وقع وزيرا الخارجية السوري وليد المعلم واللبناني فوزي صلوخ في دمشق على بيان مشترك يعلن بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين اعتبارا من اليوم وذلك للمرة الأولى منذ استقلال البلدين. وأكد البيان "الذي تم توقيعه بمقر وزارة الخارجية السورية حرص الجانبين على توطيد وتعزيز العلاقات بينهما على أساس الاحترام المتبادل لسيادة واستقلال كل منهما". كما أشار البيان أن استكمال إجراءات التبادل الدبلوماسي و افتتاح السفارات في كلا البلدين سيتم قبل نهاية هذا العام مؤكدا أن عودة العلاقات الدبلوماسية يأتي على خلفية الرغبة في توطيد العلاقات على أساس من الاحترام المتبادل. كان وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ قد وصل دمشق الأربعاء بعد يوم من واحد من إصدار الرئيس السوري بشار الأسد مرسوماً يقضي بإقامة علاقات دبلوماسية بين سوريا ولبنان وإرسال بعثة دبلوماسية- بدرجة سفارة- إلى بيروت. وذكرت صحيفة "تشرين" السورية الرسمية في افتتاحيتها الأربعاء أنه مع صدور هذا المرسوم "تتعمق العلاقات السورية اللبنانية وتسير خطوات متقدمة نحو الأمام". وتابعت "لا ننكر بأن محاولات خطيرة وقفت وراءها دول كبرى وأخرى إقليمية وقوى سياسية لخلق شرخ عميق في العلاقات السورية اللبنانية على مدى الأعوام الماضية لكن وعي وإرادة اللبنانيين والسوريين فوتا الفرصة على تلك المحاولات". وشهدت العلاقات السورية اللبنانية توترات شديدة خلال السنوات الثلاث الماضية بعد اتهام قوى الرابع عشر من آذار اللبنانية سوريا بالتورط في اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري عام 2005.. الأمر الذي نفته دمشق. وفي حديث لصحيفة السفير اللبنانية، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن لبنان وسوريا يجب أن يتعاونا لمحاربة الإرهاب؛ رابطاً بين التهديدات التي تواجه الدولتين اللتين كانتا محور استهداف مسلح سابق. وقال المعلم إن كشف الخلايا الإرهابية في كل من لبنان وسوريا أظهر إن مصدر الخطر على البلدين واحد؛ واصفاً التعاون الأمني بين لبنان وسوريا بأنه جيد، وتوقع تعزيز التعاون والتنسيق الأمني بين الجانبين لمواجهه "ما يدبر للبلدين وأمنهما واستقرارهما". الجدير بالذكر أن سوريا احتفظت بوجود عسكري في لبنان استمر تسعة وعشرين عاماً؛ حيث اضطرت عام 2005 إلى الانسحاب تحت ضغط دولي عقب اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري. (وكالات)