أجرى الحوار : أسامه فاروق - ياسمين سنبل تصوير : محمد اللو التاريخ سوف يتذكر اسم "أمل سليمان عفيفى سليم" أول امرأة تعمل بوظيفة مأذون لحى ثان مدينة القنايات بمحافظة الشرقية فى تاريخ مصر والعالم الاسلام. وكانت محكمة الأسرة بالزقازيق قد قررت فى جلستها الاثنين 25/2/2008 تعيين أمل سليمان بوظيفة مأذون لحى ثان مدينة القنايات بمحافظة الشرقية. أمل حاصلة على ليسانس حقوق دفعة 1998 وعلى درجة الماجستير فى القانون 2005 وتبلغ من العمر 32 عاماً، تتميز بالهدوء والثقة فى النفس. كان لموقع أخبار مصر egynews.net هذا الحوار معها ومع شقيقها المهندس جمال سليمان. * فى البداية سألنا أمل ما الذى دفعك للتفكير فى هذه الوظيفة "مأذون"؟ ** والله الصدفة فانا لم انظرلهذا الموضوع على اننى اريد ان اعمل بشىء شاذ على المجتمع، اواننى اخترق مجال لم يخترقه احد من قبلى، ولكننى نظرت لها كوظيفة وبدات ابحث عن المؤهلات التى تتطلبها هذه الوظيفة فوجدت ان جميع شروطها متوفرة فى فعزمت وتوكلت على الله. * الم تعملى بوظيفة اخرى منذ تخرجك؟ ** لا درست فقط لانى كان عندى اطفال محتاجين لرعايتى، لكن زوجى وقف معى وشجعنى على عمل دراسات وكان دائما يقول لى ان الافضلية فى العمل للدرجة العلمية التى تعطى بريقا فى اى مجال. * ماذا كان رد فعل اسرتك تجاه عملك؟ ** كلهم سعداء بى، وان كان اخى فى البداية قلق بشأن شرعية هذه الوظيفة، ولكن عندما سمع اراء علماء الدين وتأكيدهم عدم وجود موانع لشغلى هذه الوظيفة اصبح يدافع عنى ويساعدنى فى الاجراءات. * ما هو رد فعل الناس فى قريتك؟ ** الناس سعيدة جداً وتزغرد فى الشوارع وهناك حجوزات كثيرة لعقد القران. * هل مارستى عملك كماذونة ام لا؟ ** لا فيجب ان يصدق وزير العدل على القرار اولا ثم يبعثوا لى الدفتر الى الشرقية وهذا اجراء روتينى. *ما ذا كان رد فعل زملائك؟ ** مأذون البلد التى اسكن بها كان اول المهنئين، بالرغم من الكلام الذى اثير حول قوله "ساقطع زراعى اذا عملت بهذا المجال" وباقى المأذين اعتقد انهم اصبحوا الان مرحبين. * هل ستفكرين فى ترك عملك اذا واجهتك صعوبات، او مضايقات؟ ** بالنسبة للمضايقات فانا ارى ان الشعب المصرى مازال عنده القيم الجميلة والمبادىء، ولم اجد اى تهكم من احد، اما عن الصعوبات فانا لم اهتم برأى الناس مثل ما اهتممت برأى الشرع الذى اعطانى حق العمل كماذونة، وانا دارسة للشريعة الاسلامية التى هى ركن من اركان دراستى فى كلية الحقوق، اما المجتمع فدورنا ان نوعيه طالما ان الامر لا يخالف الشريعة وهذا دور اى انسان يقتحم مجال جديد ان يوضح للناس والا يتركهم على جهلهم، فمثلا الناس كانت فى البداية رافضة للخلع وايضاً المرأة القاضية، ولكن مع توعية الناس بدا الامر يختلف. *هل ستعقدين قران ابنك؟ ** نعم، وسابدا باخى ليكون اول من اعقد قرانه ان شاء الله. * عند حدوث مشاكل بين زوجين هل ستصلحين بينهم ام ستتحيزين للزوجة؟ ** لا طبعا هذه طبيعة عملى، وانا لن اتحيز للمرأة لان المهم هو الاصلاح بين الزوجين. ثم توجهنا بالأسئلة الى المهندس جمال سليمان شقيق أمل * ما هو موقف الاسرة تجاه عمل السيدة امل كأول مأذونة فى مصر والوطن العربى؟ ** طبعا الوالد والوالدة كانوا مرحبين جداً، نظراً لان الاهل دائما يحبون الخير لاولادهم وكان زوجها صاحب بدء الشرارة فى هذا الموضوع، وفوجئت بهم فى احد الايام يزورونى (امل وزوجها) فى بيتى ويطلبون منى ان اذهب مع امل لانهاء بعض الاوراق الخاصة بها من محكمة الاسرة، فتساءلت ما هى تلك الاوراق فقال لى زوجها انها اوراق ترشيحها لوظيفة مأذون شرعى، فى بداية الامر لم استوعب ما يقال مع العلم انى قرأت كتاب اسمه "الوجيز لفقه السنة" والوجيز يعنى واجز الشرع والسنة لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام من وجهة نظر الاسلام، فقلت لزوجها احنا مش عايزين نضحك الناس علينا هل هذا الموضوع يجوز قانونا فرد زوجها وقال انه اتصل بعمه الذى يعمل كمستشار فى هيئة قضاء الدولة وقال ان القانون لا يمنع، وبالنسبة للشرع الاشياء التى كان يعارضها الناس فى الشارع المصرى كحيض المرأة ودخولها الجامع، تواجد المرأة فى مجالس الرجال والاختلاط بين المراة والرجل فرفضت فى بداية الامر لدرجة ان والدى حسب اننى امانع الخير لاختى، حتى جاء اللقاء الاول لنا فى برنامج تليفزيونى "البيت بيتك" وقال الشيخ محمود عاشور ان الاسلام لايمنع عمل المرأة الا فى حالتين "الولاية العامة" و"الولاية الخاصة" والاولى انها تعمل كرئيس جمهورية اوملكة، اما "الولاية الخاصة" كأن تزوج الام ابنتها فى وجود الاب بعدم رغبته لان البنت البكر لاتزوج الا بولى اى ابوها ان لم يجد فاخوها ان لم يجد فعمها، فطبعا الشيخ محمود عاشور افقه بالدين منى، وانا كنت اساعد امل فى البداية نظرا لانها اختى وهذا واجبى، ولكن منذ ذلك الحين وانا اسعى معها بكل مجهود. * هل هاجمها ام وقف بجوارها منافسوها فى موضوع عملها كمأذونة؟ ** طبعا كان فى ناس بتهاجمها ال11 مرشح ضدها وكان منهم من يبلغ من العمر 46 عاما واخر يبلغ من العمر حوالي خمسون عاما، وأنا فوجئت ان احد المرشحين ضدها طبعا معظمهم خريجي حقوق- يجهل بوظيفة المأذون وقال فى احد الاحاديث التليفزيونيه ان شهادتها بنصف شهادة الرجل وهو هنا يتحدث عن الشهادة وذلك يختلف عن طبيعة وظيفة المأذون وهى هنا تعمل على توثيق العقد سواء في بيت العروس او فى المسجد. * ماذا عن موضوع حيض المرأة؟ ** الناس بدأو يهاجموا موضوع حيض المراة ودخولها الجامع وكنت قد تحدثت الى احدى القنوات الفضائية التي حذفت رأيي وانا قمت بتنشيط معرفتي في موضوع فقه السنة ودافعت عن موضوع الحيض وقلت ان امي وامك واخواتنا يذهبن الى الحج فماذا يفعلون فى حالة الحيض واجاب علماء الدين بجواز حج المراة على الا تقوم بمناسك معينة ولكنهم لم يقولو لها ان تخرج من الحرم حتى ينتهى عنها الحيض. * وماذا عن وضع المأذون يده فوق يد العريس؟ ** وضع المأذون يده على يد العروس والعريس عند عقد القران هو بدعة وهذا الوضع مستحدث مثل البدع الاخرى كالموالد. * من أول من علم بقرار المحكمة وأبلغها بالحكم؟ ** انا كنت اول من علم بحكم المحكمة واول من بلغها بالحكم وذهبت اليها واحتضنتها فرحا بها * وماذا عن الزى المناسب لعمل المرأة كمأذونة؟ ** يجب على الناس الا يخلطوا بين عمل المرأة ولبسها لان المراة اذا كانت تعمل او لا تعمل لها زى شرعى يجب ان تلتزم به وزجها هو الذى يحاسب عليها، فالطبيبة مثلا تجرى عملية وهى وسط رجال كثيرين وتنزل من بيتها فى اى وقت، بينما امل ستعمل من بعد العصر الى بعد العشاء ووظيفتها معروفة وهتعمل وسط اهل البلد فى الشرقية الذين يعرفوها جيداً.