اهتمت الصحافة المصرية والاماراتية بتهديدات وتصريحات المسئوليين الاسرائيلين المتلاحقة مما يستحيل معة استمرار لعملية السلام فكتبت جريدة الاهرام تقول لايبدو في الافق ما يشير الي احتمال ان تغير اسرائيل من سياستها الرامية الي توسيع نطاق المستوطنات ومواصلة خطة تهويد القدس. ومعني هذا ان حكومة بنيامين نيتانياهو تعرقل الجهود التي تبذل علي الصعيدين الدولي والاقليمي لإمكان احياء عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين. بل انه يمكن القول ان نيتانياهو يتعمد افشال أية محاولة للسلام وليس أدل علي ذلك من انه في الوقت الذي كان يعد فيه المسرح السياسي في الشرق الاوسط لبدء مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين وبينما كان نائب الرئيس الامريكي بايدن في اسرائيل اطلق نيتانياهو قذيفة سياسية علي عملية السلام قبل بدئها فقد اعلنت حكومته عن بناء1600 وحدة سكنية في مستوطنات الضفة الغربيةالمحتلة. وهو ما أثار استياء الفلسطينيين والعرب.وكان نيتانياهو قد أعلن اعتبار المسجد الإبراهيمي ومسجد بلال من التراث الإسرائيلي! وهو ما أجج غضب الفلسطينيين والعرب والدول الاسلامية. وثارت تحذيرات من أن نتنياهو يفتح الأبواب علي مصاريعها لاحتمال اندلاع حرب دينية في منطقة تضطرب بالأزمات. ومما لاجدال فيه أن اجراءات اسرائيل الاستفزازية تغذي أجواء العنف في المنطقة وتدمر احتمالات بناء الثقة اللازمة لإمكان اجراء أية مفاوضات وإحلال السلام في الشرق الاوسط. وتناولت جريدة البيان ايضا المؤشرات التي تتزاحم بأن ثمة تفجيراً إسرائيلياً جديداً تتجمع غيومه الداكنة بصورة متسارعة في الأفق القريب. التهديدات والتصريحات المتلاحقة للمسؤولين مع التحركات والمحاولات المتزايدة للمتطرفين اليهود في القدس؛ كلها تشي بأن في الأمر توليفة وطبخة من هذا القبيل. يعزز هذه الأجواء أن حكومة نتنياهو تواجه ضغوطاً من إدارة أوباما بشأن الخلاف بينهما حول موضوع الاستيطان والمفاوضات. وفي هذا الصدد تتحدث التقاريرعن خلافات حادة داخل الحكومة حول الرد على مطالب الإدارة. وربما هدّدت بفرط الائتلاف الحكومي. الأمر الذي يرجّح كفة العدوان كخيار ينقذ نتنياهو من خلاله حكومته ويفرض تبديل الأولويات. التهديدات بإعادة احتلال غزة ردّدها نتنياهو ووزير ماليته. قيادات عسكرية تستعجل هي الأخرى القرار السياسي لإطلاق يدها في الردّ واستئناف الاغتيالات الفلسطينية. حكومة مهووسة بالاحتلال وبنهب الأرض لاستيطانها، لا تطيق سماع عبارة مفاوضات. ولا المطالبة بوقف ولو مؤقت لبناء المزيد من الوحدات السكنية. ناهيك بالدولة الفلسطينية والسلام. حتى الرئيس أوباما الذي لم تتخذ إدارته حتى الآن أية خطوة ملموسة رادعة لإسرائيل ترى فيه مصادر نتنياهو بأنه «أكبر كارثة». بالترافق مع لغة الحرب المتطايرة مفرداتها باتجاه لبنان حيناً وفلسطين حيناً آخر تتوالى وبوتيرة متسارعة هجمات عصابات المتزمتين على المسجد الأقصى؛ في الآونة الأخيرة. أكثر من محاولة اقتحام جرت لساحات الحرم. وكلها بحماية قوات الأمن الإسرائيلية. أمس أعلنت جماعات منهم، عن عزمها على تكرار الاقتحام؛ بذرائع دينية. منظمة ما يسمّى بحركة أمناء الهيكل اليهودية العنصرية أعلنت هي الأخرى عن عزمها على تنظيم مسيرة باتجاه المسجد في الأول من أبريل القادم بهدف هدمه وبناء الهيكل مكانه. الجهات الفلسطينية المقدسية دبّت الصوت لحماية الأمكنة المقدسة ووقف السلطات الإسرائيلية من المضي بمخطط هدم المنازل في القدسالشرقية حيث الآلاف منها مهدّدة بهذا المصير. وبعد كل هذه يذهب نتنياهو بصفاقته إلى حدّ اتهام السلطة الفلسطينية «بالتشدّد» وكأن حكومته ملائكة سلام حكومة نتنياهو تسعى وتمهّد للتفجير إذا كان في نية واشنطن ردعها فالوقت هو الآن غداً قد يكون الوقت متأخراً.