المبادئ لاتتجزأ.. إلا عند الانتهازيين والنفعيين من أصحاب المصالح..هكذا تبدو الصورة في أقصي حالات تناقضها بين الممارسات الوحشية التي رفضها العالم ضد الأبرياء في معسكرات التعذيب الأمريكية في جوانتانامو وفضائح سجن أبو غريب والظلم لمجرد الاشتباه والعنصرية تجاه كل من ينتمي لأصول عربية وإسلامية..وبين البيانات الحاسمة المتتالية المزينة بعبارات غاية في التحضر عن حماية مبادئ حقوق الانسان الصادرة من نفس الجهات الأوروبية والأمريكية في قضية اتخذت مساراً قانونياً من بدايتها ولاتزال رهن العدالة بوضوح وعلانية..وهي ملابسات وفاة الشاب السكندري خالد سعيد..والسؤال الذي يطرح نفسه هنا..هل هم متعاطفون فعلاً مع الشاب المتوفي؟؟..أم إنها فرصة عظيمة لاستغلال الحدث وتمريره "بحرفنة" لدعاة الفوضي في مصر والمتحالفين مع الأجندة الخارجية-الإقليمية التي تستهدف زلزلة وخلخلة الاستقرار في هذا البلد. أن الرؤية تتضح بسطوع مع كل طلعة شمس..وتترابط خيوط المصالح بين الفوضويين من جهة والمرتزقة من ممرري الأخبار المغلوطة وكتبة التحليلات المناوئة التي تطرق أبواب الإثارة"والتهييج" بصخب مدوي من جهة أخري..أما جهة تحريك الخيوط لعرائس المارونيت فهي لاتزال مختفية خلف أستار الدفاع المتحضر عن حقوق الإنسان المصري..وتدين بشدة القسوة في التعامل مع مطلوب أمني لتجاوز الشرطة للإجراءات القانونية معه..حتي لو ثبت باليقين العلمي أن القسوة لم تكن هي وراء وفاته..إن الخطر ليس في الانتهازيين والنفعيين من دعاة الفوضي وأنصارهم..وليس من بلطجية "العولمة"..ولكن الخطر كله يكمن من انسياق غير واع من شباب مصري أخضر العود وراء تلك الدعوات التي تستهدفه..واستخدام التقنية المتقدمة للانترنت والفيس بوك كمجال مفتوح لتمرير الأفكار الفوضوية الهدامة زاعمين أنها خلاقة.. والأخطر أن الفرصة ستكون أعظم أمام تلك القوي لاطلاق المزيد من بالونات الإثارة وفرقعتها ونحن علي أبواب انتخابات برلمانية ملتهبة يتسابق فيها المتنافسون لتحقيق مكاسب سياسية بأي ثمن..حتي لو كان تضليل المتحمسين من أبناء مصر واستغلال حماس وتمرد الشباب كوقود لاشعال حرائق الفوضي.