شكلت التقارير الفنية الدولية الموجبة حول الاقتصاد المحلي القوة الدافعة للأسهم المصرية خلال الاسبوع الاخير من أغسطس/اب 2009 لتنجح في الثبات فوق مستوى 6700 نقطة مع استعادة الثقة وارتفاع شهية المخاطرة لدى المتعاملين في ظل أحجام تداولات جيدة، بالرغم من قصر مدة الجلسات خلال شهر رمضان الكريم الى 3 ساعات فقط. فقد أعلنت مؤسسة معلومات الاستثمارات الأجنبية المباشرة التابعة ل"الفاينانشال تايمز" الاحد مصر أول دول شمال افريقيا وثاني دولة إفريقية بعد جنوب إفريقيا من حيث مناخ جذب الاستثمار، كما عدلت مؤسسة موديز توقعاتها المستقبلية للتصنيف السيادي لمصر من سلبية إلى مستقرة وصعد مؤشر السوق الرئيسي "اجي اكس 30" - الذي يقيس أداء أنشط 30 شركة مقيدة- 5.6% مسجلا 6704.21 نقطة. وكسب مؤشر "اجي أكس 70" الذي يقيس أداء الأسهم المتوسطة والصغيرة – 2.5% مسجلا 763.95 وارتفع مؤشر "اجي اكس 100" - الذي يقيس أداء أنشط 100 سهم بالسوق- 3.5 % ليصل الى 1206.71نقطة..وهو ما انسحب على أداء مؤشر "داوجونزمصر20" - الذي يقيس أداء أكبر 20 شركة من حيث رأس المال السوقي ونسب التداول الحر- ليكسب 5.5 % مسجلاًً 1399.95 نقطة. وأشار وائل عنبة رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب لاحدى شركات السمسرة في تصريحات خاصة لموقع اخبار مصر www.egynews.net الى ان الصعود الذي ساد السوق خلال الاربع جلسات جاء على مستوى المؤشر الرئيسي فقط، حيث لم يمتد تأثيره الى أسهم الافراد، مدللا على ذلك بالفارق الكبير بين نسبة الصعود المحققة في المؤشرين. إنتعاش مستورد وتفصيلا، استهلت السوق تعاملاتها يومي الاحد والاثنين علي ارتفاع بدعم من المشتريات الأجنبية والمؤسسية لتنجح في تسجيل قمم جديدة هي الاعلى فى 10 آشهر. وهو ما ارجعه محلل اسواق المال محسن عادل في تصريحات خاصة لموقع أخبار مصر الى النشاط الذي شهدته الاسواق العالمية في نهاية تعاملات الاسبوع الثالث من اغسطس/ اب 2009 مدعومة ببيانات اقتصادية قوية مما انعكس إايجابا على الاسواق العربية والمصرية ايضاً بالاضافة الى الدعم الذي تلقته السوق من انباء مرتقبة تتعلق بنتائج الاعمال للشركات القيادية، خاصة مجموعة اورسكوم وهو ما دفع البعض للتفاؤل بوجود قوة دافعة كامنة بالبورصة قادرة على دفع المؤشرات الى الاتجاه الصاعد. شهادات الايداع ومع انتصاف الاسبوع، تصدت الشهادات الدولية المصرية المدرجة ببورصة لندن لموجة خفيفة من جني الارباح ظهرت بنهاية الجلسة. وقال محمود شعبان عضو مجلس إدارة البورصة المصرية ورئيس مجلس إدارة احدى شركات السمسرة ان أنباء ايجابية على الصعيدين المحلي والدولي عززت رغبة المستثمرين في خوض غمار التداولات، أولها توقعات جيدة لنتائج أعمال الاسهم الكبرى خاصة "اوراسكوم تليكوم" مما دفعها للصعود في بورصة لندن. وكذلك - يستكمل المصدر - توقعات كل من البنك المركزي الامريكي والأوروبي قرب انتهاء اسوأ ركود عالمي منذ 70 عاما ولكنهم حذروا من ان العودة الى النمو الطبيعي ستكون بطيئة وتستغرق وقتا طويلا. ومن الانباء الموجبة، تسجيل ارقام مبيعات المنازل الامريكية زيادة قوية مفاجئة وهو المجال الذي زج بالعالم الى الأزمة المالية. ولفت شعبان الى ان ارتفاع أسعار النفط الى أعلى مستوى في عشرة اشهر قرب 75 دولارا يحمل في طياته دلالة على ارتفاع الطلب على الخام وعودة عجلة الاقتصاد للدوران. سيولة اجنبية وخلال جلسة الاربعاء، استطاعت سيولة الاجانب ومشتريات العرب ان تدفع المؤشر الى الاقتراب من مستوى 6800 نقطة، فيما مثل الافراد البائع الصافي الوحيد. واشار وائل عنبة الى ان الاجانب مازالو يضخون سيولة بالسوق مدفوعين بتحسن التقارير الفنية عن الاقتصاد المصري. وتوقع ان يحدث جني ارباح وجوبي على خريطة الاتجاه الصاعد للسوق، بعد اقتراب السوق من مستوى 6800 نقطة. جني ارباح وبنهاية تداولات الاسبوع، شهدت السوق موجة جني ارباح - كما كان متوقعا- لتعرقل مسيرة صعود الأسهم المصرية التي دامت علي مدي اربع جلسات ، الا انها حافظت على مستوى 6700 نقط. ووصف محمود شعبان تراجع السوق بالصحي والطبيعي، موضحاً ان ما شهدته جلسة الخميس يعد امرا طبيعياً بعد ادراك نقاط لم تحقق من قبل في عام 2009 وأكد أن موجة جني الأرباح غير مقلقة، ودللا على ذلك بانخفاض أحجام التداولات اثناء تراجع السوق وهو امر اعتدنا عليه مؤخرا، وهو ما يعد دليلا على ضعف موجة جني الارباح وقصرها، وبلغت تداولات الخميس حوالي مليار جنيه 7200 وتوقع محمود شعبان رئيس مجلس إدارة احدى شركات السمسرة ان تدرك السوق مستوى 7200 نقطة على المدى القصير، موضحا أن الامر يرتبط أيضاً بشهادات الإيداع الدولية المصرية المدرجة ببورصة لندن، الى جانب الاسواق العالمية والتي تسجل هي الاخرى نقاط جديدة في عام 2009 ورجح ان تسجل الأسهم المصرية مستوى 7200 نقطة في الوقت الذي يصل فيه مؤشر "داو جونز 100" الى مستوى 10000 نقطة. وقال شعبان ان السوق ستسير ناحية 7200 نقطة باستهداف 7800 نقطة وان تخلل هدفها تراجعات تصحيحية خفيفة بعكس مثيلاتها خلال الفترة من اغسطس/ اب 2008 وحتي فبراير/ شباط 2009 .