مبارك وجيتس يبحثان الموقف تجاه ايران عقد الرئيس حسنى مبارك جلسة مباحثات ثنائية بعد ظهر الثلاثاء مع الملك عبدالله الثانى عاهل الأردن بحثا خلالها سبل إحياء عملية السلام فى الشرق الأوسط والجهود التى تقوم بها مصر لتوحيد الصف الفلسطينى وإستضافة جولات الحوار الوطنى الفلسطينى. كما تناولت محادثات القمة بين مبارك والملك عبدالله سبل دعم علاقات التعاون بين البلدين. وقد إستكمل الزعيمان مباحثاتهما على غداء عمل حضره من الجانب المصرى أحمد أبوالغيط وزير الخارجية ، والوزير عمر سليمان ، ومن الجانب الأردنى ناصر اللوزى رئيس الديوان الملكى الاردنى وأيمن الصفدى مستشار الملك عبدالله الثانى ، وعلى ناصر جودة وزير الخارجية, واللواء محمد الرقاد وزير المخابرات العامة الأردنية, وهانى الملقى سفير الأردن بمصر, والدكتور جعفر حسان مدير العلاقات الدولية بالديوان الملكى الهاشمى. مبارك وجيتس يبحثان الموقف تجاه ايران وعلى الصعيد الدولي، بحث الرئيس حسنى مبارك الثلاثاء وروبرت جيتس وزير الدفاع الأمريكى المواقف الجديدةلواشنطن تجاه ايران ومحاولة إزالة التوتر بسبب برنامجها النووي. وأكد وزير الدفاع الأمريكى أن الولاياتالمتحدة تعتبر مصر واحدة من أهم شركائها مشيرا الى علاقات التعاون المستمرة فى المجال العسكرى بين البلدين وغيره من الأنشطة الأخرى، وقال ان أحد أمثلة هذا التعاون المناورات العسكرية المشتركة بين البلدين والمعروفة بإسم (النجم الساطع). وردا على سؤال حول النهج الأمريكى الجديد إزاء إيران قال روبرت جيتس إن الولاياتالمتحدة تسعى لوقف برنامج التسلح النووى الإيرانى، ووقف محاولاتها لزعزعة الإستقرار بدول المنطقة معربا عن إعتقاده بوجود مخاوف بين دول الشرق الأوسط تجاه السياسات الإيرانية. وأضاف جيتس أن النهج الأمريكى الجديد الذى يتمثل فى سياسة اليد الممدودة بالحوار تجاه إيران لا يتعارض مع العلاقة الأمنية والسيايسة القوية التى تربط الولاياتالمتحدة بكل من مصر والمملكة العربية السعودية وغيرهما من الأصدقاء القدامى فى المنطقة. وأضاف جيتس "لا يوجد حوار حتى الآن بين واشنطن وطهران وإن كانت هناك إتصالات بين الجانبينوليس حوارا مستمرا، لكنه توقع بدء هذا الحوار فى المستقبل القريب فى ضوء تبنى الولاياتالمتحدة سياسة "الباب المفتوح واليد الممدودة بالحوار". وردا على سؤال حول التغير فى سياسة الإدارة الأمريكيةالجديدة تجاه مصر عن الإدارة السابقة وربط زيادة التعاون العسكرى بالتطور فى مسألتى الديمقراطية وحقوق الإنسان، قال جيتس إن الإدارة الأمريكية فى عهد أوباما تهتم بدعم التقدم فى مسألتى الديمقراطية وحقوق الإنسان والتعاون فى مختلف المجالات مع الدول الصديقة، وإن المعونة العسكرية الأمريكية لمصر مستمرة بدون أية شروط "وهذا هو موقفنا الحالى". وكان مبارك قد استقبل جيتس بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة الثلاثاء ، وحضر المقابلة المشير حسين طنطاوى وزير الدفاع والإنتاج الحربى. زيارة جيتس للقاهرة جاءت في اطار جولة اقليمية مصغرة يقوم بها لبحث المواقف الامريكيةالجديدة تجاه ايران، فى اعقاب تصريحات الرئيس الامريكي باراك اوباما عن استعداده لفتح قنوات دبلوماسية مع ايران في محاولة لازالة التوتر بسبب برنامجها النووي. وقال أحمد أبوالغيط وزير الخارجية المصرى عقب القمة المصرية الأردنية إن الجانبين اتفقا على الخطوط العريضة فيما يتعلق بدفع جهود السلام والتحركات العربية فى هذا الصدد، وكيفية التناول العربى لهذا الموضوع مع الإدارة الأمريكية خاصة فى ضوء الزيارة المرتقبة للرئيس حسنى مبارك لواشنطن وكذلك زيارة كل من الرئيس الفلسطينى أبومازن ورئيس الوزراء الإسرائيلى للعاصمة الأمريكية. وقال أبوالغيط إن القمة استعرضت ايضا المواقف التى سيطرحها كافة الأطراف فيما يتعلق بعملية السلام. ومن جانبه قال وزير الخارجية الأردنى على ناصر جودة أن اجتماع القمة أكد أننا لسنا بحاجة إلى عملية مطولة للسلام أو مسيرة جديدة للسلام، وإنما مفاوضات جادة ومباشرة تهدف إلى تحقيق الحل العادل والشامل لكافة قضايا المنطقة والالتزام بحل الدولتين، وكذلك أن السلام فى الشرق الأوسط ليس فقط فى مصلحة الأطراف المعنية مباشرة وإنما لمصلحة الولاياتالمتحدة ولكل من يريد الاستقرار والسلام فى المنطقة. وأعرب الوزير الأردنى عن إعتقاده بأن أهم أوراق الضغط التى يمتلكها العرب تتمثل فى الإلتزام الأمريكى بحل الدولتين والحل الشامل لقضايا الشرق الأوسط كما أعرب عن إعتقاده بأننا سنرى خطة عمل للمضى قدما فى مفاوضات السلام. وردا على سؤال حول الموقف العربى الموحد إزاء عملية السلام قال أحمد أبوالغيط إن الملك عبدالله الثانى عرض على الرئيس الأمريكى أوباما الموقف العربى إزاء السلام الذى تم بلورته فى إجتماعه مع عدد من وزراء الخارجية العرب قبل توجهه لواشنطن وهذا الجهد يحمل تنسيقا عربيا والرسالة التى نقلها جلالة الملك عبدالله الثانى الى أوباما هى رسالة أردنية عربية والأسس التى تضمنتها تم الإتفاق عليها عربيا بشكل مسبق وفى مقدمتها المفهوم العربى لمبادرة السلام. وأضاف أبو الغيط إنه لا يتصور ان العرب سيتفاوضون لسنوات وسنوات مثلما حدث فى الماضي، معربا عن إعتقاده بأن الولاياتالمتحدة والرباعية الدولية وبقية المجتمع الدولى يعلمون أن الوضع الضاغط لهذه المنطقة من ناحية وهذا التوتر والصدام بين العالم العربى والإسلامى من ناحية والغرب من ناحية أخرى ليس بخاف على أحد. (أ ش أ)