قررت وزارة التربية والتعليم إيقاف 85 مدرسا، والتحقيق معهم بسبب ممارستهم العنف ضد تلاميذهم بعد أن قدم أولياء الأمور أكثر من 500 شكوى إلى خط نجدة الطفل. من جهتها، أكدت السفيرة مشيرة خطاب أمين عام المجلس القومي للأمومة والطفولة- خلال ندوة بعنوان "ضرب الأطفال في المدارس" عقدت الخميس بوزارة الصحة والسكان- أن العقاب البدني للأطفال سواء أكان داخل الأسرة أم في المدرسة يمثل قضية خطيرة، وجريمة في حق الطفل، حيث إنه يدمر كرامته. وأضافت أن الدراسات أثبتت أن العنف يدمر نفسية الطفل حتى إذا لم يؤد إلى حدوث عاهة، ولا يوجد مبرر لذلك. وذكرت السفيرة أن المشكلة في العقاب البدني تكمن في ثقافتنا الوطنية التي تؤمن بضرب الأطفال، وتعتبره وسيلة لتقويم السلوك "فنحن كمجتمع أصبح العنف يغزو تصرفتنا وتعاملاتنا، والطفل له حقوق طبقا لقانون الطفل مادة 12 لعام 1969، وأول حق من حقوق الطفل هو حمايته من المعاملة القاسية واحترام كرامته". وأوضحت أن الدولة يقع عليها التزام قانوني لحماية الطفل من العنف، خاصة في المدارس، ويجب علينا أن نتوقف عن تبرير العقاب البدني على الأطفال سواء أكان داخل المدرسة أم الأسرة وهي من أكثر المناطق حساسية لجهل الأم.. مشيرة أن المدرسة كمؤسسة تربوية دورها هو تشكيل عقل ووجدان الطفل ليكون إنسانا صالحا في المجتمع؛ وبالتالي لا يوجد عذر لتعرض الأطفال إلى الضرب أو المعاملة المهينة داخل المدرسة؛ فهو يحول الطفل إلى شخص عدواني. وأثنت على قرار وزير التربية والتعليم الذى قرر إلغاء الضرب في المدارس، وقام بإيقاف 85 مدرسا والتحقيق معهم لممارستهم العنف ضد تلاميذهم، وطالبت أن يتحول القرار الإداري للوزير إلى قانون له قوة التنفيذ. كما طالبت الوزارة بنشر اسم المدرس الذى يمارس العنف مع التلاميذ هو ومدرسته، واتخاذ الإجراءات الصارمة معه ليكون عبرة للجميع. كما وجهت الشكر لوسائل الإعلام التى تصدت لهذة القضية لمساهمتهم الفعالة في القضية، وطالبتهم بالاستمرار في الضغط لرفع هذا الظلم عن كاهل الطفل، وللحد من انتشار ظاهرة ضرب التلاميذ. ضرب الأطفال ليس ظاهرة بينما أكد الدكتور أمين أبو بكر وكيل وزرارة التربية والتعليم- للتعليم الأساسي- في كلمته على "حق الطفل" في أن يحيا حياة آمنة كريمة، وأن يحتفي به في الأسرة، والمدرسة، وكل المجتمع، وقال لموقع أخبار التليفزيون www.egynews.net في تصريح خاص إن ضرب الأطفال في المدارس ليست ظاهرة، بل هو حدث يمكن أن يحدث في أى مكان في المجتمع، وإن الوزارة اتخذت إجراءات صارمة ضد المدرسين الذين تثبت عليهم واقعة الضرب وإحالتهم للشئون القانونية، وللنيابة إذا حدث لهم إصابات أو أحداث عاهة. وقال إن قضية " العقاب البدني" مرفوضة تماما في أي موقع من المجتمع، وبالنسبة للوزارة ليست حالة الطفل "إسلام" هي الحالة الوحيدة التي حركت الوزارة، بل قامت الوزارة بالرد على جميع الشكاوى التي وصلت من المجلس القومي للأمومة والطفولة؛ فعام 2006 وصلت 260، وعام 2007 وصلت 370، وعام 2008 وصلت 375، وتم الرد عليهم كاملة، وتم عقاب 85 مدرس، كما أشارت الدكتورة مشيرة خطاب في كلمتها. وأضاف أن الأمر أيضا يستلزم تغير ثقافة المجتمع بأكملة، فالمدرس الذي يأتي إلى المدرسة هو من هذا المجتمع الذي يؤمن بالضرب كوسيلة للعقاب. وهناك تدريب مستمر للمعلمين، وخاصة فيما يتعلق بأساليب التعلم، ونظام التقويم التربوي الشامل الذي يجعل التلميذ إيجابي، ونشط، ويكسر الحاجر بينة وبين المعلم. ونوه الدكتور مصطفى شاهين أستاذ الأمراض النفسية إلى خطورة الآثار النفسية لضرب الأطفال، وقال إن التأثير السلبي لذلك له شقين.. أولا: على الطالب الذي يفقد ثقتة في نفسه وفي المدرس ذاته والمدرسة، وبالتالي فنحن ندمر جزءا كبيرا من شخصية الطفل، وقدراته على التحصيل وينشأ هذا الطفل بشخصية غير سوية، وتكون هذة هى البداية وصولا إلى انحرفات أخرى كثيرة. والتأثير الثاني على المدرس القدوة؛ والمدرس هنا ظاهرة معدية وليست فردية، فالمدرس يتصور أن قدرته على السيطرة على الطالب هي سيطرته على الفصل، ويشعر بنوع من أنواع التضخم، وتصبح علاقتة بالطالب غير سوية، وخاصة مع انتشار الدروس الخصوصية وتسريب الامتحانات؛ مما يجعل المدرس ظاهرة سلبية في مجتمع نامٍ، فالمدرس هو قدوة في منتهى الخطورة للأجيال ليس للجيل الواحد؛ لذا فهو يصبح ضد المجتمع. الدين يرفض الضرب وعبر فضلية الشيخ محمد وسام أمين عام دار الإفتاء المصرية عن رأى الدين الإسلامي في قضية ضرب الأطفال، وقال إننا نربى جيلا لكي يصبح قادة المستقبل؛ ولذلك يجب علينا نسلك السبل النافعة التي تنجح العملية التعليمة التي تقوم على التفاهم والحوار؛ فالعملية التعليمة تقوم على نقل الخبرة والمعلومات والمناهج الدراسية من المدرس إلى الطفل، ويجب أن يتم ذلك في جو من التفاهم، ولابد أن يكون حسب قواعد التربية الصحيحة خالية من الأذى والبغض والكراهية. ويجب أن لا يُنسب إلى الدين من سوء فهمنا لبعض الأحاديث أنه يقر الضرب أو العقاب البدني، وهذا ما أريد أن أنبه إليه. فالضرب الذي ورد في الحديث هو أقرب إلى العتاب أو إظهاره، ولذلك لابد ألا يكون مبرحا، والفقهاء نصوا أنه لايجوز الضرب بالعصا، ولا يجوز أن يكون مبرحا أو في أي أماكن حساسة من الجسم، أو الأماكن التي تحدث مهانة لدى الطفل، ولا يقصد الإسلام بالضرب أي شيء مما حدث.