أعلن الرئيس الامريكي باراك أوباما السبت تأهبه لمعركة ضد جماعات ضغط ومصالح خاصة واسعة النفوذ تعمل على دحض مسعى لتوفير 3.55 تريليون دولار اضافية للموازنة لتنفيذ برنامجه لاصلاح الاقتصاد عبر تعديلات ضريبية. ويريد أوباما من مخططه توفير مليارات الدولارات من الانفاق الحالي عن طريق طرح مناقصات تنافسية بين شركات التأمين الصحي وانهاء الدعم والاعفاءات الضريبية المقدمة للبنوك والمشاريع الزراعية وشركات النفط فضلا عن زيادات ضريبية على الاثرياء. وأكد اوباما في خطابه الاذاعي الاسبوعي ان الخطوة لن ترضي المصالح الخاصة وجماعات الضغط التي استثمرت في الطريقة القديمة لاداء الاعمال، وشدد على استعداده للحرب لتنفيذ مخططه قائلا "أعلم أنهم يعدون العدة لمعركة ورسالتي اليهم هي وأنا كذلك." يذكر، أن الميزانية الجديدة لأعتى اقتصادات العالم تنطوي على عجز هائل قيمته 1.17 تريليون دولار ويعدل 12.3% من حجم الاقتصاد، ويعد الاكبر منذ الحرب العالمية الثانية. وفي رد على صريحات الرئيس، حذر الجمهوريون من أن أولويات الانفاق للحزب الديمقراطي تهدد بتدمير الحلم الامريكي الذي يفيد بأن العمل الجاد يستطيع بناء حياة أفضل لجيل بعد جيل من المواطنين. وهو ما ورد بيانه على لسان السناتور ريتشارد بور قائلا ان الرئيس قدم خلال الاسبوع الاخير من فبراير/ شباط 2009 للكونجرس أكبر زيادة منفردة في الانفاق الاتحادي في تاريخ الولاياتالمتحدة مما يدفع العجز في الموازنة الى مستويات كان من المتصور يوما أنها مستحيلة. ولفت الى أن ميزانية أوباما تلزم الحكومة بفوائد ديون قدرها مليار دولار يوميا على مدى السنوات العشر التالية لعام 2009. وفي شرح لتعديلات ميزانيته، قال الرئيس الامريكي الذي وصل الى سدة الحكم في 20 يناير/ كانون الثاني 2009 انها تتضمن ما وعد به خلال حملته الانتخابية من تخفيضات ضريبية لنسبة 95% من الامريكيين والغاء اعفاءات ضريبية لمن يزيد دخلهم على 250 ألف دولار سنويا وخفض تكاليف الرعاية الصحية واصلاح التعليم وتوسع في استخدام الطاقة النظيفة والمتجددة. وارجع تعديلات الموازنة الى ما تواجهه الولاياتالمتحدة من ركود عميق يتطب الغاء البرامج التي لا حاجة لها لافساح المجال للاستثمارات المهمة. ومن القطاعات العنيدة - يستكمل المصر- صناعة التأمين التي لا تريد الدخول في عملية تنافسية للمشاركة في برنامج الرعاية الصحية للمسنين وهو ما يعد ضروري لحماية البرنامج وخفض النفقات. وعن البنوك وكبرى شركات اقراض الطلاب، قال انهم لا يريدون فقدان الدعم الذي تحصل عليه من أموال دافعي الضرائب لكن ذلك الاجراء من شأنه توفير نحو 50 مليار دولار وجعل تكلفة التعليم الجامعي في متناول الكثيرين بدرجة أكبر. وهو ما ينسحب على شركات النفط والغاز حيث لا ترغب خسارة اعفاءات ضريبية قيمتها 30 مليار دولار الا ان ذلك ضروري لتمويل أبحاث الطاقة المتجددة. واردف أوباما قائلا ان النظام القديم صب في صالح أصحاب النفوذ والعلاقات الجيدة الذين حكموا واشنطن لفترة طويلة والان على الادارة العمل لخدمة الشعب الامريكي. (رويترز، أ ب)