تمسكت اسرائيل الاحد بخطة تسمح ببناء مئات من المنازل الجديدة للمستوطنين في الضفة الغربيةالمحتلة قبل تجميد محتمل لعمليات البناء متجاهلة انتقادات واشنطن لها في هذا الشأن. وصرح وزير النقل الاسرائيلي كاتس لراديو اسرائيل "سيتخذ رئيس الوزراء قرارا خلال الايام المقبلة فيما يتعلق ببناء مئات من الوحدات السكنية الاضافية من اجل حل المشاكل القائمة في المستوطنات المختلفة". وتمسك كاتس بالخطة بعد يومين من كشف مساعد لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن نية نتنياهو السماح بمشروعات جديدة قبل دراسة وقف تراخيص البناء الجديدة بضعة أشهر. ويجري حاليا بناء نحو 2500 وحدة سكنية في مستوطنات بالضفة الغربية وقال مسؤولون اسرائيليون ان عمليات البناء سوف تستمر. وتعد قضية المستوطنات عقبة رئيسية في عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية المتعثرة واثارت اخطر شقاق في علاقات اسرائيل مع الولاياتالمتحدة خلال عقد من الزمان. ويضغط الرئيس الامريكي باراك اوباما على نتنياهو لوقف البناء في المستوطنات، وكان البيت الابيض قد عبر عن اسفه الجمعة بشأن خطة البناء الجديدة وقال ان كثيرا من التصرفات الاسرائيلية تزيد من صعوبة تهيئة أجواء تسمح باجراء مفاوضات، غير ان مسئولا في واشنطن قال ان ادارة اوباما تعتقد انه لا يزال من الممكن التوصل لاتفاق بشان استئناف محادثات السلام الشاملة. وفي وقت لاحق من هذا الاسبوع يجري نتنياهو محادثات مع المبعوث الامريكي الخاص للشرق الاوسط جورج ميتشل وقد قاوم نتنياهو التجميد الكلي الذي تنص عليه خطة "خارطة الطريق" التي رعتها الولاياتالمتحدة في عام 2003 والتي تلزم الفلسطينيين ايضا بكبح جماح النشطاء. ويمكن ان يقود اتفاق بشأن المستوطنات لاجراء محادثات بين اوباما ونتنياهو وعباس الشهر الحالي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة. وفيما بدا انه تخفيف لموقفه قال عباس أمس السبت انه مستعد للقاء نتنياهو اذا ما دار نقاش بشأن رؤية واضحة تتعلق بالمستوطنات، وقال "ان كان هذا اللقاء من أجل اللقاء فهذا غير ممكن أما ان كان لقاء من أجل أن تكون رؤيا واضحة فيما يتعلق بالاستيطان وغير ذلك من قضايا فليس لدينا ما يمنع ذلك". ويقول محللون سياسيون ان عزم نتنياهو الموافقة على تصاريح بناء جديدة قبل بدء تجميد البناء جزء من خطة لتحقيق توازن تهدف الى تفادي حدوث ازمة داخل حكومته بسبب المستوطنات وفي نفس الوقت تهدئة حدة الخلاف مع اوباما.