انتهي أول أمس »مولد« الدور التمهيدي الأول لمنافسات المونديال رقم 91 التي تجري رحاها باستادات جنوب افريقيا منذ الحادي عشر من الشهر الجاري.. واتفقت كلمة الخبراء والمتابعين علي أن هذه المنافسات جاءت فقيرة.. وأن العروض جرت هزيلة.. وأن المستويات الفنية تدنت.. وأن الفواصل المهارية تقاربت.. وأن النجوم الشهيرة اختفت.. وأن بعض المنتخبات الكبيرة تأقزمت.. وأن أقرانها الصغيرة تعملقت.. وأن الطرق الجديدة انعدمت.. وأن الأساليب التقليدية كثرت. خلت المنافسات من المفاجآت السارة للمتابعين.. فلم نشاهد فيها نجماً فذاً.. أو حارساً عملاقاً أو مدافعاً صلباً.. أو حتي مدرباً ماهراً استطاع أن يقلب موازين القوي أو يغير مجريات اللعب بوضوح.. وعلي العكس شهدت المنافسات مفاجآت مؤلمة وحزينة كما حدث مع ايطاليا حامل اللقب والمصنف الخامس علي العالم عندما خرجت مؤسوفاً عليها بعد هزيمتها القاسية في آخر مبارياتها أمام سلوفاكيا 3/2.. وسبقتها في الخروج فرنسا إحدي القوي الفنية العظمي والمصنف رقم 9 علي العالم عندما خسرت من جنوب افريقيا في آخر المباريات 2/1.. بقية المفاجآت غير السارة كانت أخف وقعاً وأهدأ إيقاعاً كخروج كل المنتخبات الافريقية من هذا الدور باستثناء غانا.. وخروج السفير العربي الوحيد في المونديال وهو الجزائر بعد خسارته في آخر لحظة لمباراته أمام أمريكا بهدف محبط لدونافان.. وكان للصراع الأخلاقي والمواجهات السافرة التي جرت بين المدير الفني الفرنسي دومينيك وبييه انيلكا المهاجم الأسمر وما تابع ذلك من تراشقات كلامية وتحقيقات حكوميه الأثر السيء والذي ترددت أصدائه لفترة في جميع أنحاء العالم وقد يكون له توابع وآثار تالية. ورغم الحالة غير الطيبة التي ظهرت عليها الكرة الأوروبية متمثلة فيما قدمته منتخباتها في هذا الدور غير أن سفرائها كان لهم نصيب الأسد في بلوغ الدور التالي ال61 تأهل من أوروبا ستة منتخبات هي: ألمانياوانجلتراوهولندا والبرتغال وسلوفاكيا واسبانيا.. وجاءت الكرة اللاتينية في مركز الوصيف بالنسبة لعدد منتخباتها المتأهلة لدور ال61 وهي البرازيل والأرجنتين وأورجواي وبارجواي وشيلي.. وقارة أمريكا جاءت في المركز الثالث وتأهل منها منتخبا أمريكا والمكسيك ومعها الكرة الآسيوية وتأهل منها كل من: كوريا الجنوبيةواليابان.. ولم يكن لافريقيا تمثيلاً واضحاً حيث جاء فردياً من خلال غانا. وإذ كنا نعترف بمهارة وفاعلية وكفاءة الكرة اللاتينية حيث جذب أداء منتخبات البرازيل والأرجنتين أنظار وأبصار جميع المتابعين.. فإننا لابد أن نشيد بسرعة الأداء لمنتخبات آسيا ونذكر التعملق الذي ظهر عليه لاعبو اليابان وكوريا الجنوبية وهو ما مكنهما من تقديم عروض وتحقيق نتائج جيدة كفوز اليابان علي الدنمارك بهدفين نظيفين وفوز كوريا الجنوبية علي اليونان بهدفين نظيفين.. أما الكرة الأوروبية فقد توارت خجلاً في ظل تعثر رموزها الواحد تلو الآخر.. ولم ينجح من هذه الكبوات سوي المنتخب الهولندي الذي بلغ العلامة الكاملة مع المنتخب الأرجنتيني وهما الوحيدان اللذان حققا رصيد التسع نقاط من المباريات الثلاث التي لعباها.. أما منتخبات انجلتراوألمانيا واسبانيا وسلوفاكيا برغم تأهلهم فقد واجهت هزائم ولقيت خسائر ومع ذلك استعادت توازنها واستردت استفاقتها ولم تواصل ترديها كما حدث لفرنسا وإيطاليا.. أما الكرة الافريقية فلم يكن لها حسنات تذكر في الدور الأول الذي أفلت منه المنتخب الغاني وصعد لدور ال61 إلا الأداء القوي والعروض الجيدة التي حققها منتخب كوت ديفوار الذي يستحق لقب أفضل منتخب مهزوم خاصة بعد العرض القوي والنتيجة