عقد الدورة البرلمانية الجديدة فى موعدها شب حريق في عدد من الحجرات الخشبية الموجودة فوق سطح الدورالثالث بمقرمجلس الشورى المصري مما أدى إلى انهيارجزء من المبنى الخلفى بعد الساعة الخامسة من مساء الثلاثاء، وشوهدت ألسنة النار ترتفع من أمكان بعيدة، وانتقل الحريق بعد ذلك إلى أعلى مقر مبنى الضرائب خلف وزارة الصحة. وهرعت سيارات المطافئ إلى موقع الحريق إلا أن مراسل التليفزيون المصري ذكر لموقع أخبار مصر أن الحريق ما زال مشتعلا. وقد انهارجزء كبير من المبنى الداخلى بمجلس الشورى بسبب تجاوزألسنة اللهب الشديدة حيث تجمعت كميات كبيرة من الأخشاب وأسقف الأدوار المشتعلة التي سقطت في الدور الأرضي الذي يحتوي على البهو الرئيسي للمجلس، فيما أتت النيران المستعرة على مبنى الري بالمجلس بالكامل. وذكرالتليفزيون المصري أنه توجد عشرات من سيارات الإسعاف وأن مروحيات تابعة للقوات المسلحة تشارك في جهود الإطفاء، فيما صرح مصدر مسئول في وزارة الصحة أن عدد الإصابات قد وصل حتى الآن الى 13 حالة اختناق تم نقلهم فورا الى المستشفيات لتلقى العلاج ولم ترد أنباء عن وجود قتلى، ومن المرجح -حسب المصادر الأمنية- أن يكون سبب الحريق ماس كهربائي. ويتكون مبنى ملحق الري الذي بدأ منه الحريق من ثلاثة طوابق رئيسية مقسمة بين مجلسي الشعب والشورى، يضم الأول منها مكتب رئيس مجلس الشورى ومكاتب الوكيلين والأمين العام والأمين العام المساعد ومكتب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية والقاعة الرئيسية وبهو الأعضاء، بالإضافة إلى مقارلجان الثقافة والصحة والتنمية البشرية وقاعة الدستورومكتب الصحافة ومكتب الحزب الوطني، وكذلك مكاتب ممثلي أحزاب المعارضة فضلا عن بعض المكاتب الإدارية بمجلس الشعب. أما الطابق الثاني فيضم مقار لجان الشئون الدستورية والاقتصادية والصناعة والزراعة والشئون العربية بمجلس الشورى، إضافة الى قاعة اجتماعات اللجنة العامة ومركز المعلومات كما يضم مكتبا فرعيا لرئيس مجلس الشعب وقاعة مبارك للاجتماعات وبعض المكاتب الإدارية. أما الدور الثالث والأخير فهو مخصص لعدد من لجان مجلس الشعب وهى لجان الشباب والنقل والإسكان والدفاع والثقافة والشئون الخارجية والزراعة وحقوق الإنسان ومكاتب أخرى للموظفين فضلا عن مكتب للأمين العام المساعد. وقال اللواء شريف جمعة مساعد أول وزير الداخلية للشرطة المتخصصة إنه توجد37 سيارة إطفاء ومروحيتان لإخماد الحريق الذى شب فى الطابق الثالث مؤكدا أنه تم تأمين المنطقة وتمت السيطرة لمنع امتداد الحريق إلى المباني المجاورة. وأضاف في تصريحات لقطاع الأخبار بالتليفزيون المصري أن المشكلة في الأخشاب التى يتكون منها الطابق الثالث موضحا أن الرياح أعادت الحريق الى بعض الأماكن التى تم إطفاؤها لكن ليس بنفس القوة. وقال زعيم الأغلبية البرلمانية محمد رجب إنه لا يمكن لأحد أن يحدد سبب الحريق الان مشيرا أن ضخامة الحريق تذكره بحريق دار الأوبرا. جانب من الحريق (تصوير محمد اللو) وقال عبد الرحمن شاهين المتحدث باسم وزارة الصحة إنه تم تأمين ديوان عام الوزارة وخزانات الوقود كونها مقابلة لمبنى مجلس الشورى، وذكر أن جميع المستشفيات الواقعة بالقرب من