب لها الرحمة والمغفرة وان يدخلها الله سبحانه وتعالي فسيح جناته.. وخالص عزائي لاسرتها الكريمة.