اهتمت بعض الصحف العالمية الصادرة الثلاثاء برصد ردود الأفعال عقب إعلان النتائج الرسمية للجولة الأولى من الانتخابات والتى انتهت بتأهل الدكتور محمد مرسى، مرشح حزب الحرية والعدالة، والفريق أحمد شفيق، إلى جولة الإعادة فى المرحلة الثانية للانتخابات الرئاسية، واعتبرت الصحف أن أعمال العنف التى حدثت عقب إعلان النتائج تهدد بانقلاب «الانتخابات الرئاسية»، مضيفةً أن الجيش يستعد إلى احتجاجات ما بعد جولة الإعادة المقررة يومى 16 و17 يونيو المقبل. ففى الصحف الأمريكية، قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية إن أعمال التخريب والحرق التى عقبت إعلان مرشحى الإعادة تشير إلى الاستياء الذى يهدد بانقلاب الانتخابات الرئاسية الأولى بعد الثورة. واعتبرت الصحيفة أن انتخابات الإعادة ستقدم سيناريو خطيرا للديمقراطية «التى لا خبرة لمصر بها حتى الآن»، مضيفةً أن أغلبية الناخبين وجدوا أنفسهم بين قطبين أساسيين، الأول هو القوات العسكرية التى يدعى شفيق ولاءه لها، حسب الصحيفة، والثانى هو محمد مرسى الذى يحظى بدعم الإسلاميين. وأوضحت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أنه بعد رفض اللجنة العليا للانتخابات بلاغات تزوير الأصوات شهدت مصر علامات جديدة من «عدم الاستقرار»، مشيرةً إلى حرق مقر لحملة «شفيق» للرئاسة. من جهتها، رأت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية أن إشعال مقر حملة «شفيق» بالدقى يعتبر أول بادرة على الاضطرابات وعدم الاستقرار مع اختيار أول قائد للبلاد بعد الثورة. واعتبرت الوكالة أن حسم جولة الإعادة بين مرسى، المدعوم من قبل أقوى حركة إسلامية فى البلاد، وشفيق، أحد رجال مبارك، أصبح بمثابة «سيناريو الكابوس» بالنسبة لآلاف المصريين الذين احتشدوا فى الشوارع العام الماضى للمطالبة بتغيير النظام والحرية والمساواة الاجتماعية. وفى الصحف البريطانية، قالت صحيفة «ديلى تليجراف» البريطانية إن البعض يعتقد أن نيران مقر حملة «شفيق» كانت من فعل الشباب الثورى نفسه الذى أطاح بحسنى مبارك، الرئيس السابق، مضيفةً أن هؤلاء الشباب حذروا من قبل بأنهم لن يقبلوا بأى شخص من أتباع النظام السابق ليكون رئيساً للبلاد. وأشارت الصحيفة إلى عدم إصابة أى شخص فى أحداث تخريب مقر حملة «شفيق» وإشعال النار فيها. وأوضحت الصحيفة أن الجيش يستعد لاحتجاجات ما بعد التصويت فى 16 و17 يونيو المقبل، مشيرةً إلى ارتفاع احتمال وقوع المشاكل فى انتخابات الإعادة. ولفتت الصحيفة إلى موعد صدور الحكم النهائى على مبارك، يوم السبت المقبل، قائلةً إنه ستكون هناك موجة من الغضب ما لم يتم توقيع عقوبة ثقيلة على المتهم. وحذرت الصحيفة من فوز الدكتور محمد مرسى بمنصب الرئيس، قائلةً إنه إذا حدث ذلك فسيستطيع حزب «الحرية والعدالة»، الذى سيطر على ما يقرب من نصف مقاعد البرلمان، أن يدفع بسياسات التشدد الإسلامى الاجتماعى الذى تخشى منه فئات الليبراليين والمسيحيين. وقالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية إن النتيجة الرسمية أضافت غضبًا جديداً للمرحلة الانتقالية الفوضوية والدموية فى مصر نحو الديمقراطية، مضيفةً أن جماعة الإخوان المسلمين تبحث عن استرضاء أنصار المرشحين الخاسرين وبالأخص أنصار حمدين صباحى وأنصار الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح.
