الجمهورية:23/1/2009 انشغل الرئيس الأمريكي باراك أوباما منذ فوزه برئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية باختيار الكلب الذي يرافقه مع اسرته إلي البيت الأبيض وقال في أول مؤتمر صحفي له بعد فوزه التاريخي علي منافسه الجمهوري جون ماكين : "فيما يتعلق بالكلب فهذه مسألة مهمة. أعتقد أنه أثار اهتماما كبيرا علي موقعنا علي الانترنت أكثر من أي شيء آخر تقريبا"!! وقبيل تنصيب أوباما بأيام والذي تم يوم الثلاثاء الماضي وفي الوقت الذي انشغل فيه العالم كله بمحرقة غزة طمأن الرئيس الأمريكي شعبه المولع بالكلاب والحريص علي رعايتها وتدليلها أكثر من اكتراثه بإزهاق أرواح الأبرياء وقال لهم: "اقتربنا من اتخاذ القرار. وكان ذلك اصعب من اختيار وزير للتجارة" وذلك في إشارة الي انسحاب حاكم نيو مكسيكو "بيل ريتشارد سون" بعد ترشيحه لتولي المنصب. وما فعله أوباما ومن قبله سلفه الأرعن بوش ليس غريبا علي الثقافة الامريكية. فلم تهتم الغالبية العظمي من المتابعين لأخبار رئيسهم الجديد بما سيقدمه من حلول للأزمة الاقتصادية العالمية التي تسبب فيها أسوأ سلف. ولا بما سيفعله للخروج من مستنقع العراق الذي ورط فيه بوش الشعب الأمريكي والكثير من دول العالم. ولابمقترحاته لحل المشكلة الفلسطينية ولابرؤيته لشكل العلاقة المستقبلية مع ايران وروسيا. بل كانت معظم التساؤلات التي جاءت له عبر البريد الالكتروني من عامة الشعب الأمريكي ومن بعض الاعلاميين في المؤتمرات الصحفية واللقاءات التليفزيونية عن نوعية الكلب المحظوظ الذي سيقدمه هدية لابنتيه ويحظي بالرعاية والعناية الرئاسية ويعمل العشرات علي رعايته داخل البيت الأبيض!! حتي لانظلم أوباما أو يفهم البعض اننا نسخر منه أو ندين انشغاله باختيار كلبه في الوقت الذي يغمض فيه عينيه ويصم أذنيه عن محرقة غزة التي تعرض فيها شعب أعزل ومحاصر لأبشع صور العدوان والارهاب علي يد العصابة الصهيونية المدللة في تل أبيب.. نوضح أن ثقافة رعاية الكلاب في البيت الأبيض لم يبتكرها أوباما. بل بدأت منذ نشأت أمريكا.. فقد حرص الرئيس الأمريكي الأول "جورج واشنطن" في عام 1770 علي جلب الكلاب الي القصر الرئاسي الأمريكي وكان يلقب ب "أبوالكلاب" الي جانب "أبوالاتحاد". وانتقل عشق رؤساء الولاياتالمتحدة بالكلاب من جورج واشنطن الي معظم الرؤساء اللاحقين له حتي ان الرئيس الامريكي الثالث والثلاثين "هاري ترومان" الذي حكم الولاياتالمتحدة من 12 إبريل 1945 حتي 20 يناير 1953 وارتكب ابشع جريمة في التاريخ حيث أمر بالقاء القنبلتين الذريتين علي مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين خلال الحرب العالمية الثانية وتسبب في مقتل أكثر من مائتي الف "000.200" من المدنيين. هذا الرجل الذي تجرد من كل المشاعر الانسانية وتسبب في هذه المحرقة أبدي مشاعر فياضة تجاه الكلاب. ومما يؤثر عنه مقولته الشهيرة "إذا أردت صديقا في واشنطن فعليك أن تحصل علي كلب"!! وانتقل الولع بالكلاب واعدام البشر من "ترومان" الي الرئيس الاحمق المنتقل حديثا من البيت الابيض الي مزبلة التاريخ "جورج بوش الابن" . فقد أبدي بوش اهتماما كبيرا بالكلاب. وكان يظهر في معظم جولاته ورحلاته داخل الولاياتالمتحدةالامريكية وخارجها بصحبة كلبه "بارني" الذي قال عنه بوش انه "ابنه الذي لم ينجبه" ولو تحدث "بارني" لتبرأ من بوش وطلب إجراء فحص الحامض النووي D.N.A لكي يثبت براءته امام العالم من علاقة النسب التي ادعاها بوش ليشوه صورة هذا الكلب المنكوب!! *** ماعلينا .. فليهتم رؤساء أمريكا بالكلاب كما يحلولهم.. وعليهم أن يقتنوا مايشاءون من كلاب وحيوانات وحشرات أليفة أو مفترسة داخل البيت الأبيض وخارجه.. فهذا شأنهم "ولله في خلقه شئون". لكن ليس من الانسانية أن ينشغل رؤساء أمريكا بالكلاب ويدللونها أمام كاميرات التليفزيون وفي مكاتبهم وفي حديقة البيت الأبيض أمام شعوب العالم في الوقت الذي يرتكبون فيه أبشع الجرائم في حق البشرية. وليس من العدالة والانصاف ان يقضي بوش وقتا سعيدا مع كلبه في مزرعته أو حديقة البيت الأبيض أو علي طائرته. وقواته تقتل وتدمر وتخرب في أفغانستان والعراق وتحرم الملايين من البشر وخاصة العرب والمسلمين من العيش في أمان وسلام مثل بقية شعوب العالم. ليس من الذوق.. ولا من الكياسة.. ولا من الحكمة السياسية أن يتحدث أوباما عن كلبه بينما هو يشاهد كما يشاهد العالم كله أرواح الالاف من الاطفال والنساء والشيوخ والمرضي من المدنيين الابرياء تحصد في غزة. كلب البيت الأبيض ليس أهم ياسيادة الرئيس من أرواح أبناء غزة الذين تحصدهم آلة الحرب الأمريكية وتدمر بيوتهم. وتخرب أراضيهم الزراعية. كل ماتبقي من مقومات حياتهم الضرورية بالاسلحة المحرمة دوليا التي تحصل عليها العصابة القذرة من بلادك. إنسانية رؤساء أمريكا لاينبغي ان تقتصر علي تعاملهم مع الكلاب.. فالرعاية بالحيوانات وقتل البشر علي أيدي القوات الأمريكية والاسرائيلية وحشية وحيوانية ووصمة عار في جبين الولاياتالمتحدة ورؤسائها. كلاب أمريكا ليسوا أهم من الفلسطينيين والعراقيين والافغان. وكل اهل الارض الذين تمتد اليهم يد العدوان الامريكي والصهيوني. هذه انسانية زائفة.. وحضارة الكلاب ومصيرها الي حدائق أو غابات الحيوانات.