مكان الحريق في حالة طوارئ. ويتابع الرئيس حسني مبارك أولا بأول الجهود الحثيثة المبذولة للسيطرة على الحريق، حيث أجرى سيادته ثلاثة اتصالات هاتفية مع السيد صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى لمتابعة تطورات عمليات الاطفاء. ومن جهته قال الدكتور أحمد فتحي سرور إن الحريق بدأ في الطابق الثالث وامتد الى الثاني في مبنى كانت تشغله وزارة الري سابقا والآن مخصص للجان مجلسي الشعب والشورى، ونفى أن تكون به أوراق ذات طبيعة خاصة موضحا أنها تقارير للجان توجد نسخ منها في المقر الرئيسي. كما نفى سرور وصول الحريق إلى المبانى الرئيسية فى مجلس الشعب ورفض التصريحات التى اذيعت فى بعض القنوات الفضائية عن وصول الحريق إلى البهو الفرعونى لمجلس الشعب أو المتحف أو القاعات الرئيسية للمجلس ، مؤكدا ًأن كافة المخطوطات داخل المتحف قد تم تأمينها بالكامل. وقال سرور أنه جار احتواء الحريق والسيطرة عليه بواسطة كافة فرق الاطفاء وجارى التعاون والتنسيق الكاملين مع السيد صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى حول كيفية عقد الجلسات فى المرحلة القادمة. ومن جانبه قال رئيس مجلس الشورى صفوت الشريف إن الحريق بدأ في الطابق الثالث وهو طابق مشغول بالعاملين من مجلس الشعب وبعض الأنشطة الفرعية لمجلس الشعب، مضيفا أن الحريق امتد لأن المبنى هو مبنى قديم وبنيانه يقوم على الجانب الخشبي وأسطحه أيضا خشبية وهذا ما ساعد على انتشار النيران، وأن الحريق لم يصل الى الطابق الأول الذى توجد به القاعات الرئيسية. وأوضح الشريف -بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط- أن الجزء الذي يحاول رجال الإطفاء السيطرة عليه قبل ان تصل اليه النيران يضم لجنة الطاقة والبوفيه. من جهة اخرى تطاير شرر من النيران بشكل بسيط إلى مصلحة الضرائب العامة وذلك لتطاير الكتل النارية من الحريق الذى شب بمجلس الشورى. وقام رجال الدفاع المدنى والاطفاء بالقاهرة بالسيطرة سريعا على تلك الكرات التى هبطت على مبنى الضرائب العامة واضطروا إلى ازالة بعض الاشجار وعامود انارة للوصول إلى المبنى. عقد الدورة البرلمانية الجديدة فى موعدها من ناحية أخرى أكد رئيسا مجلسى الشعب والشورى أن الدورة البرلمانية القادمة ستبدأ فى موعدها، طبقا للدستور، قبل الخميس الثانى من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني. وصرح صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى بأن الدورة البرلمانية ستبدأ فى موعدها حتى لو اقتضى الأمر التنسيق مع مجلس الشعب لعقد الاجتماعات بالتناوب. وأضاف أنه سيلتقى الأربعاء والدكتور سروررئيس مجلس الشعب لترتيب الاجتماعات الخاصة بلجان مجلسى الشعب والشورى، وأنه سيلتقى أيضا مع عدد كبير من أعضاء مجلس الشورى وكبار المسئولين بشركة المقاولون العرب لمعاينة القاعة الرئيسية للمجلس وإعدادها تمهيداً لبدء الدورة البرلمانية الجديدة فى موعدها المحدد وفقا للدستور. وناشدت ادارة مرور القاهرة المواطنين سلوك مسارات بديلة عن شارع القصر العيني وشارع مجلس الشعب لإتاحة الفرصة لجهود الإطفاء. يذكر أن مجلس الشورى في عطلته الصيفية وسيستأنف جلساته في شهر نوفمبر 2008.