تعاقدت هيئة السلع التموينية المصرية على استيراد 240 ألف طن من القمح الروسي والألماني بعد أن أدى تغليظ المواصفات الفنية المصرية لجودة القمح إلى تراجع واردات السلعة الأمريكية إلى مصر. وتم التعاقد على استيراد 180 ألف طن من القمح الروسي بسعر يتراوح بين 198 إلى 199 دولارا للطن و60 ألف طن من القمح الألماني بسعر 203 دولارات للطن ومن المنتظر استلام الكميات المذكورة بدء من شهر فبراير/ شباط 2010، وُأبرمت الصفقة في إطار قبول 4 عروض من بين 12 من خلال مناقصة للاستيراد بناء على المواصفات القياسية المصرية وكانت أفضل العروض من شركات كارجل ولويس درايفوس واليكس جرين. وقال نعماني نصر نعماني نائب رئيس هيئة السلع التموينية إن الهيئة تتعاقد على الكميات المطلوبة من القمح من خلال مناقصات عالمية ويشارك في لجنة البت ممثلون من كافة الجهات المعنية من الهيئة ووزارة التضامن والشركة القابضة للصناعات الغذائية ووزارة المالية والمستشار رئيس إدارة الفتوى المختص بمجلس الدولة. وهوت مبيعات الولاياتالمتحدة من القمح إلى مصر بنسبة 70 % في السنة التسويقية الحالية التي بدأت في أول يوليو/ تموز 2009، بسبب المواصفات الصارمة التي وضعتها الأخيرة وارتفاع أسعار القمح الأمريكي اثر زيادة تكاليف الشحن. وشكلت المواصفات الصارمة التي تضعها مصر بشأن جودة القمح المستورد قيودا إضافية على المصدرين، مما دفع بعض الموردين الأمريكيين إلى الامتناع تماما عن التقدم بعروضهم في المناقصات التي أجريت في الآونة الأخيرة. وتوخي الموردون الحذر بعد أن رفضت إدارة الحجر الزراعي المصرية أو عطلت دخول العديد من شحنات القمح الواردة إليها خلال عام 2009 من روسيا وفرنسا وانضمت إليهما الولاياتالمتحدة لتصبح أحدث عضو في هذه القائمة، وقالت إدارة الحجر إن هذه الشحنات لا تطابق المواصفات القياسية. وفي الأسبوع الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني 2009، أعلنت مصر أنها سوف تبدأ في إرسال مسئولين الحجر الزراعي لفحص القمح في موانئ المنشأ. وأثار القرار حفيظة بعض التجار الأمريكيين معتبرين أن الإجراء من شأنه الحد من كفاءة عمليات التحميل، إلا أن بعض مصادر التجارة قالت انه من السابق لأوانه القول بأن الولاياتالمتحدة ستخسر مصر للأبد كعميل من أفضل عملائها. وفي سياق آخر، وزاد من الضغط على واردات مصر من القمح الأمريكي الشحنات الأقل سعرا من منطقة البحر الأسود التي تضم روسيا وأوكرانيا وكذلك أوروبا. ويقول تجار إن سعر طن القمح الأمريكي الشتوي الأحمر اللين الذي يتم شحنه من خليج المكسيك أغلى الآن من سعر طن القمح الفرنسي بنحو 25 دولارا على الأقل، بينما تزيد تكلفة القمح الأمريكي عن القمح الروسي بما يتراوح بين 35 و40 دولارا على أساس تسليم البضاعة على ظهر السفينة. وبالإضافة إلى ذلك قال التجار إن تكلفة شحن القمح من الولاياتالمتحدة إلى مصر تزيد في الوقت الراهن بما يتراوح بين 10و20 دولارا للطن مقارنة بشحنه من بلدان قريبة من الشرق الأوسط. ومع ذلك فان صادرات القمح الأمريكية إلى مصر ربما تشهد ارتفاعا في النصف الثاني من السنة التسويقية، إذا انخفض المعروض من القمح عالي الجودة الذي تنتجه مناطق أخرى. وخلال نوفمبر/ تشرين الثاني 2009 قفزت أسعار العقود الآجلة للقمح في بورصة مجلس شيكاجو للتجارة بنحو 15 % مقارنة مع مستوياتها المنخفضة في مطلع الشهر، ويعزى هذا الارتفاع إلى موجات شراء من صناديق الاستثمار. (الدولار يساوي 5.4 جنيهات)