لقي 31 شخصا على الأقل حتفهم عندما اجتاحت السيول مدينة اسطنبول التركية وأغرقت منازل وحولت الطرق السريعة الى أنهار سريعة التدفق وأغرقت سبع نساء في حافلة صغيرة كانت تقلهن الى عملهن الاربعاء. وحلقت طائرات هليكوبتر عسكرية فوق مناطق في الجانب الاوروبي من اسطنبول بعد يومين من أغزر أمطار تهطل على المدينة منذ 80 عاما، ووضع عمال الانقاذ ألواحا خشبية وسلالم لمساعدة سائقي السيارات والشاحنات الذين تقطعت بهم السبل وسط المياه على الوصول بسلام الى جسور وأراض مرتفعة. ووقعت أسوأ موجات الفيضانات في المناطق المنخفضة في غرب المدينة على الجانب الاوروبي حيث تسوء حالة الصرف. واكد شهود عيان ان موجات من المياه الموحلة تحمل سيارات وأشجار وحطام اصطدمت بمنازل ومبان صباح الاربعاء حيث قام السكان لتناول السحور. وقال نوري بيتكن 42 عاما الحارس الليلي في مرآب للشاحنات "سمعنا صوت تصادم ثم رأينا المياه تنزل الينا حاملة السيارات والحطام"، كما اكد "حاولنا إيقاظ النائمين في الشاحنات لكن بعضهم لم يفلت من الموت واحتجنا الى قوارب لاستعادة جثث القتلى". وعرضت قناة (سي.ان.ان) التركية التلفزيونية لقطات لجثث أشخاص عثر عليهم في حي هالكالي الغربي قرب مطار أتاتورك الدولي ملفوفة بأغطية بيضاء وأشار مسؤولون بالمطار الى أن الرحلات الجوية لم تتعطل. وقال كامل جوسكون في منطقة ايكيتللي "حوصر صديقي في الشاحنة بعد أن ارتفعت المياه فجأة. وتعطلت الشاحنة بعد أن امتلأت بالمياه، وانقذناه باستخدام ونش". وصرح معمر جولر رئيس بلدية اسطنبول في مؤتمر صحفي بأن 31 شخصا على الاقل لقوا حتفهم خلال يومين وما زال هناك ثمانية مفقودين. ولم تتأثر منطقة السلطان أحمد الاثرية في اسطنبول التي تشتهر بمساجدها وقصورها كما لم تتأثر منطقة بي اوجلو ذات الشوارع الضيقة. وفي منطقة ايكتيللي التجارية تزاحم السكان للبحث على أدوات مكتبية بين الحطام وفي مناطق أخرى من المدينة خاض السكان في المياه الموحلة على الطريق السريع بعد أن وصل مستوى الماء الى صدورهم. وذكرت وكالة الاناضول للانباء نقلا عن علي ارلات نائب المدير العام لشركة أكزا سيجورتا للتأمين أن الخسائر جراء الفيضانات قد تصل الى 70 أو 80 مليون دولار. وقال علي ارديم كبير المحللين في هيئة الارصاد الجوية باسطنبول لرويترز ان الامطار التي هطلت أمس الثلاثاء كانت أغزر أمطار تهطل على المدينة خلال الثمانين عاما الماضية. وذكرت وكالة الاناضول للانباء أنه عثر على جثث سبع نساء في حي للطبقة العاملة في اسطنبول بعد أن غرقت بهن حافلة صغيرة كانت تقلهن الى عملهن بمصنع للمنسوجات. وتقع اسطنبول على جانبي مضيق البوسفور الذي يفصل بين أوروبا واسيا وهو واحد من أنشط الممرات البحرية في العالم حيث تعبر منه سفن الشحن وناقلات النفط التي تمر بين البحر الاسود والبحر المتوسط. وفي أماكن أخرى بشمال غرب تركيا انهار جسران على الطريق السريع الذي يربط بين باجيكوي وساراي. وانشغلت السلطات في اسطنبول بوضع خطط الاستعداد للزلازل حيث ترقد المدينة فوق صدع أرضي كبير ولقي 18 ألف شخص حتفهم في زلزال ضرب شمال غرب تركيا عام 1999.