فرضت شجرة السدرة نفسها علي مسرح الأحداث في قطر أكثر من مرة خلال الأيام الماضية، فقد اختارتها لتكون أول شجرة تتم زراعتها في حديقة القرآن الكريم، وهي الشجرة التي قامت بغرسها صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع خلال حفل تدشين الحديقة. ومع بداية شهر رمضان اطلقت منظمة أيادي الخير نحو آسيا روتا مشروع شجرة السدرة في اطار برامجها الرمضانية، وهي عبارة عن فعالية مهمة تتضمن مزيجا من الأنشطة ذات العلاقة ببث الوعي البيئي والثقافة والتراث والرعاية المجتمعية، كما تعد هذه الفعالية ايضا من الفعاليات التي تؤكد علي أهمية غرس القيم الاجتماعية النبيلة التي تعبر عن روحية هذا الشهر الكريم، فضلا عن التأكيد علي أهمية المساهمة والمشاركة تجاه بقية أفراد المجتمع من خلال اشراك أكبر عدد من الطلاب في تلك الفعاليات. كما يحمل أهم المراكز الطبية والبحثية في قطر والعالم العربي اسم السدرة، حيث يقوم هدف المركز الطبي التعليمي المجهز بأحدث التقنيات التكنولوجية والذي أنشأته سمو الشيخة موزة علي توفير الدورات التدريبية والأبحاث والموارد العلاجية العالمية المستوي في دولة قطر. يشكل هذا المركز الطبي التعليمي جزءا من مشروع المدينة التعليمية ويتوقع أن يكون الموقع التعليمي الاولي لكلية طب وايل كورنيل في قطر ويزمع أن يقدم هذا المركز الجديد أعلي المستويات الدولية في الرعاية الصحية والتعليم والأبحاث الطبية والممارسة السريرية. ويندرج ضمن جداول أبحاث الأساتذة الجدد دراسات تحليلية وانتقالية تشدد علي وجه الخصوص علي المسائل المتعلقة بطب النساء بما فيها الإخصاب وأمراض القلب وداء السكري إضافة إلي أمراض ما بعد الولادة. ويكون المركز مجهزا بأحدث الوسائل التكنولوجية الرقمية في جميع الفئات الوظيفية ابتداء من الوظائف الإدارية الأساسية وصولا إلي تجميع الرموز الجينية وتطبيقها في أبحاث عالية المستوي. وتتولي كلية طب وايل كورنيل في قطر مسؤولية تدريب طلاب المدينة التعليمية علاوة علي التعليم والأبحاث السريرية التي تجري في المركز وتتشارك مع مؤسسة قطر في إدارتها. وتدخل مع كلية طب وايل كورنيل في قطر ومركز السدرة للطب والبحوث في هذا المشروع مؤسسة حمد الطبية أكبر مزود للرعاية الصحية العامة في الدوحة. ويتعاون مركز السدرة للطب والبحوث ومؤسسة حمد الطبية وهما الفرعان الأكاديميان المنبثقان عن كلية طب وايل كورنيل لإقامة شراكة فيما بينها كفيلة في تعزيز برامج ومهارات الأبحاث بما فيه مصلحة الموظفين والمرضي في نظام الرعاية الصحية العامة في قطر. ويشكل المركز إضافة هامة لمراكز الأبحاث والخبرات في دولة قطر بما انه يتوقع أن يستقطب علماء وأطباء رفيعي المستوي من أنحاء العالم يقيمون أساسات معرفية طبية يمكن تصديرها للعالم بأسره. وقد رصدت مؤسسة قطر للمركز وقفا يقدر بحوالي 7.9 مليار دولار أمريكي، وهو مايعتبر أعلي مبلغ خصص للصرف من ريعه علي أي مركز طبي أكاديمي في العالم، ويعد مركز السدرة للطب والبحوث المرتقب افتتاحه في 2010 نقطة انطلاق برنامج استثماري في المراكز الجديدة بادرت به سمو الشيخة موزة. ويتوقع أن توظف دولة قطر استثماراتها في غضون السنوات القادمة في شبكة من المراكز الجديدة المتخصصة في مختلف مجالات الرعاية الصحية. وعودة الي شجرة السدرة التي تعد قطر موطنا أساسيا لتلك الشجرة التي تعد من أهم الأشجار والزروعات التي تنتشر علي أرض قطر ومازالت حتي الآن تعد الشجرة واحدة من أهم الأشجار التي تزدان بها حدائق كثير من الناس الذين يفضلون التمسك بزراعة هذه الشجرة والاهتمام بها من منظور اقتصادي وبيئي فضلا عن التبرك بالشجرة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم وباعتبار انها من الأشجار التي تتواجد في الجنة. وكانت شجرة السدرة في الماضي تعد مقصدا للشعراء والعلماء الذين يلجأون اليها للاستظلال تحت ظلالها الوارفة والقيام باستذكار العلوم ومناقشة الموضوعات العلمية والفقهية المختلفة واستغل هؤلاء العلماء كثرة أوراق هذه الشجرة وكثرة ثمارها اللذيذة لكي يستفيدون من الجلوس بجوارها لغرض التظلل أو أكل ثمارها اللذيذة الشهية. وقد أثبتت البحوث العلمية الحديثة عددا من الفوائد الطبية التي تتضمنها أوراق وأزهار وثمار السدر الذي كان يعتبر أشبه بصيدلية يلجأ إليها الأقدمون لعلاج