تقارير: أمريكا واوروبا تنزلق الى الكساد أعلن قادة الاتحاد الاوروبي وآسيا السبت توحيد جهودهم لتعزيز الثقة بين المستثمرين القلقين من انزلاق العالم الى ركود عميق ومدمر بدأت تداعياته في الظهور على اقتصادات كبرى. وعبرت عن التعاون كلمة رئيس الوزراء الصيني وين جياباو في ختام القمة التي استمرت يومين بحضور 43 زعيما اسيويا وأوروبيا في بكين قائلا "نحن بحاجة لتعزيز التعاون بين جميع الدول لانه بالتعاون فقط سيكون بوسعنا ايجاد قوة للتغلب على الصعاب". وأضاف وين ان الدول بحاجة الى ان توازن بشكل صحيح بين الابتكار المالي والتنظيم وبين الادخار والاستهلاك لحماية نمو الاقتصاد الحقيقي من الازمة، اكد أن هدف بلاده الاساسي هو تحفيز الطلب المحلي للحفاظ على معدل نمو سريع ومطرد. وألمح وين الى أن الصين تساند دعوة فرنسا الرامية الى تشديد القواعد المالية العالمية خلال قمة طارئة يستضيفها الرئيس الامريكي جورج بوش في نوفمبر/ تشرين الثاني 2008 في واشنطن. ومن جهته، توقع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي تتولى بلاده الرئاسة الحالية للاتحاد الاوروبي ان تسفر محادثات واشنطن عن قرارات ملموسة فينبغي أن تعالج الاسباب الكامنة للازمة لا تأثيراتها فحسب. وأبلغ المؤتمر الصحفي أن القمة خرجت بضرورة تحويل لقاء واشنطن الى منتدى منتدى لاتخاذ قرار، فمن المستحيل الحديث عن الضرائب والازمة المالية دون الحديث عن العملات وطريقة تفاعلها. وبحسب مسؤول بالرئاسة الفرنسية عبر ساركوزي للرئيس الصيني هو جين تاو عن قلقه من أن تكون الولاياتالمتحدة القلقة من تشديد اللوائح التنظيمية قانعة اذا أسفرت القمة عن "مباديء وعموميات". وأجبرت أسوأ أزمة مالية في 80 عاما الدول على العمل معا من أجل ايجاد سبل لمساعدة نظام مالي يصيبه بالشلل عزوف البنوك عن الاقراض فيما بينها. لكن مع تنامي الدلائل على ركود اقتصادي في أوروبا بالفعل تساور المستثمرين مخاوف من أن التعاون في دعم النظم المصرفية قد يكون مهددا مع تحول انتباه الحكومات الى انعاش الطلب المحلي. ويأتي الاجتماع وسط اجواء قاتمة، حيث قال رئيس وزراء الصين وين جياباو إن الاجراءات التي اتخذتها الحكومات حول العالم لمواجهة الازمة لم تكن كافية، من جانبه أكد وزير المالية الالماني بير شتاينبروك ان الازمة مازالت بعيدة عن الانتهاء وليس من الصواب اعلان ان كل شىء على ما يرام. وفي سياق متصل، حذر بان كي مون الامين العام للامم المتحدة من ان الازمة المالية العالمية تعرض للخطر كل شيء فعلته الاممالمتحدة لمساعدة الفقراء والجوعى على مستوى العالم. واثارت الازمة المالية احساسا بالحاجة الملحة للتحرك من القمة اسيا واوروبا الدورية التي تضم 27 عضوا بالاتحاد الاوروبي و16 دولة اسيوية وتعقد كل عامين واعتاد ان يكون مناسبة للكلام الخالي من الفعل. وتعهد الزعماء في جلستهم السابقة الجمعة بالتعاون في معالجة الاضطراب باتخاذ ما وصفه بيان بأنه "اجراءات حاسمة وحازمة وفعالة بأسلوب مسؤول وفي الوقت المناسب". وتهدف اوروبا من اجتماع بكين الى حشد الدعم الاسيوي لتشكيل جبهة موحدة في قمة بشأن الازمة المالية سيستضيفها الرئيس الامريكي جورج بوش في واشنطن منتصف شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2008. ومن السمات اللافتة لبيان الجمعة الدعوة لدور رئيسي لصندوق النقد الدولي من اجل تحقيق