ساعات قليلة ويهل علينا الضيف الكريم شهر رمضان المعظم.. يستقبله المسلمون في كل بقاع الارض مشارقها ومغاربها بقلوب ملؤها الصدق والاخلاص والبر والرحمة.. حيث تعد المساجد في كل محافظاتنا لاستقباله بالصلاة والعبادة والطاعة وتلاوة آيات الذكر الحكيم الذي يعطر الدنيا كلها.. إنه شهر الميز والنفحات الربانية والذكريات الاسلامية والفيوضات الالهية.. فلقد ميز الله سبحانه وتعالي هذا الشهر عن سائر شهور السنة فهو الشهر الوحيد الذي صرح المولي عز وجل باسمه في القرآن الكريم وهو ايضا الشهر الذي منح فيه آمة المصطفي صلي الله عليه وسلم منحة وميزة لم تؤتها أمة أخري.. فلقد اختصه المولي عز وجل بنزول الكتب السماوية السابقة يضاف إلي ذلك بأنه الشهر الذي نزل فيه الوحي علي رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه.. لهذا عرف رمضان بأنه سيد الشهور وعلينا استقباله باعلاء كلمة الله ونصرة دينه. فالصيام ليس الامتناع عن الطعام والشراب فقط لكنه مدرسة لتربية الضمائر وتعظيم الطاقات الانسانية.. قال عنه المهزومون إنه شهر التواكل والكسل لكنه في حقيقة الامر شهر الانتصارات الكبري للامة الاسلامية.. شهر الانجازات العملاقة في شتي مناحي الحياة لهذا لابد من استقباله بما كان يعمل نبينا محمد صلي الله عليه وسلم ولقوله.. رجب شهر الله.. شعبان شهري.. رمضان شهر أمتي.. لهذا علينا استقباله بالرياضة الروحية والسمو النفسي وفعل الخير ويقظة الضمير والتدرب علي قوة الارادة لتحقق لنا الخير.. وتتأصل فينا الرحمة والتعاطف والبر والتعاون.. انه شهر العمل والصبر.. والصبر ثوابه الجنة كما أنه شهر المواساة.. يزاد فيه رزق المؤمن.. شهر أوله رحمه واوسطه مغفرة.. واخره عتق من النيران.. فليرحم بعضنا بعضا حتي يرحمنا الله.. فمن لا يرحم لا يُرحم لأنه شهر نزول القرآن ومعناه نزول الرحمة من الله علي عباده. أهلا رمضان الضيف الكريم والزائر العظيم.. إنه شهر العلم والإيمان والانتصارات وموسم الرحمة والعفو والغفران.. وميدان البر والعمل والاحسان.. فهنيئا لمن كرمه الله واحياه وطوبي لمن انتصر علي نفسه وهواه.. انه شهر طريق الصلاح والسبيل إلي رضوان الله تعالي.. انه ينادي المؤمنين ليزدادوا ايمانا علي ايمانهم.. يهيب بالعصاة والمؤذيين والحاقدين والماكرين والساحرين والظالمين ليكفوا عن الاثام والخطايا ويعودوا إلي ربهم طاعة واستغفاراً.. إنه موسم الاستغفار لان الله فتح فيه أبواب غفرانه ويبسط يده للمستغفرين التأبين.. فهيا جميعاً إلي مائدة رمضان فإن من لم يقدم بنفسه وقلبه علي الله في هذا الشهر فقد فاته خير كثير بل كل الخير.. فمن لم يغفر له في رمضان فمتي؟! اللهم بلغنا رمضان وامنحنا القوة وأعنا علي صيامه وقيامه وتلاوة القرآن الكريم.. اللهم بلغنا ليلة القدر واجعلنا من المقبولين.