امتدت سهام الازمة المالية العالمية لتلقي بظلالها على معرض المليونيرات الذي افتتح في موسكو الاسبوع الاخير من نوفمبر/ تشرين الثاني 2008 حتى ان شركات بيع اليخوت عرضت اثنين بسعر واحد ورغم ذلك لا تجد مشترين. وتبادل افراد مجتمع الصفوة في روسيا الذين اضيروا جراء الازمة تهنئة بعضهم البعض لمجرد ان واتتهم الشجاعة لحضور المعرض الذي يكون عادة عرضا مبهر للتباهي بالثراء. وهو ما عبر عنه كسينيا سوبتشاك مسؤول المراسم للضيوف في افتتاح المعرض، بقوله "نجتاز اوقاتا عصيبة يكتفنها الغموض" وتابع "الجميع ابطال لمجرد حضورهم الليلة ومحاولة التمتع بالترف". تستقبل الزائرين طائرة هليكوبتر وسيارتان رياضيتان فارهتان عند البوابة الى جانب الكثير من السلع الفاخرة المعروضة للبيع، ولكن يبدو ان نقطة الجذب الرئيسية كانت الحانة التي تتوسط المعرض حيث تقدم الشمبانيا بالمجان حتى قرب منتصف الليل. ومع قرب نفاد الشمبانيا ظهرت مشاحنات بين سيدات متشحات بالفراء للحصول على كأس اخيرة، مما دفع ارينا ايفانوفا المديرة في يخوت بريميوم الى وصف الوضع الراهن قائلة "انها اوقات بائسة". ويوجد في موسكو اكبر عدد من المليونيرات مقارنة باي مدينة اخرى اثر نمو اقتصادى دام عقدا من الزمن بفضل الاستهلاك المحلي المتنامي وارتفاع اسعار المواد الخام. وجائت الازمة لتقلص العديد من الثروات مما اضعف ثقة المستثمرين لتنخفض قيم الاسهم المحلية بما يزيد عن تريليون دولار ليضطر حتى اولج ديرباسكا الذي كان يصنف في فترة ما بانه اغني رجل في روسيا لطلب مساعدة مالية من الدولة. واقيم اول معرض للمليونيرات في امستردام في عام 2002 ونظمه ناشر هولندي، ثم انتقل المعرض منذ ذلك الحين لمدن اخرى جنت ثمار الثراء المتنامي. وفي افتتاح المعرض خلال 2008 تردد على ألسنة الجميع الحديث عن الازمة المالية الحالية التي يمكن ان تعرقل النمو وتقوض استقرار روسيا. وعزت الشخصيات الشهيرة المحلية التي شاركت في الافتتاح الحالة المزاجية السيئة لكثير من الضيوف الى حالة الاقتصاد، ولم تأت اي من الشخصيات الشهيرة من هوليوود لحضور المعرض. ويرى البعض في الازمة تحديا لاتتجاوزه سوى الروح الروسية بينما قال اخرون انه ما من سبب يدعو الاغنياء للقلق لان الازمة ستضر بالفقراء فقط. ومن جهتها قالت الباليرينا اناستازيا فولاتشكوفا عضو حزب روسياالمتحدة الحاكم، إن الازمة لن تمس هذه الطبقة من المجتمع. غير ان المطرب فيلي توكاريف الذي ارتدى حلة صفراء وحذاء بنفس اللون تبنى موقفا ذا بعد سياسي، حيث اجاب حين سيل عما اذا كان يستمتع بوقته في المعرض "ستعلمنا الازمة النظام وان نقدر كل ما تناسينا تقديره حين تنتهي ستضحي روسيا اقوى بلد في العالم وتحظى بتقاليد واخلاقيات ارفع". وفي صيف 2007 أجج الاثرياء الروس حمي اليخوت في موسكو لتجتذب العاصمة الروسية بعضا من اكبر الوكلاء الدوليين، وهو ما تقلص الآن. وهو ما وصفته ايفانوفا وهي تقف بجوار اليخت برينسيس البالغ طوله 18 مترا يحيط به حراس يرتدون زي النييجا "ولى كل ذلك الآن". وأضافت ان عميلا للشركة في بلدة سامارا الروسية باع قاربا قيمته 1.5 مليون يورو (1.94 مليون دولار) باقل من ثلث قيمته وتابعت "كان متعجلا لسداد دين". واضافت ان الطلب ضعيف لدرجة ان شركتها تبيع قاربين بسعر قارب واحد وقالت "حين تشتري قاربا طوله 18 مترا تحصل على اخر طوله عشرة امتار مجانا.. والمدهش أن احدا لم يستغل العرض حتى الان". وبالنظر لحال السيارات يتضح ان الروس لم يتخلوا عن وسائل الانتقال الفخمة في أعالي البحار فحسب، قالت المغنية انا سيداكوفا "لم ار سوى سيارة واحدة من طراز بنتلي في الخارج اعتقد انها خاصة بسوبتشاك يبدو ان الاخرين جميعا جاءوا بسيارات تويوتا". (رويترز)