حذر الدكتور أحمد كمال أبوالمجد نائب رئيس المجلس القومى "المصري" لحقوق الانسان من تعاظم موجة التطرف بين أتباع الديانات والعقائد المختلفة .. مضيفا أن هذا التعاظم فى المد الدينى أخذ أشكالا وصيغا مختلفة أكثرها انتشارا هو موجة التطرف أوالغلو والتعصب. جاء ذلك خلال تصريحات أبوالمجد الثلاثاء حول أهم التحديات التى تواجه حماية وتعزيز حقوق الانسان فى السياق السياسى والثقافى والأمنى أمام المؤتمر الدولى الثالث للمجلس القومى لحقوق الانسان "الاعلان العالمى لحقوق الانسان بين الشعار والحقيقة" والذى بدأ أعماله بالقاهرة الاثنين. وأشار إلى أنه وخلال السنوات العشرين الماضية وبسبب عدد من مرتكبى حوادث العنف والارهاب ينتمون إلى العروبة والاسلام وقعت عملية مزدوجة من التعميم والتنميط ضد العرب والمسلمين وصارت هناك موجة عداء ضد الاسلام والمسلمين تهدد بزيادة التوتر وصعوبة حل المشاكل السياسية والاقتصادية بسبب هذا الاستقطاب الهدام. وأكد أبوالمجد - فى كلمته التى تركزت حول الأصولية وانعكاساتها على حركة حقوق الأنسان فى العالم - أن هذا التطرف والغلو والتعصب يمثل خطرا داهما على أمن المجتمعات ، موضحا أنه فى ظل الأزمات السياسية الاقليمية والداخلية فى الاقطار المختلفة انتشر العنف واتخذت المعارضة السياسية المستترة أشكالا من العنف زادت حدتها وتحولت فى أحيان كثيرة إلى ارهاب عشوائى بحيث صار يمثل خطرا عاما وداهما على الحق فى الحياة وسائر الحقوق المتفرغة عنه. وأشار الدكتور أحمد كمال أبوالمجد نائب رئيس المجلس القومى لحقوق الانسان إلى ضرورة مراجعة كتاب مهم ظهر منذ نحو سبع سنوات لأستاذ متخصص فى علم مقارنة الأديان بجامعة جورج تاون وهو جون أسبوزينو تحت عنوان "التهديد الاسلامى .. وهم أم حقيقة" , وقال "إنه كتاب مهم يدافع عن الإسلام كدين سمح". وأوضح نائب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان أن علاقة المسلمين بغير المسلمين تقوم على التعاون لتحقيق الأهداف المشتركة ومواجهة الأخطار المشتركة. وفى رده على استفسارات المشاركين فى المؤتمر .. أكد أبوالمجد أن المجلس القومى لحقوق الإنسان وفى تقاريره السنوية التى أصدرها منذ انشائه وحتى الأن أدان نظام الإعتقال بغير محاكمة , كما أدان محاكمة المدنيين أمام غير قاضيهم الطبيعى وهذه هى قناعة المجلس وموقفه الذى لم يتغير ، مطالبا بإعادة الكثير من التشريعات خاصة فيما يتعلق بقانون العقوبات والحبس الإحتياطى ومناهضة التعذيب. وحذر من موجة جديدة من التمييز العنصرى والحض على الكراهية وتشويه الأديان واقترح على المؤتمر أن يصدر اقتراحات وتوصيات تكون محل تركيزنا فى المؤتمر القادم لمناهضة العنصرية الذى سيعقد فى شهر أبريل القادم. وذكر بيان أصدرته منظمة (اليونسكو) أن المؤتمر الدولى الثالث للمجلس القومى لحقوق الانسان الذى تستضيفه مصر يهدف إلى تفعيل دور المؤسسات الوطنية لحقوق الانسان والمنظمات غير الحكومية فى الدول الافريقية والعربية وتعزيز وتبادل الخبرات بين هذه المؤسسات. كما يهدف المؤتمر إلى خلق مشاركة فاعلة للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان والمنظمات غير الحكومية فى عملية الإستعراض الدورى الشامل فى ضوء الخبرات المكتسبة من أول 16 دولة عضو فى مجلس حقوق الإنسان الدولى والتى استعرضت ملفاتها لحقوق الإنسان خلال عام 2008 وتحليل الدروس المستفادة وتعزيز أفضل الممارسات. وأضاف البيان أن المؤتمر يهدف أيضا إلى إقامة "منتدى للحوار عبر مؤتمرات القاهرة والحوار العربى الإفريقى بين المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان والمنظمات غير الحكومية والبرلمانات العربية والإفريقية فيما يختص بحقوق الإنسان والديمقراطية". وسيناقش المؤتمر فى جلساته الثلاثاء موضوعات الفقر وحقوق الإنسان .. ونحو إقامة المنتدى الدائم للحوار العربى الإفريقى حول الديمقراطية وحقوق الإنسان والمرأة وحقوق الانسان والبرلمانات الإفريقية ودورها فى تعزيز مسيرة ونشر ثقافة حقوق الإنسان. أ ش أ