فى الوقت الذي أكد فيه مجددا وزير الخارجية الإيراني "منوشهر متكي" إن الولاياتالمتحدة ليس بمقدورها شن حرب على إيران، طرح الرئيس الأمريكي "جورج بوش" إجراء محادثات مع طهران مثلما حدث مع كوريا الشمالية لحل المواجهة معها. ورغم تصريحات سابقة للرئيس الأمريكي بإن بلاده ملتزمة بالحل الدبلوماسي لقضية إيران النووية إلا ان الولاياتالمتحدة رفضت في اكثر من مناسبة استبعاد إمكانية القيام بعمل عسكري ضد إيران. وبالرغم من قناعة إيران بأن الولاياتالمتحدة ستجد شن هجوم عليها مكلفا الا انها تستعد لمواجهة مثل هذا الهجوم حال وقوعه. وفي هذا الصدد قال وزير الخارجية الايرانى منوشهر متقى إن بلاده حصلت على معلومات حول تفاصيل لهجمات مخططة. تأتي تصريحات المسؤول الإيراني بينما يشتد النشاط الدبلوماسي بشأن ايران ، حيث منحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ايران مهلة حتى نوفمبر المقبل للاجابة على اسئلة هامة حول برنامجها النووي ،على ان تمتثل ايران تماما لطلبات الوكالة ، والا ستواجه عقوبات اخري من جانب مجلس الامن الدولي. واكد متقي إن برنامج إيران النووي والذي تعتقد الولاياتالمتحدة أنه يهدف إلى تطوير أسلحة نووية موجه لأغراض سلمية تماما مشيرا إلى أن واشنطن دأبت على شن حرب نفسية كل ستة أشهر تتعلق بخيار الولاياتالمتحدة الذى تبقيه على المائدة لتوجيه ضربة عسكرية ضد مرافق إيران النووية. وفى تصريحات أدلى بها لدى زيارة قام بها لمقر الأممالمتحدة في نيويورك قال وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي ان ارتباطات الولاياتالمتحدة العسكرية الأخرى في العراق وأفغانستان تجعل من الصعب عليها شن هجوم على ايران ،موضحا ان الولاياتالمتحدة ليست في وضع يسمح لها بفرض حرب اخرى فى المنطقة ضد ارادة دافعي الضرائب لديها.. وفي مسعى منه لتبديد المخاوف حيال موقف إيران من الأوضاع العراقية، قال متقي إن ما قصدته طهران من أنها "مستعدة لملء الفراغ في العراق،" يعني أنها ستتعاون مع سائر دول المنطقة لتحقيق الاستقرار. كما حاول وزير الخارجية الايرانى تلطيف حدة المواقف التي أطلقها الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، من على منبر الأممالمتحدة، حول برنامج البلاد النووي، مشددا على رغبة طهران بإيجاد حل سلمي يكفل تبديد القلق الدولي وذلك بعد أن أعلن نجاد "غلق الملف". من جانبه، وصف الرئيس بوش وضع كوريا الشمالية بأنه دراسة حالة بالنسبة لايران، قائلا إن -المفاوضات من أجل المفاوضات -فقط كثيرا ما تبعث باشارات خاطئة أما -المفاوضات من أجل تحقيق نتائج- فهي الأجدى، ودعا إلى ضرورة مواصلة الضغوط الدولية على إيران بنفس الطريقة التي ضغطت بها القوى العالمية الكبرى على كوريا الشمالية للتخلي عن طموحاتها النووية. وجدد بوش الذي يسعى من أجل فرض مجموعة ثالثة من العقوبات بالأممالمتحدة على طهران التأكيد على نيته حل القضية الإيرانية من خلال الدبلوماسية رغم قناعته بأن التقدم لن يحدث بسهولة. كانت إيران قد تحدت قرارين من الأممالمتحدة يطالبانها بوقف أنشطة حساسة مثل تخصيب اليورانيوم، واتفقت طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أغسطس الماضي على توضيح نطاق برنامجها النووي تدريجيا ولكن القوى الغربية تشك في أنها خطوة للمماطلة من جانب طهران. جدير بالذكر ان الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي، سبق أن اتفقت على تأجيل البت في إصدار قرار جديد يفرض عقوبات مشددة على إيران بسبب نشاطها النووي حتى شهر نوفمبر، وذلك حتى ينتهي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي ومفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا من إعداد تقارير حول رد إيران على جهودهما في ملفها النووي. على جانب آخراعتبر رئيس وزراء فرنسا فرنسوا فيون أنه لا تزال هناك فرصة للحوار مع إيران بشأن برنامجها النووى وأنه لم يتم استنفاد كافة سبل الحوار معها.موضحا ان فرنسا تريد فرض عقوبات اقتصادية مشددة على إيران مع تكثيف المبادرات الدبلوماسية إزائها فى الوقت نفسه.ومشيرا إلى أن بلاده تعتبر أنه لم يتم بعد استنفاد كافة سبل الحوار مع إيران.وإنه لا يتعين التقليل من شأن تصميم القادة الإيرانيين على مواصلة البرنامج النووى ولكن لا يتعين فى الوقت نفسه اليأس من اللجوء إلى الدبلوماسية مشيرا إلى حالة كوريا الشمالية. وأضاف فيون أن الحكومة الفرنسية لا تدخر جهدا لتغليب منطق السلام والأمن فى الشرق الأوسط مؤكدا أهمية إقناع الدول الإقليمية الكبرى فى المنطقة مثل إيران بأن امتلاك السلاح النووى ليس مسألة وجاهة دولية وليس أيضا ضمانا للأمن. وكانت الخارجية الإيرانية قد استدعت القائم بالأعمال الفرنسى فى طهران على خلفية التصريحات التى أشار فيها وزير الخارجية الفرنسية بيرنار كوشنير إلى إمكانية شن حرب ضد إيران لحملها على وقف برنامجها النووى. ويرى المحللون أن التفكير المنطقي في المعطيات والحقائق على الأرض والتجربة الأميريكية في العراق تجعل من الصعب إمكانية شن الحرب على إيران الا ان التأمل في إسقاطات ممكنة للحرب على إيران بما في ذلك الردود الإيرانية المتاحة، يجعلنا نستدرك ان الحسابات قد تكون غيبية، وهي ليست حسابات عقلانية استراتيجية بالضرورة وخاصة فى ظل عالم يقوده القطب الواحد،عالم الامبراطورية الامريكية والتى تركت عليها احداث 11 سبتمبر بصمات غيرت شكل الخريطة الجغرافية . 4/10/2007