طالب رئيسا وزراء روسيا فلاديمير بوتين، والصين وين جياباو، دول العالم بضرورة إجراء إصلاح جذري لأنظمتها المالية، وذلك خلال كلمتيهما الافتتاحيتين في منتدي دافوس الاقتصادي التاسع والثلاثين. فقد حذر بوتين حكومات البلدان الأخري من مغبة الإقدام علي خطوات خاطئة من شأنها مفاقمة الأزمة المالية والاقتصادية العالمية الحالية. وقال بوتين إنه لا يجوز للدولة، مثلا، أن تتدخل بصورة مفرطة في الشئون الاقتصادية، وتفرض الحماية الزائدة علي الحد علي الاقتصاد الوطني في ظل الأزمة، داعيا كذلك إلي عدم اللجوء إلي المزيد من الاقتراض. وشبه بوتين الأزمة المالية والاقتصادية العالمية الحالية ب"الإعصار الشديد"، موضحا أنها (الأزمة) وقعت عندما وصلت "السفينة العالمية إلي ملتقي الأعاصير الرهيبة"، مشيرا في الوقت ذاته إلي أن "الشركاء الأمريكيين" هم الذين أوصلوا العالم إلي ملتقي الأعاصير هذا. ودعا بوتين "كل الشركاء في أوروبا وآسيا وأمريكا، بما في ذلك الإدارة الأمريكية الحالية، إلي إيلاء المزيد من الاهتمام إلي الأزمة، وبالتالي المزيد من التعاون البناء للتعامل معها". ورأي بوتين أنه حتي يتجاوز العالم هذه الأزمة فلابد أن يتحول العالم من النظام الاقتصادي الأحادي القطبية إلي نظام يستند إلي عدة مراكز كبيرة، مطالبا بضرورة أن يتحرر من "أموال وهمية وتقارير مالية مختلفة". وأكد بوتين أن الأزمة المالية العالمية ضربت روسيا أيضا، وألقت المزيد من الضوء علي اعتماد اقتصادها، وبشكل كبير، علي الصناعات الاستخراجية وخاصة القطاع النفطي، مشيرا في نفس الوقت إلي ضعف السوق المالي الروسي. غير أنه أوضح أن روسيا قامت ببناء احتياطيات مالية كبيرة، وأنها تعمل علي زيادة ما يمكنها من اجتياز الأزمة. ولفت بوتين أنظار المستمعين إلي مشاكل قد يواجهها العالم في مرحلة ما بعد الأزمة، موضحا أن الاقتصاد العالمي قد يواجه نقصا في موارد الطاقة عندما يخرج من الأزمة الحالية، وفقاً لوكالة نوفوستي الروسية للأنباء. ومن جانبه، أكد رئيس الحكومة الصينية ون جياباو، أن الثقة والتعاون والمسئولية أساس للتغلب علي الأزمة المالية العالمية الحالية. وقال جياباو إن الأزمة المالية العالمية تعد تحديا أمام العالم بأسره، وان المهمة الملحة للمجتمع الدولي هي "اتخاذ مزيد من الإجراءات لاستعادة الثقة في السوق في أقرب وقت ممكن". وقال: "ينبغي علينا ألا نتخذ خطوات قوية وفعالة للتغلب علي الصعاب الحالية فحسب، بل علينا أيضا الدفع من أجل إقامة نظام اقتصادي عالمي جديد عادل ومنصف وسليم ومستقر. وأضاف أنه من أجل هذه الغاية، يجب تعزيز التعاون الاقتصادي الدولي والنظام التجاري السليم متعدد الأطراف، وإصلاح النظام المالي العالمي. وطالب بضرورة تعزيز التعاون الدولي في الرقابة والتنظيم المالي للوقاية من تزايد وانتشار المخاطر المالية -حسبما أفادت وكالة الأنباء الصينية شينخوا.