القرارالذي ستتخذه حكومة بنيامين نتنياهو لبناء مئات من الوحدات الاستيطانية الجديدة في الضفة الغربيةالمحتلة - والذي يشكل انتكاسة خطيرة لجهود الرئيس الاميركي باراك اوباما الرامية الى احياء عملية السلام، كان موضوعا للعديد من الأعمدة والمقالات في صحافة اليوم في مصر والعالم العربي جريدة"الدستور" الأردنية ترى أن التوجه الى توسيع المستوطنات رغم أنف واشطن هو تحدي للمصداقية الأمريكية وأنه ينسجم مع الاعتقاد بأن ادارة اوباما تفتقد الى الارادة والرغبة في اجبار رئيس الحكومة الاسرائيلية على القبول بتجميد كامل للاستيطان طبقاً لما تنص عيه خريطة الطريق الصادرة عام ,2003 حتي أن واشنطن قد قد سمحت لنفسها بالانجرار الى شهور من المساومات مع اسرائيل حول التفاصيل ما أضعف موقفها وشكك في تماسكه جردة"الأهرام" المصرية ترى أن هدف نيتانياهو من هذا الموقف المزدوج إرضاء حلفائه المتطرفين وتأكيد أن تعليق بناء المستوطنات سوف يكون مؤقتا يسمح لحكومة إسرائيل بمعاودة البناء إذا توقفت المفاوضات لأي سبب, وليس لأن عملية بناء المستوطنات أمر غير شرعي يتنافي مع خريطة الطريق التي وقعتها إسرائيل, وشرط لازم لاستمرار التفاوض وصولا الي نهايته كما يري الرئيس الأمريكي أوباما. وتذكر الجريدة أن أكبر حملة إسرائيلية تستمر الي منتصف أكتوبر المقبل ستنطلق اليوم بالولايات المتحدةالأمريكية وتجوب عددا كبيرا من ولاياتها لوأد دعوة الرئيس الأمريكي لوقف بناء المستعمرات الإسرائيلية بالقدس والأراضي الفلسطينية المحتلة. وتتساءل ماذا فعلنا نحن أصحاب الحقوق المشروعة أمامها؟ والإجابة يعلمها الجميع وهي: لاشيء سوي إصدار بيانات الشجب والإدانة وانتظار القادم وهو دائما أسوأ! وتستطرد الجريدة تقول أنه من المؤسف أن إسرائيل المعتدية والمغتصبة تتعامل معنا دائما بمبادرة الفعل لنتابعها برد الفعل غير المؤثر وبرغم ذلك لإنقاذ ما يمكن انقاذه هل يتبني وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم بالقاهرة الأسبوع المقبل انطلاق حملة عربية عالمية مضادة لحملة العداء الإسرائيلية والهروب من استحقاقات السلام؟ وترى جريدة"الراية" القطرية أن مثل هذا القرار يمثل عملا أخرق وتصرفا أحمق لايمكن معه توقع استئناف أي محادثات فلسطينية - إسرائيلية وعلى أي مستوى في ظل رفض الجانب الفلسطيني أي مفاوضات في ظل الاستيطان. وأن ما يفهم من هذه الخطوة هو ان إسرائيل تريد أن تفرض شروطا لاعلاقة لها بجوهر التفاوض وفق خارطة الطريق وأنها تريد مقايضة وقف المستوطنات بتطبيع عربي شامل معها وهو أمر ترفضه الدول العربية. وان الاصرار على الاستيطان يأتي وفق مخطط لئيم يهدف إلى طرد الفلسطينيين من أراضيهم ومن القدس تمهيداً لتهويد القدس وهذا أمر يقود الى تصعيد خطير على كل المنطقة. وهي مخططات لايمكن مقابلتها إلا بالرفض التام لأنها لا تنسجم مع خطة السلام وإقامة الدولتين بوجود دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب بسلام مع إسرائيل ثمة رابط متين بين قرار بنيامين نتنياهو التسريع بعمليات البناء الافقي والعامودي في المستوطنات اليهودية المزروعة في الضفة الغربيةالمحتلة قبل التفكير بمجرد تجميد الاستيطان لمدة قد لا تصل في اقصاها الى تسعة اشهر وبين التصريح العنصري الفاشي الذي ادلى به افيغدور ليبرمان الذي عبر فيه عن رغبته بازالة القضية الفلسطينية عن جدول اعمال وزراته.. كلاهما الفاشي والعنصري يريدان ان يشطبا القضية، كل بطريقته أحدهما عبر الاستيطان المكثف والمبرمج المتزامن مع تهجير وتدمير وقتل وارهاب ومصادرة للأراضي والآخر بطمس معالم القضية وتغليب الرواية الصهيونية القائمة على الشعار المعروف ارض بلا شعب لشعب بلا ارض وملاحقة السكان الاصليين اصحاب الارض والتضييق عليهم والقيام بعملية تطهير عرقي ضدهم هي في واقع الحال متصلة مع تلك الحملة التي بدأتها المنظمات الارهابية الصهيونية قبل وبعد قيام اسرائيل على اراضي الشعب الفلسطيني وهي ما سعى لتجسيدها في ما كان يرفعه خلال حملته الانتخابية حول مبادلة الاراضي والسكان في أي تسوية مع الفلسطينيين اضافة الى تهويد الدولة وحل مشكلة اللاجئين خارج حدود اسرائيل واعتبار القدس عاصمة ابدية وموحدة لاسرائيل..