البشير: اختطاف الطائرة عمل إرهابى غادرت مساء الاربعاء طائرة ليبية تحمل ركاب الطائرة السودانية المختطفة بعد نجاح عملية الإفراج عنهم وعددهم 88 راكبا واستسلام الخاطفين. وقد قامت السلطات الليبية بتقديم كافة المساعدات للركاب قبل إقلاع الطائرة. ومن جانبهم قدم جميع ركاب الطائرة الشكر للسلطات الليبية للجهود التى كللت بالنجاح للافراج عنهم من قبل المختطفين المحتجزين بإحدى صالات مطار الكفرة بعد أن قررا الاستسلام. من ناحية أخرى، قال محمد البلة عثمان القنصل السوداني بمدينة الكفرة إن السلطات الليبية المختصة اقتادت الشخصين اللذين نفذا عملية الاختطاف لإجراء التحقيقات حول دوافعهم. وأضاف أن وفدا فنيا من الطيران المدني السوداني الذى وصل فى وقت سابق الى مطار الكفرة سيتولى فحص الطائرة. كانت وكالة الجماهيرية الليبية للأنباء قد أعلنت الأربعاء استسلام خاطفي طائرة الركاب السودانية التى أجبرت على الهبوط في ليبيا ، وذلك بعد مفاوضات مع السلطات الليبية. ونقلت الوكالة عن رئيس سلطة الطيران المدني محمد شليبك قوله إن الخاطفين نقلا الى إحدى القاعات في مطار الكفرة بعد أن سلما نفسيهما. وكان قد تم تحويل وجهة الطائرة التابعة لشركة الرحلات الداخلية السودانية "صن اير" الثلاثاء بعد قليل من إقلاعها من مطار نيالا في دارفور غرب السودان متجهة الى الخرطوم ، وأجبرت على التوجه إلى واحة الكفرة الليبية (جنوب شرق ليبيا) - وعلى متنها 100راكبا. وقام خاطفا الطائرة السودانية في وقت سابق بإطلاق سراح جميع ركاب الطائرة لكنهم استبقوا أفراد طاقمها الثمانية. ضابطان مصريان كانا على متن الطائرة من ناحية أخرى ، أفادت المصادر الليبية أن ضابطي شرطة مصريين يعملان ضمن القوات المصرية فى قوات الاتحاد الإفريقى لحفظ السلام فى دارفور كانا ضمن ركاب الطائرة السودانية المختطفة المفرج عنهم . كما كان من بين ركاب الطائرة أربعة من كبار أعضاء فصيل مينا ميناوى -التى وقعت اتفاقا للسلام مع الخرطوم- أحدهم مستشار لميناوى ومفوض شئون الأراضى فى الحركة وأحد واضعي اتفاق السلام لدارفور الذى تم التوصل إليه عام 2006. وصرح مسئولون بمصلحة الطيران المدني الليبي الأربعاء أن الخاطفين الاثنين ينتميان إلى جناح عبدالواحد نور بجيش تحرير السودان؛ فيما نفى نور في وقت سابق أن يكون فصيله مسئولاً عن اختطاف الطائرة. وأعلنت وكالة الجماهيرية (الليبية) للأنباء - نقلا عن مدير مطار "الكفرة" الليبى - أن الخاطفين رفضا التفاوض مع المسئولين الليبيين فى بادىء الأمر ، كما رفضا أيضا اقتراحا بإطلاق سراح النساء والأطفال أو السماح بإدخال مؤن غذائية وأدوية إلى داخل الطائرة مشيرة أن مطلبهما هو إعادة تزويد الطائرة بالوقود للطيران إلى باريس وإمدادهما بالخرائط للاسترشاد بها في تحديد مسار رحلتهما من "الكفرة" إلى باريس. وذكرت "رويترز" أن خاطفي طائرة الركاب السودانية- ينتمون لفصيل من أنصار عبد الواحد محمد النور الذي رفض فصيله توقيع اتفاق السلام مع الحكومة وهو فصيل تابع لحركة تحرير السودان. البشير: اختطاف الطائرة عمل إرهابي وصف الرئيس السودانى عمر البشير عملية اختطاف الطائرة السودانية أنها عمل إرهابي رخيص موضحا أن كل ركاب الطائرة هبطوا بسلام في مطار الكفرة بالجماهيرية الليبية. وقال البشير -في المؤتمر الصحفي الذي عقده مساء الأربعاء بقاعة المجلس التشريعي بجنوب السودان في جوبا- إن الحكومة طلبت من ليبيا منع الطائرة من المغادرة . وكان الرئيس السوداني قد وصل الأربعاء الى جوبا -عاصمة جنوب السودان الذي يتمتع بحكم ذاتي- في أول زيارة الى هذه المنطقة منذ حوالى سنتين ، حيث وقع اتفاقات تنمية ، ومن المنتظر أن تسمح بالتوقيع في وقت لاحق على اتفاق مع شركات صينية لبناء ثلاثة سدود في جنوب السودان اثنان منها في الولاية الاستوائية والثالث في ولاية بحر الغزال. وتربط الصين التي أعلنت عن فتح قنصلية لها في جوبا, علاقات وثيقة بالحكومة السودانية وهي أبرز مستورد للنفط السوداني وأكبر مستثمر في السودان. وتعود آخر زيارة للبشير الى جوبا الى كانون الثاني/يناير 2007. وخلال تلك الزيارة تبادل الاتهامات مع نائبه حينها سالفا كير الزعيم السابق للحركة الشعبية لتحرير السودان الذي يرأس حاليا منطقة جنوب السودان, بعد تطبيق اتفاق السلام لعام 2005 الذي أنهى حربا أهلية استمرت 21 عاما. وبين نقاط الخلاف وضع منطقة ابيي الغنية بالنفط والتي تقع بين شمال البلاد وجنوبها وتقاسم الموارد النفطية وكانت شهدت معارك دامية ، وبموجب اتفاق السلام فان مصير ابيي سيتحدد في استفتاء على تقرير المصير عام 2011. وأوضح البشير -المهدد بمذكرة توقيف قد تصدرها المحكمة الجنائية الدولية في حقه بتهمة ارتكاب جرائم ابادة في دارفور- أن إدعاءات مدعى المحكمة الجنائية الدولية لويس أوكامبو ضد السودان و ما تقوم به المحكمة يأتي في إطار الضغوط التي تتعرض لها ، مجددا تأكيداته بعدم التعامل معها باعتبار السودان ليس عضوا فيها ، وقال ان عمل المحكمة سياسي وليس قانونيا . وفيما يختص بالعلاقات السودانية التشادية ، قال البشير إن العلاقات بين الخرطوم وانجمينا مهمة وحيوية .. مشيرا إلى التداخل القبلي بين البلدين ، داعيا إلى استغلال هذا التداخل في تبادل المنافع والمصالح المشتركة بين الشعبين ، موضحا أنه بدون هذه العلاقات لن يتحقق السلام والاستقرار في دارفور. (وكالات)