شارك نحو ألف شخص في مسيرة دعم للانقلابيين الذين أطاحوا الأربعاء بالرئيس الموريتاني سيدي ولد الشيخ عبد الله الخميس في وسط نواكشوط ، وردد المتظاهرون "عزيز عزيز" اسم زعيم الانقلابيين الجنرال محمد ولد عبد العزيز قائد الحرس الرئاسي الذي أطاح بالرئيس صباح الأربعاء بعد إعلان إقالته. ووصلت المسيرة التي انطلقت قرب المطار إلى القصر الرئاسي في الساعة 11.00. وحاول الانقلابيون الخميس حشد الدعم الشعبي وطمأنة الأسرة الدولية التي أدانت الانقلاب الذي قاده قائد الحرس الرئاسي، ووعد الجنرال محمد ولد عبد العزيز قائد الانقلاب العسكري في أول ظهور علني له الخميس بأنه سوف "يحل كل مشاكل البلاد". في الوقت نفسه، أعلن مسئول في الحزب الرئاسي في موريتانيا أن الشرطة فرقت بالقنابل المسيلة للدموع مئات الأشخاص الذين تجمعوا في نواكشوط دعما للرئيس المخلوع سيدي ولد الشيخ عبد الله. وبمعزل عن ذلك كان الموريتانيون منشغلين بنشاطاتهم العادية في حين تمركزت آليات تنقل أفراد الشرطة من وحدة مكافحة الشغب في بعض النقاط الحساسة من العاصمة. وأعلن "مجلس دولة" المكون من ثلاثة جنرالات وثمانية ضباط برتبة عقيد يقوده الجنرال عبد العزيز ليل الأربعاء الخميس في بيان "إنهاء سلطة الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله". واعتقل الرئيس عبد الله وهو أول رئيس ينتخب ديمقراطيا منذ استقلال البلاد عام 1960 الأربعاء بعد قليل من إعلانه إقالة عدة ضباط كبار بينهم الجنرال ولد عبد العزيز. وألقى قائد الانقلاب خطابا على مدخل القصر الرئاسي محاطا بأعضاء المجلس الأعلى للدولة، وقد خرج من القصر لتحية المتظاهرين في ختام تجمع نظموه "دعما للانقلابيين وقائدهم". قائد الانقلاب محمد ولد عبد العزيز وقال الجنرال ولد عبد العزيز في ختام التظاهرة التي حشدت نحو ألف شخص ومئات السيارات إن "المجلس الأعلى للدولة يشكركم على هذه المسيرة التي تعبر عن اهتمامكم بشئون بلدكم". كما تعهد الانقلابيون في محاولة الطمأنة "باحترام جميع المعاهدات والالتزامات الدولية التي وقعتها موريتانيا". وتعهد المجلس العسكري المؤلف من 11 من كبار الضباط بالإشراف "بالتشاور مع المؤسسات والقوى السياسية والمجتمع المدني لتنظيم انتخابات رئاسية تمكن من استئناف المسار الديمقراطي في البلد وإعادة تأسيسه على قواعد صلبة وباقية". وقال في بيان نشرته الوكالة الموريتانية للأنباء إن الانتخابات ستجرى "خلال أقصر فترة ممكنة وسيعمل المجلس الأعلى للدولة على ضمان حريتها وشفافيتها". ردود الفعل العربية والدولية وعلى الصعيد العربي، أعربت مصر الخميس عن "دهشتها" من الانقلاب فيما أعربت جامعة الدول العربية عن "قلقها الشديد"، فيما قال مصدر رسمي في تونس إن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي والزعيم الليبي معمر القذافي عبرا عن "قلقهما" حيال الانقلاب. ومن جانبها، اعلنت الولاياتالمتحدة الخميس تعليق مساعداتها غير المتعلقة بالمجال الانساني الى موريتانيا غداة الانقلاب العسكري الذي اطاح بالرئيس. وتحدثت فرنسا عن "انعكاسات على علاقات" موريتانيا والاتحاد الأوروبي إذا لم "تتم العودة إلى الشرعية