في معرض لندن لليخوت في العام الماضي اطلقت شركة صناعة اليخوت سونسيكر اكبر يخت قامت بصناعته حتي الآن ويبلغ طوله 121 قدما "37 مترا" وثمنه 18 مليون دولار وقامت الشركة البريطانية حتي الآن بصنع 3 يخوت من هذا الطراز الفائض اثنان في مرحلة التشطيب في ترسانتها في بولي بانجلترا وواحد تم تسليمه لصاحبه ولديها طلبيات بصنع 8 يخوت أخري وتقول مجلة "تايم" الأمريكية ان هذا الاقبال علي شراء اليخوت ادهش روبرت بريثويت المدير العام للشركة ويقول الرجل انه لو تم بيع 5 أو 6 يخوت طوال عام 2008 لكان ذلك مصدر سعادة غامرة له اما في معرض العام الحالي فقد كشفت الشركة عن نموذجين جديدين ينتميان إلي نفس فئة اليخوت السوبر ولكنهما اقصر قليلا الأول طوله 89 قدما "27 مترا" وثمنه 4.8 مليون دولار والثاني طوله 112 قدما "34 مترا" وثمنه 14 مليون دولار. والطريف ان صناعة اليخوت العالمية تزدهر علي الرغم مما يمر به العالم من أزمات مالية واقتصادية فهناك أزمة أسواق الائتمان.. واضطراب البورصات وتخطي سعر برميل البترول حاجز ال110 دولارات ولكن هذا كله بالنسبة لصناعة اليخوت البالغ حجم مبيعاتها 25 مليار دولار سنويا مجرد اشياء تافهة أو عادية! وتقول الأرقام ان السنوات الخمس الأخيرة شهدت نمو مبيعات اليخوت بنسبة تتراوح بين 10 و15% سنويا ولم تبد هذه الصناعة أي ميل للهبوط والفضل في ذلك يرجع في المقام الأول الي تزايد عدد اثرياء البلدان النامية الذين يرغبون في شراء اليخوت وفي العام المالي الذي ينتهي بنهاية سبتمبر 2007 قفزت مبيعات شركة سونسيكر بنسبة 18.5% لتصبح 473 مليون دولار وتتمتع الشركات الأخري لصناعة اليخوت بنفس العوائد المرتفعة فشركة فيريتي الايطالية علي سبيل المثال قفزت قيمة انتاجها في العام الماضي بنسبة 21% لتصبح 1.37 مليار دولار. والملاحظ ان ازدهار المبيعات لا يشمل كل طرازات اليخوت فمبيعات اليخوت الاصغر حجما تتناوشها التقلبات وعلي سبيل المثال فإن الطلب علي يخت شركة سونسيكر من طراز سوبر هوك 43 الذي يبلغ طوله 44 قدما "13 مترا" وثمنه 550 ألف دولار يمر بحالة تراجع وهنا يقول ادوارد سلاك رئيس تحرير انترناشيونال بوت آند استري ان ازدهار مبيعات اليخوت السوبر يدفع الصناعة كلها الي الازدهار. وهنا تفيد الأرقام مرة اخري ان شركة سونسيكر قامت في العام الماضي ببناء 318 يختا ولكن مديرها العام بريثويت لا يتوقع زيادة هذا العدد كثيرا في السنوات القادمة ويقول الرجل انه مع ذلك سيحافظ علي تزايد الايرادات بالتركيز علي صنع اليخوت الاكبر فالنمو السريع في آسيا والشرق الأوسط وشرق اوروبا وخاصة روسيا وغيرها من الاسواق الناشئة سيعوض ما يحدث من تراخ للطلب في الولاياتالمتحدة وغرب اوروبا ومن جانبه يقول فينشنزو كاناتيلي الرئيس التنفيذي لشركة فيريتي ان تزايد الطلب من جانب الاثرياء يدعم المبيعات فهؤلاء الاثرياء لا يعنيهم تزايد تكاليف الوقود بل إن كثيرا من زبائن فيريتي اناس يربحون من ارتفاع أسعار البترول. وتقول مجلة "تايم" ان هناك 85 ألف شخص في العالم تصل السيولة التي يملكها كل واحد منهم الي25 مليون دولار أو اكثر وأعداد هؤلاء الاشخاص تتزايد ويقول بريثويت ان زبائن شركته في دبي سيأخذون كل ما يمكن ان تعطيه لهم ومنذ 4 سنوات فقط لم يكن لشركة فيريتي سوق في روسيا في حين بلغت مبيعاتها في روسيا في العام الماضي 147 مليون دولار ويتصدر الاثرياء الروس قائمة مليارديرات العالم الذين صنعوا ثرواتهم من سوقهم الداخلي وعلي سبيل المثال فالملياردير الروسي رومان ابراموفيتش يملك 3 يخوت احدها يخت طوله 377 قدما "115 مترا" ولديه يخت رابع تحت الإنشاء في المانيا طوله 509 أقدام "155 مترا" سيكون عند اكتماله اكبر يخت يملكه فرد في العالم وفي حين يطلق علي الأول اسم Pelorus Eclipse. وباختصار فإن عدد الاثرياء السوبر في العالم يفوق ما هو معروض من يخوت سوبر ولذلك نجد ان المعروض اقل كثيرا من المطلوب أو المحتمل طلبه ومن هنا تتوسع صناعة اليخوت حسب تحركات الطلب.. وهذا ما يؤكده جويل بلاسكو الرئيس التنفيذي لمجموعة كولينز ستيوارت المصرفية التي ترعي معرض لندن لليخوت وهذا دون شك يحمي صناعة اليخوت من أية تقلبات اقتصادية عالمية ويبقي ان تقول ان صناعة اليخوت تتركز اساسا في غرب اوروبا والولاياتالمتحدة وانها صناعة كثيفة العمالة ولكن أجور عمالها عالية ورغم اللجوء الي تقينات لزيادة المتانة وسرعة الانتاج فلايزال العامل الماهر هو الأساس كذلك تتميز صناعة اليخوت بأنها تصنع كل يخت حسب طلب الزبون وما يمليه عليها من مواصفات.