الاستقرار في النظام المالي العالمي. ويحظى الصندوق في اوروبا بتقدير اكبر منه في اغلب اسيا حيث ما تزال الذكريات حية عن تدخله غير البارع اثناء الازمة المالية في المنطقة في 1997- 1998. وتختتم قمة اسيا واوروبا بعد ظهر السبت بعد جلسات مخصصة للتغير المناخي والتنمية المتواصلة. أمريكا تعلن افلاس المصرف ال16 وعلى صعيد حالة الاسواق، يأتي الاجتماع بينما تعلن السلطات الامريكية اغلاق مصرف "الفا بنك" ليصبح المؤسسة المصرفية ال16 في امريكا التي تعلن افلاسها منذ مطلع 2008. واغلق المصرف الذي يتخذ من جورجيا مقرا له الجمعة، ومن المقرر ان تنتقل ودائعه التي تقدر بنحو 354 مليون دولار الى بنك "ستيرنز بنك" لتغطيه اعماله، وفقا لبيان لسلطة تنظيم المصارف. وفي أسواق المال، تراجع بورصة وول ستريت نحو ادنى مستوى في 5 أعوام ونصف العام، بينما خسرت الاسهم في اليابان 9.6% من قيمتها، وفقدت الاوروبية 5.4%، بجانب خسائر أسواق المال في العالم العربي. تقارير: أمريكا واوروبا تنزلق الى الكساد وعلى صعيد حالة الاقتصادات الكبرى، اشارت تقارير الى ان الاقتصادات الكبرى انزلقت فعليا الى حالة الكساد، فتراجع نمو الاقتصاد الأمريكي لأدنى مستوى في 33 عاما، بينما يعاني الاوروبي انكماشا اقتصاديا ملحوظا. ففي الولاياتالمتحدة، نشر معهد أبحاث الدورة الاقتصادية مؤشرا لاتجاه النمو الاقتصادي في اعتى اقتصادات العالم يفيد بتراجع معدله السنوي لأدنى مستوياته في 7 سنوات، كما ان معدل النمو السنوي بلغ أدنى مستوى في 33 عاما. وأضاف ان المؤشر الاسبوعي للنمو تراجع الى 114.0 نقطة على مدى الاسبوع المنتهي في 17 أكتوبر/ تشرين الاول 2008 من 117.0 ، وهو أقل مستوى للمؤشر منذ 26 أكتوبر 2001. وتراجع معدل النمو السنوي للمؤشر من سالب 17.1% الى سالب 19.3% وهو أدنى مستوى له منذ 10 يناير/ كانون الثاني 1975 عندما بلغ سالب 19.4%. وفي قراءة لتراجع المؤشر، قال لاكشمان أتشوثان العضو المنتدب للمعهد إن التراجع الحاد في نمو المؤشر الاسبوعي الرئيسي الى ما يبعد نصف نقطة عن أدنى مستوياته على الاطلاق يبرز سرعة التدهور في التوقعات الاقتصادية. وعزا تراجع المؤشر الى تحركات غير مواتية في كل المكونات عدا المعروض النقدي. وبالنسبة لاقتصاد اليورو، أظهرت بيانات ان اقتصاد اليورو وبريطانيا سجل في اكتوبر/ تشرين الاول 2008 أكبر معدل للانكماش الاقتصادي منذ بدء العمل بالوحدة النقدية، وجاء انكماش الاقتصاد البريطاني بنسبة أكبر من المتوقع بكثير مما دفع المحللين لاعلان حالة "كساد". وعززت البيانات مواقف المحللين المقتنعين بأن البنك المركزي الاوروبي وبنك انجلترا بصدد تخفيض اسعار الفائدة بدرجة كبيرة في اجتماعاتهما في نوفمبر/ تشرين الثاني 2008. يذكر، أن اسعار اليورو والجنيه الاسترليني تهاوت الى ادنى مستوياتها في سنوات أمام الدولار الصاعد بعد صدور التقارير. وبشكل عام انكمش نشاط القطاع الخاص بالمنطقة بأسرع معدل في 10 سنوات على الأقل قاده انكماش حاد في الصناعة التحويلية، وانكمشت انشطة الخدمات بأسرع معدل منذ هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 على الولاياتالمتحدة. وفي بريطانيا، أظهرت بيانات رسمية انكماش الاقتصاد بنسبة 0.5% في الربع الثالث من 2008 في اول انكماش منذ 16 عاما مما عزز المخاوف ليس فقط من الدخول في كساد بل في كساد مؤلم وطويل. (وكالات)