في أول سابقة منذ بداية الصحوة العربية، يستضيف الأمين العام لجامعة الدول العربية مناظرة مع شباب من شتى أنحاء المنطقة العربية في اطار برنامج "صوت الشباب العربي" لمؤسسة آنا ليند والمجلس الثقافى البريطاني. استضافت الجامعة العربية اليوم في مقرها بالقرب من ميدان التحرير، مناظرة خاصة قامت بإدارتها بي بي سي العربية حيث شارك فيها الأمين العام للجامعة معالي الدكتور نبيل العربي، وشباب من مجتمعات عربية تشهد حاليا عمليات للإنتقال والإصلاح السياسي. وقد ضم الحدث الذي أُقيم بدعم من مؤسسة آنا ليند والمجلس الثقافي البريطاني، 35 من ممثلي برنامج المناظرات "صوت الشباب العربي" في عدد من البلدان العربية، بما في ذلك مصر وليبيا وتونس والأردن والمغرب وفلسطين، فضلاً عن المداخلات الحية من الشباب في الجزائر واليمن والكويت والتي تمت من خلال منصة سوليا للإعلام الجديد.
وتحدث الأمين العام خلال المناظرة مع لجنة الشباب العربي قائلاً: "إن طموحي كأمين عام يتمثل في إقناع الدول بإدخال الإصلاحات التي نحتاج إليها لتنشيط جامعة الدول العربية والتعاون العربي. حيث يقوم الشباب بدور هام في هذا الصدد، وينبغي البدء في التفكير والنقاش حول الجيل القادم من المؤسسات الإقليمية للاستجابة للمطالب الجديدة للمواطنين العرب."
وتضمنت القضايا الرئيسية التي أثارها الشباب العرب خلال المناظرة، إصلاح جامعة الدول العربية لتكون أكثر فعالية ولتقوم بدور محوري على المسرح الدولي؛ والأمن ودور الجامعة في التدخل لحل الصراعات القائمة في المنطقة؛ ودور الجامعة في دعم البلدان التي تمر بمراحل الانتقال إلى الديمقراطية؛ ومساهمة صوت الشباب في تنشيط المؤسسات الإقليمية وإنشاء برلمان عربي منتخب؛ والصراع العربي الإسرائيلي كعقبة في سبيل التعاون الإقليمي والهوية العربية المشتركة.
وتولت قناة بي بي سي العربية إدارة المناظرة التي بُثت على شبكة الإنترنت على الملايين من البشر في مختلف أنحاء المنطقة، وحفزت النقاش على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال علامة "هاش تاغ" #LASdebate. وفضلاً عن ذلك، تولت مجموعة "سوليا" للإعلام الجديد عرض مقاطع فيديو عن القضايا العربية المشتركة، ضمت مشاهد صُورت خلال الشهر الماضي مع الشباب في الجزائر والكويت واليمن.
وقد نُظم المنتدى الخاص للحوار في إطار برنامج "صوت الشباب العربي" وهو برنامج لمناظرات يتم تنفيذه بشراكة بين المجلس الثقافي البريطاني ومؤسسة آنا ليند، ويمول تمويلاً مشتركاً من خلال مبادرة الشراكة العربية لوزارة الخارجية البريطانية. ويتمحور البرنامج الذي أُطلق في أعقاب الثورات العربية التي شهدها عام 2011، حول تدريب الشباب على مهارات المناظرة والدعوة، وقد أسفر بالفعل عن إنشاء نوادٍ جديدة للمناظرة في المدارس والجامعات والمراكز الثقافية والمنظمات غير الحكومية في شتى أنحاء العالم العربي.
