اعلنت وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي الاربعاء ان الجزائر منعت فعلا 400 عنوان من دخول الجزائر للمشاركة في الصالون الدولي للكتاب، لأنها تتعارض مع القوانين الجزائرية ومع النظام الداخلي للصالون. وقالت خليدة تومي في مؤتمر صحافي مع نظيرها اللبناني كابي ليون"الصالون الدولي للكتاب بالجزائر كما كل معرض الكتب في العالم يخضع الى نظام داخلي". واضافت ان "القانون الجزائري يحدد الكتب التي يمنع دخولها مهما كانت الدولة التي تصدرها". وافتتحت خليدة تومي الصالون الدولي للكتاب بحضور وزير الثقافة اللبناني كابي ليون باعتبار لبنان ضيف شرف الطبعة السادسة عشر. وحضر الافتتاح ايضا وزير التربية الوطنية ابو بكر بن بوزيد ووزير التعليم العالي والبحث العلمي رشيد حراوبية. واوضحت وزيرة الثقافة خليدة تومي ان الكتب التي تم منعها تتعارض مع القانون الذي ينص "على المجالات التي يمنع فيها استيراد الكتب". واشارت تومي الى ان هذه المجالات هي "تبجيل الاستعمار والعنصرية والتحريض على الارهاب او الاستغلال الجنسي للاطفال او المساس بالديانات والانبياء". وكان مدير الكتاب والقراءة في وزارة الثقافة الجزائرية رشيد حاج ناصر اعلن الجمعة عشية انطلاق الصالون الدولي للكتاب عن"منع 400 عنوان اغلبها كتب دينية بقرار من لجنة القراءة التابعة لوزارة الشؤون الدينية". من جهته عبر الوزير اللبناني في تصريح لوكالة فرنس برس عن سعادته باستضافة لبنان كضيف شرف في صالون الكتاب بالجزائر، وقال ان ذلك"يساهم في تنمية العلاقات الثقافية بين لبنان والجزائر". ودعا كابي ليون الى "تعزيز النشر في المجالات العلمية في المنطقة العربية لأن "هناك نقص في النواحي العلمية في مقابل زيادة الانتاج الفكري والفلسفي والسياسي". وتابع ان "الكتاب العلمي لا يزال في بداياته" واشار ليون الى التطورات الحاصلة في العالم العربي خاصة وان لبنان يتأثر بشكل مباشر بالاحداث السورية. وقال ان "الشعوب يجب ان تتطور بوسائلها الخاصة دون تدخل عسكري ولا تمويل من الخارج". لكنه اكد ان التعددية ضرورة لتطور الشعوب قائلا"نعتبر ان الثقافة لا يمكن ان تكون احادية الجانب". وتشارك لبنان بسبعين دار نشر ما يجعلها من اكبر المشاركين، بحسب المنظمين. واكد اسماعيل مزيان محافظ الصالون الدولي للكتاب في الجزائر أن "521 دار نشر من 32 بلدا ستشارك في الدورة السادسة عشر للصالون من 21 ايلول/سبتمبر إلى الاول من تشرين الاول/اكتوبر، من بينها 145 دار نشر جزائرية". وازدادت مساحة العرض في الصالون عشرين في المئة حيث يشغل الناشرون الجزائريون اكبر مساحة (4032 متر مربع) بينما جمهورية مصر العربية تعود إلى الصالون وتحتل المرتبة الثانية بمئة دار نشر تمتد على مساحة 1403 متر مربع بحسب مزيان. ورحبت وزيرة الثقافة خليدة تومي بعودة مصر الى الصالون بعد غيابها السنة الماضية واكدت "نحن سعيدون بالحضور المصري فانا لا اتصور صالون دولي للكتاب بدون حضور مصر". ولم توجه الدعوة لمصر السنة الماضية على خلفية ازمة بين البلدين بعد الاحداث التي وقعت حول مباراة لكرة القدم بين منتخبي البلدين للتأهل الى كأس العالم 2010، في 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2009 في القاهرة. وقد وقعت بعض الحوادث في 18 تشرين الثاني (نوفمبر) خلال المباراة الفاصلة التي دارت في الخرطوم وفازت بها الجزائر. واخذت الازمة منحى دبلوماسيا من خلال تظاهرات نظمت في القاهرة امام سفارة الجزائر واستدعاء سفيري البلدين في القاهرةوالجزائر. كما قاطع الناشرون الجزائريون معرض القاهرة للكتاب لسنة 2010 للأسباب نفسها.