وصف متحدث باسم وزارة الخارجية المصرية تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد أفيجدور ليبرمان بشأن عدم الاعتراف بعملية "أنا بوليس" بأنها "مؤسفة وتمثل أول انتكاسة لجهود السلام من قبل الحكومة الإسرائيلية الجديدة". وأوضح المتحدث في تصريحات الخميس أن القاهرة لم تفاجأ بمثل تلك التصريحات من قبل ليبرمان في أول يوم لاستلام عمله، في ضوء ما هو معروف من مواقفه ومواقف الائتلاف الإسرائيلي الحاكم إزاء الفلسطينيين ، وإزاء فرص إنهاء النزاع من خلال مفاوضات التسوية السياسية. وأستغرب المتحدث ما ورد على لسان الوزير الإسرائيلي من إشارة إلى حجم ودور مصر في المنطقة، قائلا " إنه يتحدث في بديهيات، ومصر لا تحتاج شهادة من أحد للاعتراف بمكانتها أو دورها خاصة من قبل من تهجم عليها في الماضي". وأعرب عن تطلع مصر إلى التعرف على مردود تلك التصريحات والمواقف الإسرائيلية الجديدة لدى دول الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، ليس فقط باعتبار أنهما من أصدقاء إسرائيل إنما أيضا لأن عليهما التزامات ومسئوليات كبرى في تحقيق السلام وإنهاء النزاع العربي الإسرائيلي. ونبه المتحدث إلى أن هذا الوضع الجديد يفرض على الفلسطينيين استعادة وحدة صفهم وتماسك موقفهم، لافتا في الوقت نفسه إلى ضرورة انتباه المجتمع الدولي لهذا التحول الظاهر في الموقف الإسرائيلي وعدم تقديم أي غطاء سياسي لحكومة لا تزمع المضي في طريق السلام كما هو واضح. وتنص مذكرة التفاهم التي صدرت عن مؤتمر انأبوليس الذي استضافه الرئيس الامريكي الاسبق بوش في نوفمبر/تشرين الثاني 2007، على وقف إراقة الدماء، وتعزيز لهدف الدولتين - اسرائيل وفلسطين - والعيش جنبا الى جنب في سلام وأمن. كما اتفق الجانبان على بدء مفاوضات ثنائية بهدف التوصل لاتفاق سلام يحل كل القضايا التي لم تحسم بعد بما في ذلك جميع القضايا الجوهرية دون استثناء وفق ما جرى تحديده في اتفاقات سابقة. اعتذار ليبرمان شرط التعامل معه في غضون ذلك، ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن مسئولا مصريا أعلن أن القاهرة ستقاطع ليبرمان ما لم يعتذر عن بياناته المهينة التي أصدرها بحق مصر. ونقلت الصحيفة الخميس في موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت عن المسئول المصري قوله، عندما سئل عن كيفية تعامل الحكومة المصرية مع ليبرمان، " لن نتعامل معه، لقد وجه إهانات لنا من قبل، ويجب عليه الآن أن يعتذر". وأضاف المسئول " أنه في حال عدم اعتذاره، فان الأمر سيظل كما هو، ولن يتم التعامل معه " . كان ليبرمان قد أغضب القاهرة في أكتوبر/تشرين الأول 2008 ، عندما انتقد الرئيس مبارك لعدم زيارته إسرائيل حتى الآن، باستثناء حضوره جنازة رئيس الوزراء الأسبق إسحق رابين في عام 1995. وقال ليبرمان أيضا إنه في حال اندلاع حرب مع مصر، فإن إسرائيل يجب عليها أن تضرب خزان أسوان على النيل. من جانبه، أكد دانى أيالون نائب وزير الخارجية الإسرائيلي والمنتمي لحزب "إسرائيل بيتنا" في تصريحات للصحيفة - " إن المصريين لم يطلبوا أى اعتذار ". وأشار أيالون إلى أنه تم إرساء أساس صلب للغاية لعلاقات عمل جيدة مع المصريين، وأضاف قائلا " نحن نحترمهم، مصر دولة رائدة في المنطقة خاصة في مجال قيادة العالم العربي وسنواصل التعاون معها وتعزيز العلاقات لمصلحة الاستقرار والتقدم نحو السلام والازدهار الاقتصادي" . كان ليبرمان زعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، قد حاول التودد إلى القاهرة الأربعاء، قائلا "سيسعدني أن أزور مصر وأن أستقبل (في إسرائيل) القادة المصريين ولا سيما وزير الخارجية" أحمد أبو الغيط. وأضاف ليبرمان خلال مراسم تسلم السلطة من الوزيرة السابقة تسيبي ليفني بوزارة الخارجية، "أرى في مصر شريكا مهما وعنصرا لنشر الاستقرار في المنطقة، ومصر هي بالتأكيد عنصر مهم ودولة مهمة في العالم العربي". (أ ش أ)