نفذت مصر والإمارات العربية المتحدة مرتين خلال الأيام السبعة الماضية غارات جوية سرية مشتركة على مواقع لمقاتلين إسلاميين بالعاصمة الليبية طرابلس، وفق ما أكد أربعة مسؤولين أمريكيين لصحيفة "نيويورك تايمز". وقال المسئولون إن "العملية تمت ضد الميليشيات المتحالفة الإسلامية التي تقاتل من أجل السيطرة على طرابلس، وذلك في تصعيد كبير بين المؤيدين والمعارضين للإسلام السياسي".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي القول: "مصر والإمارات قامتا بعملية القصف بشكل مفاجئ دون إبلاغ الولاياتالمتحدة أو الحصول على موافقتها، وهشموا إدارة أوباما، بينما نفى مسئولون مصريون العملية صراحة للدبلوماسيين الأمريكيين".
وأضافت الصحيفة أنه "منذ عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي وشكلت الحكومة المصرية الجديدة و السعودية والإمارات كتلة نفوذ في مختلف بلدان المنطقة لدحر مايعتبرونه تهديدًا من الإسلاميين بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين المدعومة من الحكومات الصديقة في تركياوقطر".
وتعتبر ليبيا الآن آخر وأكبر ميدان لهذا الصراع. غير أن المسئولين الأمريكيين عبروا للصحيفة عن غضب شديد على تلك الغارات إذ رأوا أنها ستؤجج التوتر في ليبيا في حين تسعى الأممالمتحدة والقوى الغربية للوصول إلى تسوية سلمية.
وقال المسئولون إن "حكومة قطر زودت الإسلاميين الليبيين بالأسلحة والدعم، لذا فإن هذه الغارات تمثل تحولا في الحرب التي تخوضها الدول العربية بالوكالة في بلدان المنطقة".
واعتبرت "نيويورك تايمز"، أن "الضربات أثبتت أيضًا نتائج عكسية من خلال الميليشيات الإسلامية التي سيطرت على طرابلس واستولت بنجاح على مطارها في المساء، وذلك بعد الموجة الثانية من الضربات".
وقالت إن "الإمارات لم تعلق بشكل مباشر على الهجمات لكن صحيفة مطبوعة أصدرت بيانًا لأنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، عندما طرح أسئلة حول دور الإماراتيين في الهروب من الانتخابات الأخيرة".
يشار إلى أن وزارة الخارجية المصرية نفت الأحد قصف طائرات عسكرية مصرية لمواقع تسيطر عليها ميليشيات إسلامية في العاصمة الليبية طرابلس الأسبوع الماضي، وذلك غداة اتهام متشدّدين ليبيين القاهرة وأبو ظبي بالتورط في العملية.
كما نفى الرئيس عبدالفتاح السيسي تلك الأنباء، وقال إن مصر لم تقم بأي عمل عسكري في ليبيا حتى الآن، وذلك خلال لقائه مع رؤساء تحرير الصحف المصرية أمس.