الدستورية". كما أدانت الولاياتالمتحدة الانقلاب وحثت العسكريين على إطلاق سراح رئيس البلاد ورئيس الوزراء وإعادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيا. وطالب الاتحاد الإفريقي الخميس بأن يفرج العسكريون الذين قاموا بانقلاب في موريتانيا عن رئيس البلاد ومحتجزين آخرين. وقال الاتحاد الإفريقي في بيان صدر في أديس أبابا إن الاتحاد الإفريقي "يطالب بالإفراج عن الرئيس والآخرين الذين اعتقلوا وصون سلامتهم وأمنهم وكرامتهم وكذلك أفراد عائلاتهم." كذلك أعربت إسرائيل التي تقيم علاقات دبلوماسية مع نواكشوط عن "دعمها المسار الديمقراطي في موريتانيا"، ورجحت إسرائيل أن تستمر علاقاتها مع موريتانيا بالرغم من الانقلاب العسكري. وعبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأربعاء عن "أسفه العميق" للانقلاب العسكري الذي ندد به بشدة الاتحاد الإفريقي والمفوضية الأوروبية ورئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي (الفرنسية حاليا) والولاياتالمتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي. وفي سياق متصل، دعا عبد الله محمد با الناطق باسم الرئيس الموريتاني المخلوع المجتمع الدولي إلى "عدم الاعتراف بأي حال من الأحوال" بسلطة الانقلابيين. وأكد محمد با الذي قال إنه "مختبئ في مكان ما" في اتصال هاتفي مع فرانس برس أنه يتكلم باسم "المؤسسة الرئاسية" وندد "بمهزلة الانتخابات التي ينوي الجنرالات تنظيمها بعد شهرين". من جهته دعا سيدي محمد ولد مهام الناطق باسم برلمانيين "عصاة" استقالوا بداية الأسبوع من حزب الحاكم العهد الوطني للديمقراطية والتنمية (عادل) "كل المواطنين" إلى المشاركة "في مسيرة دعم لمجلس الدولة ورئيسه الجنرال محمد ولد عبد العزيز". ودعت أمل ابنة رئيس موريتانيا المخلوع الموضوعة رهن الإقامة الجبرية إلى تحرك دولي، وقالت في بيان نُشر من خلال متحدث "باسم والدي السجين، أود أن أبعث بنداء مُخلص مُلح إلى الأممالمتحدة والمجتمع الدولي لفتح حوار بناء من أجل إعادة المؤسسات والحكومة المنتخبة انتخابا عادلا في البلاد في أقرب فرصة." وانضم بعضهم إلى مئات الأشخاص الذين نظموا مسيرة في أنحاء العاصمة اليوم لدعم " المجلس الأعلى للدولة" الذي شكله محمد ولد عبد العزيز قائد الحرس الرئاسي الذي تزعم الانقلاب بعدما أقاله الرئيس عبد الله. وفاز عبد الله في الانتخابات التي جرت في العام الماضي بعذ انقلاب وقع عام 2005 قاده عبد العزيز أيضا وأنهى سنوات من الدكتاتورية في عهد الرئيس معاوية ولد سيد أحمد طايع. في السياق نفسه ، أكدت مصادر أمنية موريتانية إعادة فتح مطار نواكشوط بعد إغلاقه الأربعاء إثر الانقلاب العسكري، وأضافت أن المعابر الحدودية الأخرى ما تزال تعمل ولم تغلق. وذكرت مصادر موريتانية أنه تم اقتياد الرئيس الموريتاني سيدي محمد ولد عبد الله من قبل أحد أفراد الحرس الرئاسي التابع لقائد الحرس المقال محمد عبد العزيز إلى ثكنة عسكرية تابعة للحرس الرئاسي لا تبعد كثيرا عن القصر الرئاسي وسط نواكشوط كما انتشرت القوات التابعة للقائد المقال بالقرب من وكالة الأنباء الموريتانية. (وكالات الأنباء)