الكثير من أمراضهم فأوراق السدر تحتوي علي مواد قلوية تجعل منها علاجا ملائما لكثير من الأمراض الجلدية ومن أهمها مرض الجرب . كما ان البحوث الطبية اثبتت ايضا أن اوراق السدر عندما تغسل جيدا ثم توضع في ماء يغلي تتكون منه رغوة بيضاء وبعد ذلك يغسل بهذا المنقوع شعر الرأس لإزالة القشرة وتقوية بصيلات الشعر. فضلا عن ان الابحاث اكدت ايضا علي احتواء هذه الاوراق علي مواد للحساسية. فوائد منقوع اوراق السدر لم تتوقف عند هذا الامر فقط ،بل ان الابحاث اثبتت ايضا فوائده الطبية العديدة الاخري مثل فائدته لعلاج الام المفاصل وعلاج الجروح وعلاج التهابات الفم واللثة ايضا. اما عن الخصائص العامة للشجرة التي تتضمن جميع هذه الفوائد فان الشجرة تعتبر في التصنيف العلمي من الاشجار التي تتبع الفصيلة السدرية التي تشمل 45 جنسا وهي من الفصائل ذات الانواع المحدودة في الفلور القطرية حيث انها تتمثل بجنس واحد في قطر هو ZIZYPHUS وهو يعتبر ثلاثة انواع منه نوعان يزرعان واسمهما العلمي هو ZIZPHUS MAURITIANA وهو يتميز بان السطوح لاوراقه بيضاء اللون لوجود زغب ابيض عليها والسطوح العلوية خضراء لامعة وتسمي ثماره الاكنار. وهناك نوع اخر يسمي ZIZPBUS SPINA-CHRISITI وهو يعطي ثماراً كروية وتسمي ثماره النبق والنوع البري هو السدر البري والاسم العلمي له هو ZIZ PHUVMVLARIA وهو نبات شجري ذو اشواك كثيفة يقوم علي جذع واحدة او متفرعة كثيرة الغصون ويكون ارتفاعه من 2 الي 3 امتار وقد يصل الي اكثر من ذلك بكثير اذا لم يتعرض للرعي الجائر وذلك في الروض والمناطق المحمية لان الرعي يحد من نموه الطولي ويغير من الشكل العام له. اما جذور السدر فهي جذور وتدية وتتفرع تحت سطح الارض بحثا عن الماء وقد تصل الي اعماق كبيرة واوراقه بيضاوية الشكل شبه مستديرة ولها ثلاثة عروق تكون متوازية تقريبا. وازهاره خضراء مصفرة قطرها حوالي (3مم) ويزهر النبات مرتين واحدة في الشتاء والاخري في الصيف. اما ثماره فهي كروية الشكل ذات لون برتقالي يميل الي الاحمرار وقطرها حوالي 8 مم تقريبا ويكون مذاقها به بعض المرارة البسيطة الا انها لذيدة الطعم وفي احيان اخري تكون حلوة المذاق. وشجر السدر ينمو في اماكن بعينها حيث ينمو بشكل عام في الروض والمنخفضات وسارب الامطار ذات التربة الفيضية العميقة الناعمة يمتاز بها شمال ووسط دولة قطر وقد ينمو في جنوب قطر في بعض الروض مثل الخرارة. ونظرا لميزاتها في الاخضرار الدائم والظل الوافر وسرعة النمو وتحمل الملوحة والجفاف فإن شجرة السدرة تعد من انسب الاشجار التي تزرع في الحدائق كما تعد من الاشجار التي تكون مناسبة لعمل الاسوار او الأسيجة نظرا لما بها من اشواك تنتشر علي سيقانها واعضائها. ويمتلك السدير ميزة اخري وهي تكوين اكمات من التربة الناعمة التي تعرف باسم النباك ومفردها نبك مما يجعله من انسب النباتات المستخدمة كمعدات لوقف التصحر وذلك يحجز الرمال وتجميعها حوله ونظرا لكثافة وتشابك أعضائه وكثرة اشواكه فان الطيور تفضله لبناء اعشاشها كما تستخدمه بعض الحيوانات مأوي لها. كما تعد ازهار السور من افضل ما يتغذي علي رحيقها النحل الذي تنتج عسل السدر المعروف. وقد ورد اسم السدرة في القرآن الكريم في اكثر من موضع ومن اشهر اشجار السدرة التي وردت في القرآن الكريم هي عند سدرة المنتهي 14 النجم كما ورد ذكر اسم السدرة ضمن اشجار الجنة ووصف باسم (في سدر مخضود) 28 الواقعة. اما عن معاني كلمة السدر في المعاجم فان نبات السدر حظي بمكانة خاصة في المعاجم العربية وتعددت اسماؤه ومن اسماء السدر العبري و الجني و النبق و القلب و العرج والدوم و الصعبر و الصنعبر وهناك ايضا اسماء اخري فهناك القرمض الذي يطلق علي صغار السدر و العمري الذي يطلق علي الكبير منه والدوم علي السدر الضخم الحجم و العيض او الأيكة علي السدر الكثيف الملتف الأوراق والاغصان وتطلق النبقة علي ثمر السدر والحزرة او العلقمة اذا كانت الثمرة مرة المذاق ويطلق اسم الصلام علي نوي النبقه . واطلقت اسماء كثيرة علي مناطق في قطر نسبة الي السدر فهناك مثلا منطقة السدري الشمالي والسدري الغربي والسدري الشرقي وسدرة بن بحر وسدرية السخامة وسدرة ابو القريان وسدرية الخضيرة والسديري وسدرية الخيسة وسدرية مسبكة وسدرية مكين وسدرية العب وسدرية النهي وسدرية واسط.
