أجبرت ادارة باراك اوباما الاثنين رئيس جنرال موتورز على الاستقالة، ودفعت كرايسلر نحو الاندماج مهددة كلاهما بالافلاس، وذلك قبيل الاعلان عن خطتها لانقاذ القطاع من تبعات الازمة المالية العالمية. وأفاد بيان مقتضب صادر عن الشركة بان استقالة ريك واجونر تدخل حيز التنفيذ فورا، ويتولى فريتز هندرسون مدير جي ام مهام رئيس مجلس الادارة. وكان هندرسون البالغ من العمر 50 عاما قد عين مديرا للشركة عام 2008 بعدما كان نائبا للمدير. وبحسب مسؤول في البيت الابيض، فإن الادارة طلبت صراحة من واجونر مغادرة منصبه ووافق، ولم يكشف اسباب طلب الادارة استقالة واجونر، مكتفيا بالقول ان اعتبار هذه الاستقالة ثمنا طلبته الدولة لقاء تقديم مساعدة جديدة للشركة الاولى لصناعة السيارات امر "غير دقيق". وادى الكشف عن الاستقالة الى تراجع سهم مجموعة جنرال موتورز بنسبة 30% الى 2.68 دولار. ومن المنتظر أن يكشف اوباما الاثنين النقاب عن خطته لانقاذ شركات صناعة السيارات في الولاياتالمتحدة وفي طليعتها جنرال موتورز ومنافستها كرايسلر. ومن جهته، أعلن اوباما صراحة ان الحكومة ستطالب الشركتين بعمليات اعادة هيكلة اوسع قبل منحهما أي قرض حكومي، لافتا الى ان المجموعتين لم تبذلا جهودا كافية حتى الان بهذا الصدد مقارنة بالجهود الجدية التي بذلها صانعو السيارات في مدينة ديترويت شمال الولاياتالمتحدة التي تعتبر رمزا لصناعة السيارات الوطنية. يذكر، أن واجونر ظهر عند تعيينه على رأس المجموعة في يونيو/ حزيران 2000 بمثابة المنقذ، وهو ما تبدل ليصبح رمزا لادارة لم تنجح في تكييف انتاج المجموعة مع واقع عصرها ولا سيما حاجات الامريكيين الذين يطلبون بشكل متزايد سيارات أصغر حجما واقل استهلاكا للوقود. وليست الاقالة اول ازمة يواجهها واجونر البالغ من العمر 56 عاما منذ ترأسه لمجلس الادارة، حيث واجه حركة احتجاج داخل مجلس ادارته في اذار/مارس 2006 لم ينج منها الا بالتلويح بالاستقالة. وبعد ثلاث سنوات، حلت شركة تويوتا اليابانية محل جنرال موتورز في موقع الشركة الاولى في العالم لصناعة السيارات واخذت الخسائر تتراكم على المجموعة الامريكية لتصل الى 31 مليار دولار عام 2008، ما رفع مجموع الخسائر منذ 2005 الى 86 مليار دولار. وفي شباط/فبراير 2009، هبطت مبيعاتها في الولاياتالمتحدة بنسبة 52.9% بوتيرة سنوية، ما جعل هذا الشهر الاسوأ منذ 1962 من حيث المبيعات. واستتبع ذلك، تدخل الحكومة لانقاذ جنرال موتورز وكرايسلر من الافلاس في ديسمبر/ كانون الاول 2008 وبالرغم من ان جنرال موتورز تلقت منذ ذلك الحين قروضا من الدولة بقيمة 13.4 مليار دولار، الا ان هذه الاموال لم تكن كافية وتطلب المجموعة من الدولة قروضا اضافية بقيمة 16.6 مليار دولار حتى تتمكن من الخروج من المأزق. وتلك هي المرة الثانية التي ترغم فيها الحكومة الامريكية رئيسا تنفيذيا على الاستقالة مع تطبيق خطة انقاذ وذلك منذ تفجر الازمة المالية، بعد روبرت ويلومستاد رئيس (ايه.اي.جي) الذ ترك منصبه في سبتمبر/ ايلول مع تطبيق خطة انقاذ قدمت الحكومة بمقتضاها للشركة مبلغ 85 مليار دولار. وبمنطق مماثل، قال تيري بيجو رئيس مجلس ادارة بيجو ستروين في بيان ان الصعوبات غير العادية التي تواجه الصناعة تستلزم تغييرا في الادارة ولكن ستريف دافع عن نفسه قائلا ان سياسته هيأت المجموعة لتخطي العاصفة. (أ ف ب، رويترز)