الطيبة التي حققها في آخر مبارياته عندما فاز علي كوريا الشمالية 3/1. ولابد ونحن نذكر المعطيات ونحدد المعالم أن نعترف بالفضل لبعض النجوم الشهيرة التي كانت لها بصمات واضحة علي أداء وعروض ونتائج منتخباتها.. يأتي علي قمتهم وفي مقدمتهم ليونيل ميسي اللاعب رقم 1 في العالم وصاحب الإنتاج الفعال في مباريات الأرجنتين.. ومعه ولكن أقل منه نسبياً كريستيانو رونالدو الذي قاد البرتغال لتحقيق السباعية في مرمي كوريا ومعهما كاكا البرازيلي الذي عندما غاب عن منتخب البرازيل في آخر مبارياته أمام البرتغال بدا راقصو السامبا أجساد بلا أرواح وعضلات بلا أمخاخ.. وقد تشهد المنافسات القادمة ظهور روبين الهولندي الذي شارك لبعض الوقت في مباراة منتخبه الأخيرة أمام الكاميرون وكان له كل الفضل في إحراز زميله لهدف السبق بعد أن سدد هو صاروخاً ارتطم في القائم وارتد، أما بقية النجوم فلم يظهروا بمستوياتهم المعهودة مع أنديتهم أمثال ريبيري الفرنسي وواين روني الانجليزي وديفيد فيا الاسباني.. وكان أقربهم إلي النجومية هوندا الياباني. أرقام لها دلالات شهد الدور الأول إقامة 84 مباراة.. انتهت 44 منها بنتائج إيجابية وأربع مباريات فقط انتهت بالتعادل السلبي.. و31 بالتعادل الإيجابي.. وتم إحراز 101 هدف بمعدل 1.2 هدف في كل مباراة وهو معدل مقبول.. وسجلت المباريات 281 إنذاراً بمعدل 9.3 إنذار في كل مباراة إلي جانب طرد 31 لاعباً وهو مؤشر عال جداً ويدل علي الخشونة والعنف الشديدين في المباريات.. واحتسبت 8 ضربات جزاء أهدر منها اثنان لديفيد فيا الاسباني وبودلسكي الألماني. اعتلي قائمة الهدافين كل من: هيجوين الأرجنتيني وديفيد فيا الاسباني وروبرت وفيدك السلوفاكي برصيد ثلاثة أهداف.. وضمت قائمة من أحرز هدفين كل من: ايلانو وفابيانو البرازيليين وايتو الكاميروني وهوندا الياباني وجيان اسامواه الغاني ودونافان الأمريكي وبارك جي الكوري الجنوبي وفورلان أورجواي. شهدت مباريات الأرجنتين أكبر عدد من التسديدات علي المرمي بواقع 46 تسديدة ثم تلتها البرازيل بواقع 75 فإسبانيا 55 وشاركتها غانا بنفس الرصيد.. ارتكب لاعبو استراليا أكبر عدد من المخالفات بواقع 26 مخالفة وجاءت شيلي بعدها 16 مخالفة ثم نيوزيلاندا وسويسرا 95 مخالفة.. أكبر عدد من الأهداف أحرزه المنتخب البرتغالي مع المنتخب الأرجنتيني برصيد سبعة أهداف ثم هولندا خمسة أهداف معهما ألمانيا والبرازيل.. أكثر المنتخبات تسجيلاً للأخطاء اليابان والكاميرون وسجلا 94 خطأ.. أكثر المباريات أهدافاً البرتغال مع كوريا الشمالية سبعة أهداف.. وأكثر اللاعبين تسديداً علي المرمي هو ميسي الأرجنتيني بعشرين تسديدة ثم رونالدو البرتغالي 71 تسديدة وأخيراً جيان اسامواه الغاني 61 تسديدة. أفضل من اختيروا كرجل أول للمباريات هو كريستيانو رونالدو البرتغالي برصيد ثلاث مرات وشنايدر الهولندي وهوندا الياباني وديروس ودونافان الأمريكيان واسامواه الغاني وفورلان الأورجواني وفيدك السلوفاكي مرتين.. ارتفع معدل التمرير المتنوع ليصل إلي 3.979.. ارتفع رصيد الأهداف الذي أحرزته منتخبات المجموعتين الثانية والسابعة إلي 71 هدفاً.. بينما تدني هذا الرصيد في المجموعة الثامنة ليصل إلي 8 أهداف.. وأكثر المجموعات خشونة وعنفاً هي المجموعة الرابعة شهدت مبارياتها 92 إنذاراً وأربع حالات طرد وثلاث ضربات جزاء. أذكي أهداف الدور ذلك الذي أحرزه ديفيد فيا في تشيلي وهو الهدف الأول لاسبانيا.. أما أقوي الأهداف فهو هدف البرازيلي فابيانو في مرمي كوريا الشمالية الذي جاء من تسديدة صاروخية في زاوية حادة ومن مسافة قريبة.