على الرغم من محاولات جماعة «الإخوان المسلمون» لتغيير صورتها، بعد 25 يناير، سواء بادعاءات أو ممارسات على كافة المستويات غير أن القدر يترصدها ويكشف أكاذيبها المتواصلة، التي تسعى من خلالها، تغيير المشهد المرتبك لصالحها. وآخر محاولات الجماعة، التنصل مما كشفت عنه التحقيقات في قضية اقتحام السجون، وهروب قيادات الاخوان، وفي مقدمتهم الدكتور محمد مرسي، من سجن وادي النطرون، غير ما تسرب من معلومات عبر جهات رسمية وغير رسمية، تؤكد عملية الهروب، وما هو ثابت من اتصال «مرسي» بقناة الجزيرة فور هروبه، من خلال هاتف «الثريا» المؤمن، يبرر تواجد عناصر من حماس، أكد البعض أنهم ومعهم عناصر ذات لهجات عربية، شاركوا في عملية الهروب. وعقب إدلاء اللواء محمود وجدي، وزير الداخلية الأسبق، بشهادته في جلسة استئناف الاسماعيلية، التي تنظر قضية الهروب من السجون، بأن «حماس» تعاونت مع جماعة الإخوان في اقتحام سجون مصرية، خلال ثورة 25 يناير، شعرت الجماعة بورطة حقيقية، على اثرها سارعت «حماس» بنفي تصريحات الوزير، نشرته وكالة أنباء الأناضون، قريبة الصلة بجماعة الإخوان، وقصر الرئاسة، أكد فيه سامي أبو زهري، الناطق باسم حماس، أن تصريحات وزير الداخلية المصري الأسبق، واتهامه لحماس باقتحام السجن المصري، لا أساس لها من الصحة، وفارغة المضمون، وأن الحركة ليس لها علاقة بالأحداث خلال الثورة، من اقتحامات للسجون ومشاركة الاخوان في الإفراج عن معتقلين فلسطينيين ومصريين كانوا بداخلها. أكدت مصادر سياسية تورط الاخوان في هذه القضية، وأن الجماعة ستدفع لحماس ثمن الوقوف بجانبها في ذلك الوقت، أي رد المعروف لحماس. وقالوا: إن جماعة الاخوان، تجاهلت عدداً من القضايا المتهم فيها عناصر من «حماس» مقابل ذلك، خاصة بالتدخل في الشأن المصري وكان أولها تفجير خطوط الغاز بين مصر واسرائيل لأكثر من 16 مرة، وقتل الجنود المصريين في رمضان الماضي، واختطاف 3 ضباط شرطة قبل عامين. أشارت الكاتبة أمينة النقاش، القيادية بحزب التجمع الى أن حماس هى جزء لا يتجزأ من جماعة الإخوان، والاثنتان جزء لا يتجزأ من التنظيم العالمي للاخوان المسلمين، وبالطبع فمصلحتهم واحدة في كل شىء، علاوة على أن الاخوان المسلمين في مصر لا يعترفون بمسمى الوطن والحدود، فهم يريدونها خلافة اسلامية تضم جميع الدول الاسلامية لا يهم الجماعة أو حماس. وأكدت أن الاخوان لابد أن يردوا الجميل لحماس، وأن شهادة اللواء محمود وجدي لن تجبر الاخوان أو الرئاسة على التخلي عن «حماس» بل بالعكس ستتقرب منها أكثر حتى تثبت أمام الجميع أن هذا الكلام عار عن الصحة، معتقدة أنه ليس من المستبعد أن تستعين الرئاسة أو الاخوان بدعم «الحمساوية» في فاعليات يوم 30 يونيو المقبل الذي ينادي برحيل «مرسي» واخوانه. وقال أبو العز الحريري، البرلماني السابق، إن الرئاسة لن تتخلى عن «حماس» لأنها قدمت لهم طوق النجاة في أحداث 25 يناير بفتح السجون، الذي خرج منها «مرسي» رئيساً لمصر، فليس من المنطقي أن تتخلى «الجماعة» عن حماس في هذا الوقت، خاصة أنها ستحتاج لعناصرها كثيراً في الفترة المقبلة لأنها ستكون فترة مواجهات دامية في مصر بين أنصار مرسي ومعارضيه، ومن المؤكد أن «حماس» ستلعب دوراً محورياً في الحفاظ على عرش «مرسي» في 30 يونيو. وأعربت الاعلامية بثينة كامل، عن أسفها الشديد من ألا تأتي شهادة محمود وجدي بثمارها لأن الاخوان هم درع حماية لحماس، علاوة على الدور التي أوكلته «الجماعة» لحماس في مصر يوم 30 يونيو للحفاظ على سلطة الاخوان. وقالت: إنه لابد للشعب المصري أن يتحد مع الأجهزة الأمنية للعبور بسلام في هذا اليوم، وما سيتبعه من فعاليات أخرى، مطالبة الجيش بضرورة تأمين الحدود، والتأكد من هويات العابرين إلى مصر.