هل يمكن ان يلعب الرئيس الامريكي باراك اوباما دورا في تضييق الهوة السياسية بين المحافظين والديمقراطيين؟ هذا هو الدور الذي ينتظره مع توقعات بقدوم مجموعة جديدة من المشرعين الجمهوريين الى واشنطن عقب انتخابات الكونجرس التي تجري الاسبوع المقبل (وفقا لما ذكرته وكالة رويترز). ويتوقع ان يخوض الجانبان معارك بشأن الميزانية والضرائب والعجز فيما يحاول أوباما ان يمنع الجمهوريين الذي يريديون تقييد دور حكومته من افساد نجاحاته السياسية مثل اصلاح الرعاية الصحية واللوائح المالية. ومن المحتمل ان يحاول الجمهوريون تعطيل اي تشريع شامل خاص بالطاقة ليرغموا اوباما على تقليص طموحاته الخاصة بخفض انبعاثات الكربون لمواجهة تغيرات المناخ. كما ان حزب الاقلية ليس في حالة مزاجية تسمح بتقديم تنازلات ضخمة للديمقراطيين فيما يتعلق بتعديل قوانين الهجرة. وتقرر الانتخابات التي تجري في الثاني من نوفمبر تشرين الثاني المقبل مدى قوة أوباما خلال العامين المقبلين فيما يناضل لدعم الاقتصاد وخفض نسبة البطالة التي تبلغ حاليا 9.6 في المئة واستعادة ثقة الامريكيين. وصرح أوباما لمجلة ناشيونال جورنال في مقابلة في الاسبوع الماضي بانه يتعين على الديمقراطيين ان يتحولوا "بحس متواضع مناسب بشأن ما يمكنا تحقيقه" وتعهد ببذل جهد أكبر لتحقيق توافق في الاراء. ومن المتوقع ان يفوز الجمهوريون في مجلس النواب وان يقلصوا الاغلبية التي يتمتع بها الديمقراطيون في مجلس الشيوخ مما يمنحهم وضعا قويا جديدا لتعزيز القضايا التي يتبناها المحافظون مثل خفض الانفاق وتقييد حركة اوباما. وقال الخبير الاستراتيجي المحافظ جون فيهري "اعتقد اننا سنشهد جمودا لفترة ثم ستكون هناك بعض التنازلات الصعبة. أول شيء سوف يحدث توقف مسار جدول أعمال أوباما." وتحدث أوباما عن امكانية التعاون بين الحزبين بشأن التعليم رغم انها ليست بالقضية المهمة في الكونجرس. كما سيحاول الضعط على الجمهوريين للتوصل لحل وسط بشأن خفض العجز البالغ 1.29 تريليون دولار. وتصدر لجنة من الحزبين تبحث مشكلة العجز توصيات في ديسمبر كانون الاول وربما يهم ما ستخلص اليه عدد كبير من الامريكيين اذ قد يؤدي لرفع الضرائب اوخفض الانفاق أو مزج مؤلم بين الاثنين.